يعيش أبناء محافظة إب شهر رمضان في أزمات متعددة تطحن حياة المواطنين بمختلف مديريات المحافظة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشة وغلاء فاحش أفسد فرحتهم واجواءهم الإيمانية بشهر رمضان المبارك. أزمات بعضها فوق بعض ثقل كاهل المواطنين بفعل الإنقلاب والحرب التي جلبتها المليشيا لمختلف المحافظاتاليمنية ، مما غير ملامح وسمات الشهر الكريم في محافظة إب وسط اليمن. للعام الرابع على التوالي يأتي رمضان ويرافقه الهموم والمنغصات والأزمات ، لكنها هذا العام مختلفة وثيقلة عن كل عام نتيجة زيادة حدة الحرب وتبعاتها وتردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية ، وهناك العديد من المشاكل والمعاناة تتواصل إلى نهاية الشهر الفضيل وكثير منها تظل طوال العام..
غلاء فاحش يحل رمضان المبارك هذا العام على أبناء محافظة إب بلون آخر لم يسبق أن مر عليهم من قبل كما يقول الكثير من أبناء المحافظة والمعروف عنها كرم أهلها وبساطتهم خصوصا في شهر رمضان. وزادت الأسابيع الماضية الأسعار في المواد الغذائية نتيجة ارتفاع الدولار وهو ما جعل الأسعار ترتفع بشكل جنوني, ورغم تراجع الدولار بشكل محدود لكن الأسعار لم تتراجع وسط غياب أي دور للجهات المعنية والسلطات المحلية والخاضعة لسلطات الإنقلابيين، ليبقى المواطنين بمحافظة إب بين نارين, نار الغلاء ونار المعاناة الناجمة عن الأوضاع التي تشهدها اليمن منذ أكثر من أربعة أعوام. ويرى أبناء المحافظة أن رمضان هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة, لكنهم فرحين بهذه المناسبة رغم امتزاجها بالمعاناة والمشاكل المختلفة والتي كدرت فرحتهم ونغصت حياتهم اليومية.
أسعار جنونية الشاب مؤمن الحبيشي الذي يبلغ من العمر 30 عام يقول: رمضان في إب أحلى رمضان وأجمل الأيام وهو موسم للطاعة, وعندنا في رمضان تزيد زحمة الحافلات والشوارع, ومشكلة انعدام الغاز والكهرباء, وانعدام المياه من المنازل ونطالب الجميع أن ينظر لأحوال الشعب ويبحثوا عن حل لها ويخففوا عذاب الناس, وأتمنى أن يراقبوا الأسعار خصوصا في رمضان, وكل تاجر يحدد السعر بنفسه والمواطن هو من يدفع الثمن والكارثة أن المواد التي يتم بيعها بالشارع أو بعض التجار بلا بيانات وقد تكون منتهية أو مضرة بالصحة.
فلتان أمني وقال أمين عمار الخطيب وهو عامل في ورشة لحام: رمضان في إب شأنه شأن بقية المحافظاتباليمن ومشاكلنا متشابهة وأكبر مشكلة عندنا في إب برمضان هي الفلتان الأمني وتردي الأوضاع الاقتصادية واستمرار الحرب التي أثرت على مصدر رزقنا ونحن نعول أسر, وتأثرت مصادر الرزق بشكل كبير وصار دخلنا قليل ومتحملين إيجارات ونعول أسر والغلاء كمل ما تبقى.
أزمات بعضها فوق بعض ومنذ احتلال المليشيا الحوثية لمحافظة إب منتصف أكتوبر 2014م تتنوع الأزمات وتتوالى على سكان إب ما بين انعدام للمشتقات النفطية وارتفاع جنوني لأسعار السلع الغذائية والتلاعب بها وأزمات إنعدام مادة الغاز المنزلي والمتاجرة بها في السوق السوداء بمبالغ خيالية وانقطاع الرواتب وأزمة توقف مشروع المياه وقطعه كليا عن منازل المواطنين وحاراتهم، إضافة للفلتان الأمني الذي تشهده المحافظة، الأمر الذي أدى لمضاعفة معاناة المواطنين.
الغاز ب8500 ريال
أزمة الغاز واحدة من أبرز الأزمات التي يعاني منها سكان محافظة إب ، واستغلال مليشيا الحوثي لها بل هي حاضرة وبقوة خصوصا مع حلول شهر رمضان المبارك وحاجة المواطنين لها. وما من مواطن في مختلف مديريات محافظة إب إلا ويشكو أزمة ارتفاع أسعار الغاز في رمضان وغير رمضان ، لكنها برمضان لها خصوصية أكثر وزيادة معتبرين انعدام الغاز وارتفاع أسعاره من أبرز سمات رمضان حد قول العديد من المواطنين. المواطن أمين البعداني أحد أبناء مديرية الظهار بمدينة إب تحدث بالقول شهر رمضان فرصة للطاعة والعبادة وزيادة الخير لكن مليشيا الحوثي وتجار الغاز الجدد والمحسوبين على المليشيا الحوثية يجعلوا رمضان موسم للجشع والطمع والمعاصي ونهب المواطنين. وأضاف: سعر الغاز هذه الأيام وصل إلى أكثر من 8500 ريال, وعادة لا نحصل عليه الا بشق الأنفس, ومع كل يوم يزيد السعر ويعدم الغاز بهدف الكسب من المال والمتاجرة بأقوات المواطنين.
أزمة كهرباء وتعيش محافظة إب منذ أربعة أعوام في ظلام دامس نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي مع انقلاب ال21 من سبتمبر 2014 الذي قامت به مليشيا الحوثي على الدولة، وسيطرتها على موارد ومؤسسات الدولة واستغلالها لتنفيذ أجندتها الطائفية والتدميرية لليمن، على حساب معاناة الشعب. ومع اتجاه الناس إجباريا للطاقات الشمسية كحل بديل للكهرباء لكن كثير من الأسر لا تجد تلك المنظومة أو أن عامل الزمن أثر عليها بشكل كبير مما افقدهم الكهرباء ويعيشون ساعات طويلة في الظلام وبعضهم بالكاد يجد الإضاءة لساعة واحدة وينتهي مفعول تلك الألواح الشمسية.
أزمة مياه هي الأثقل
سكان محليون تحدثوا عن المعاناة التي يعاني منها سكان مدينة إب هذه الأيام وهي إنعدام وتوقف مشروع المياه في كل حارات مدينة إب ، ويقولون: أن أزمة المياه تخنق حياة الناس معتبرين إياها الاثقل وتفسد رمضان خصوصا مع زيادة الحاجة للمياه في رمضان وحاجات المطابخ لذلك. وقال علي إسماعيل مواطن في حارة مستشفى الثورة العام بمدينة إب بأن مشروع المياه متوقف عن حارتهم ومنازلهم منذ أكثر من شهر ونصف. وأضاف نلجأ للبحث عن الماء من مكان إلى آخر بصورة مهينة تعكس معاناة المواطنين وتابع لولا جامع حارتنا لتركنا منازلنا وهاجرنا إلى الريف بحثا عن الماء. ويعتمد سكان مدينة إب في المياه على بعض المساجد ومشاريع المياه الخيرية "سبيل مياه" التي ينفذها فاعلين خيري وموزعة على عدد من الحارات. وأكد إسماعيل بأن مليشيا الحوثي الإنقلابية هي من تحكم سيطرتها على محافظة إب وهي من تقف خلف قطع مشروع المياه وبيع الماء في السوق السوداء بمبالغ خيالية وصلت إلى عشرين ألف ريال للوايت الماء.
أزمة مشتقات نفطية تتواصل في مختلف مديريات محافظة إب أزمة المشتقات النفطية الخانقة والتي انعكست على أسعار المواصلات وارتفعت بشكل كبير بالتزامن مع تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشة للمواطنين. واشتكى مالكو المركبات في إب من إرتفاع أسعار المشتقات النفطية في السوق السوداء والتي تعود ريعها لصالح قيادات حوثية رفيعة افتعلت الأزمة وتواصل إدارتها لها بشكل يؤكد متاجرتها بمعاناة المواطنين واقواتهم.