فشلت المليشيات الانقلابية المدعومة من الامارات من السيطرة على محافظة شبوة، بعد مواجهات عنيفة مع الجيش الوطني وقبائل المحافظة استمر أربعة أيام تكبدت المليشيات خسائر في العتاد والأرواح، قبل أن تتدخل المملكة العربية السعودية وأجبرت المليشيات على الانسحاب من المحافظة بشكل كامل والعودة لطاولة الحوار. وهاجمت مليشيات "المجلس الانتقالي، " فصيل مسلح تدعمه الامارات انقلب على الشرعية في 7 أغسطس الجاري وسيطر على العاصمة المؤقتة عدن، الخميس الماضي22 اغسطس"، هاجمت مدينة عتق عاصمة المحافظة، ضمن مخطط توسع المليشيات الانقلابية في محافظات الجنوب ، غير أن شبوة أذلت كبرياء الانقلابين وقطعت الطريق على المتآمرين على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وأعادت للدولة اعتبارها ومكانتها، ووحدة اليمن أرضا وانسانا. مع بداية هجوم مليشيا "الانتقالي" على عاصمة المحافظة، مدينة عتق، تبادر إلى الاذهان عن سر تحشيد الامارات ومليشياتها في السيطرة على محافظة شبوة، وتعزيز "النخبة الشبوانية" بالسلاح والعتاد بشكل مضاعف.
حرب اقتصادية يرى الصحفي المختص في الشأن الاقتصادي، محمد الجماعي، أن معركة شبوة الهدف منها اضافة إلى الهدف العسكري والسياسي هو هدف اقتصادي بحت، حيث وأن الامارات تهدف لاسقاط آخر منفذين بحريين للحكومة الشرعية بيد مليشيا الانتقالي. وأشار الجماعي إلى أن الهجمة الاماراتية على اليمن، يأتي بعد اصرار الحكومة اليمنية على تصدير شحنات من النفط عبر ميناء الرضوم، كبديل لميناء رأس عيسى في الحديدة الخاضع لسيطرة مليشيا. تعتبر محافظة شبوة من المحافظات الغنية بالنفط، حيث يوجد فيها ثلاثة حقول لإنتاج النفط، وتنتج بنحو 50 ألف برميل يوميا، اضافة إلى امتلاكها منفذا بحريا يمتد لأكثر من 300 كم. كما يوجد في شبوة ميناء بلحاف، أكبر ميناء لتصدير الغاز المسال في الجمهورية، حيث بدأ الإنتاج في 2009، وتقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع 6.7 مليون طن، وكلف نحو انشاءه نحو 5 مليار دولار، والذي يمر عبر انبوب بطول 320كم بدءً من حقول الغاز في القطاع 18 في مأرب وانتهاء بمحطة التسييل في منطقة بلحاف شبوة.. ومع بداية الهجوم على مدينة عتق، كتب الصحفي والناشط ياسين التميمي في صفحته على الفيس بوك، أن الهدف من السيطرة على شبوة هي تأمين الموارد المالية للانقلابيين في عدن، مشيرا إلى أن السيطرة على شبوة تعني خنق مأرب والإجهاز عليها او اعادة تكييفها في احسن الأحوال، بحسب التميمي.
خنق الحكومة وحصار اليمنيين يرى مراقبون أن هدف الامارات من معركة شبوة هو اسقاط آخر منفذ بحري بيد، لتبقى الحكومة محاصرة دون أي شريان تستطيع التواصل عبره بالعالم الخارجي أو تصدير النفط والغاز. حيث تسيطر دولة الإمارات على كل المطارات والمنافذ البحرية في المحافظات المحررة، ابتداء من مطار وميناء عدن، وميناء المخا، ومطار سيئون، والريان، وتسيطر على جزيرة سقطرى ومطارها، حيث يتحكم المندوب الاماراتي بكل حركات النقل في كل تلك المنافذ. ويتهم ناشطون دولة الامارات بإذلال وامتهان اليمنيين المسافرين عبر منعهم من السفر ومنعهم من العودة دون مراعاة لحالة المرض والحالات الانسانية ، وذلك بالتحكم في الرحلات الجوية وعدم منح الطيران تصريح الدخول في الأجواء، كما حدث مع المسافرين العائد من مطار القاهرة في يونيو الماضي. يعتبر متابعون أن ممارسة دولة الامارات ضد الحكومة اليمنية، بمثابة حرب اقتصادية شعواء تشنها ضد اليمنيين وحرمتهم من ملايين الدولارات كانت كفيلة بتخفيف وطأة الأزمة الانسانية التي يعيشها اليمنيون بسبب الانقلاب الحوثي قبل خمس سنوات، وهي أسوأ أزمة يشهدها العالم، بحسب الأممالمتحدة ومنظمات انسانية.
أيقونة النصر خلال أيام المواجهات في المحافظة، تغنى اليمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف وبطولة أبناء شبوة وقيادة المحافظة ممثلة المحافظ، الشيخ محمد صالح بن عديو، الذي سجل مواقف بطولية في رفضه للانقلاب والتعامل مع المليشيات خارج اطار الدولة والشرعية. وتناقل الناشطون التهاني بمناسبة يوم الجمعة بهاشتاج، شبوة_مباركة، بدلا من جمعة مباركة، كما تناقلوا صورة لأحد أبرز مشايخ شبوة بزيه اليمني التقليدي، الشيخ عليوي بن جرادان الهلالي النسي، أحد مشايخ بني هلال بالمحافظة. كما تناقل الناشطون أبياتا شعرية أو ما يعرف ب "الزامل قيل إنها ل اللواء أحمد مساعد حسين، أحد أبرز الشخصيات في شبوة " يصف قوة ووحدة أبناء شبوة ضد كل غاز، وكيف يؤدبون كل من تسول له نفسه المساس بالمحافظة وأمنها فقال.. سلام من شبوة يدق الأرض دق من جيش دولتنا ومن كل الرفاق اليوم عيدل نحتفل بك يا عتق ونحررك من كل متآمر وعاق وكتب آخر.. دق المناحر يا مسامير الدرق والطعن صنعوا له رهيفات الفتاق ذي ماتربي في بلاده واندهق أسود شبوة باتعدل كل عاق. المصدر | الصحوة نت