كشفت تقارير أممية وأخرى أوروبية عن مدى قبح جماعة الانقلاب الحوثية وحجم المآسي والمعاناة التي وصل إليها اليمن واليمنيون، نتيجة الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية قبل أكثر من 4 أعوام. وأفاد تقرير أوروبي حديث بأن الحرب التي أشعلت فتيل نيرانها الجماعة الحوثية، أجبرت عشرات الآلاف من الأسر للالتحاق بمجتمع النازحين داخلياً، الموزعين على كثير من المحافظاتاليمنية؛ حيث دمرت الميليشيات الإرهابية منازلهم ومصادر كسب عيشهم. وأشار التقرير إلى أن الصراع الذي تسببت فيه جماعة الحوثي، شرد أكثر من 390 ألف فرد منذ مطلع 2019. وقالت المفوضية الأوروبية للحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية في تقرير لها "إن تعداد اليمنيين النازحين من منازلهم بسبب الحرب التي تقودها ميليشيات الحوثي تجاوز 390 ألف فرد، خلال الأشهر الثمانية الماضية". ووفقاً لبيانات المفوضية الأوروبية، فإنه خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى 27 أغسطس (آب) من العام الحالي، تم تشريد 55 ألفاً و706 أسر، تجاوز عدد أفرادها 390 ألف فرد، بسبب الحرب التي تشعلها الميليشيات. وأشارت المفوضية إلى أن أكثر المحافظات تضرراً هي حجة والضالع والحديدة، حيث حدث نزوح مستمر بسبب النزاع النشط خلال 2019. وقالت إن عمليات النزوح المتعددة التي تحدث بشكل متزايد نحو مواقع الأشخاص النازحين داخلياً (مواقع داخلية) تقع بشكل رئيسي في الضالع ومأرب وتعزوإب وعلى طول الساحل الغربي. وطبقاً للبيانات، يعاني النازحون داخلياً كثيراً من المصاعب، بما فيها فقدان سبل العيش، وتشتد حاجتهم إلى الغذاء والماء والمأوى، ويكونون أكثر عرضة للإصابة بالأوبئة وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية؛ حيث إن 3 أرباع النازحين من النساء والأطفال، في حين يعمل عدد محدود من المنظمات الإنسانية في اليمن، مقارنة بمستوى الاحتياجات. وقدرتها على العمل أقل في المناطق التي تستضيف السكان النازحين. إضافة إلى أن التأخير في الموافقة على المشروعات الإنسانية تفاقم العقبات أمام المستجيبين. وأكد تقرير المفوضية، أن حرب الميليشيات على اليمنيين قاد إلى نزوح ملايين المواطنين عن مناطقهم، جراء تضرر منازلهم وفقدان سبل عيشهم، ولفت إلى وجود تقارير أخرى تشير إلى أن انعدام الأمن الغذائي يتفاقم أكثر بين الأسر التي فقدت سبل عيشها، والنازحين، والأسر المضيفة والفئات الضعيفة. وبحسب تقارير أممية سابقة، فإن الحرب التي تقودها الميليشيات الحوثية ضد اليمنيين منذ انقلابها، أدت إلى نزوح أكثر من 4.6 مليون شخص، يعاني كثير منهم سوء التغذية، وحرمان الأطفال من التعليم وتعرضهم للابتزاز واستخدامهم في القتال، والاتجار غير المشروع. وعلى صعيد متصل، اتهمت الأممالمتحدة، الثلاثاء، ميليشيات الحوثي الانقلابية بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن. حيث كشف تقرير أممي حديث أن الجماعة شنّت هجمات عشوائية، واستهدفت المدنيين في أعمال ترقى إلى جرائم حرب. وقال التقرير الذي أصدره فريق من الخبراء الدوليين والإقليميين، أنشأه مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، إن الحوثيين استخدموا أسلحة لها آثار مدمرة واسعة النطاق كالصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون؛ حيث وُجهت عمداً إلى المدنيين والأعيان المدنية، وأدت إلى قتلهم وإصابتهم. وأشار الخبراء في تقريرهم إلى أن الحوثيين استخدموا الأسلحة عشوائياً في المناطق المأهولة بالسكان، في تعز وعدن والحديدة. وتحدثوا عن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين ضحية قصف ميليشيات الحوثي؛ حيث دُمرت منازلهم وسبل عيشهم، كما قتل قصف الجماعة النازحين في الحديدة أثناء فرارهم.