لم تكن ثورة ال26 من سبتمبر 1962، وليدة اللحظة والصدفة، كما يظن بعض من يجهل تاريخ الكفاح المسلح للشعب اليمني ضد الإمامة منذ تأسيسها مطلع القرن الماضي. لم تلبث الإمامة أن اعلن تأسيسها بحلتها الجديدة ، "المملكة المتوكلية" عام 1917، ليعلن اليمنيون بدء ثورتهم وكفاحهم ضد هذا المشروع الطائفي المتخلف والبغيض. يقول الكاتب والصحفي عادل الأحمدي، في كتابه "الزهر والحجر" إن الحركة الوطنية اليمنية مرت بأطوار ومراحل عدة، ومارست كافة أساليب التغيير بدءا بالنصح ومرورا بالمعارضة العلنية السلمية وانتهاءَ بالثورة، بعد تيقنها بعقم ذلك المشروع واستحالة تعديله أو التأثير فيه، لتتكلل مقاومتهم بعد أربعة عقود بالنجاح وإسقاط الإمامة في 26 سبتمبر 1962، ليعقبها بعد عام ثوة 14 اكتوبر 1963، ضد الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن.
أبرز الحركات الثورية: 1919 ثار الشيخ محمد عايض العقاب منطقة حبيش محافظة إب، ومعه كافة مشايخ لواء إبوتعز. 1921 تم اعتقال مشايخ (إبوتعز) وظلوا في السجن حتى مات أكثرهم والبقية أعدموا على المشانق. 1928 سجن من قبيلة الزرانيق تهامة 800 شخص سيقوا إلى حجة مربوطين بالسلاسل سيرا على أقدامهم مدة أسبوع كامل ولم يفرج عن أحد منهم حتى ماتوا جميعا. 1936 تم اعتقال طلائع الأدباء الأحرار بعد أن شكلت أول جمعية سرية تنادي بالإصلاح في اليمن، كان في مقدمة المعتقلين الشهيد أحمد من الحمد المطاع وأحمد محمد نعمان. 1938 اعتقلت البعثة التعليمية والعسكرية من الشباب الذين تدربوا في العراق. 1939 اغتيال الشيهد أحمد عبدالوهاب الوريث مسموما على يد أحد أيناء الامام يحيى. 1943 هدد الإمام أحمد كل الأدباء (كان حينها وليا للعهد) بأنه سيسفك دماءهم ما داموا يحملون الأفكار "العصرية" لجأ بعضهم إلى عدن وأسسوا حزب الأحرار. 1944 شهدت اليمن أكبر حملة اعتقالات عرفت ب"اعتقالات الأحرار" شملت كل المستنيرين من الشباب والشيوخ في صنعاءوإبوتعز. 1946 لجأ إلى عدن سيف الحق إبراهيم بن الإمام يحيى منضما لحرز الأحرار. 1948 قُتل الإمام يحيى واثنان من أولاده وأحد أحفاده ورئيس وزرائه وأعلن عن قيام حكومة دستورية، لكنها فشلت وأعدم معظم قيادتها دون محاكمة. 1955 حركة الشهيد المقدم أحمد الثلايا فأرغم الإمام أحمد على التنازل عن العرش بعد تهديه بالقتل، لكن الحركة انتكست وأعدم دون محاكمة مع عدد من الضباط على رأسهم المقدم الثلايا. 1956 اغتيال الشهيد أحمد ناصر القردعي بالرصاص وهو سجين بأحد سجون حجة بأمر من الإمام أحمد. 1957، تمرد مسلح لقبائل صرواح مارب، قوّى الدعوة لتغيير نظام الحكم الهاشمي وإلغاء التمييز السلالي 1959 تمردت قبائل القبيطة واليوسفين بسبب سوء الأوضاع، كما تمرد الجيش في تعز والبيضاء وحجةوصنعاء. 1959 تمردت القبائل بقياد الشهيد حميد بن حسين الأحمر، ولم يقدر لحركته النجاح فأعدم وأبوه الشيخ حسين بن ناصر ورفيقهما الشيخ عبداللطيف قائد راجح دون محاكمة. 1960 بعد مصرع الشهيد الأحمر لم تتوقف القبائل عن اعلان سخطها وتذمرها فانتشرت القلاقل في البلاد منذ ، وحاولوا اغتيال الامام. تلك هي أبرز الحركات الثورية ضد حكم أئمة المملكة المتوكلية، التي تعاقب على حكمها ثلاثة من بيت حميد الدين، حميد الدين المؤسس، وابنه يحيى، ومن بعد يحيى أحمد، والأخيران قتلوا برصاص الثائرين الأبطال. توجت تلك الحركات النضالية ضد حكم الأئمة بالنجاح والنصر بتحقيق ثورة 26 سبتمبر1962، في شمال الوطن، وبعدها بعام تحققت ثور 14 اكتوبر 1963، ضد الاحتلال البريطاني، ليؤكد ذلك واحدية الثورة والمصير ونضال الثوار في شمال الوطن وجنوبه. اليوم يؤكد اليمنيون رفضهم القاطع لعودة هذا السرطان الخبيث الذي أعاد اليمن عشرات السنين إلى الوراء وجعل اليمنيين يعيشون التخلف بكل صوره وأشكاله، فهم اليوم يقاتلون "مليشيا الحوثي" التي تعتبر امتدادا لذلك المشروع الكهنوتي، والذي يذيق اليمنيين في المناطق التي يسيطر عليها الويلات في القتل والسحل والاختطاف وقطع الرواتب وانعدام الخدمات والمتاجرة بمعاناتهم وتدمير مؤسسات الدولة وتحويلها إلى ملك خاص به وأسرته. | الصحوة نت