سقط خمسة شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 40 متظاهرًا بنيران أسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف ال آر بي جي، التابعة لقوات السفاح علي صالح على مسيرة سلمية بصنعاء اليوم . وأطلقت قوات الحرس والأمن العائلي النيران بكثافة على المسيرة السلمية عند الجامعة القديمة قرب جولة القاع، مخلفة عددا من الشهداء والجرحى ، بالتزامن مع رصاصات قناصة كانوا يتمركزون فوق أسطح بعض المنازل.
وخرج مئات الالآف من الثوار في أمانة العاصمة صباح اليوم الأحد في مسيرة سلمية وهم يحملون الورود واللافتات والأعلام الوطنية، للتأكيد على المضي في التصعيد الثوري السلمي حتى تحقيق كافة أهداف الثورة، ولمطالبة المجتمع الدولي بموقف جاد وحازم إزاء جرائم صالح وإحالة ملفه إلى محكمة الجنايات الدولية. وتجاوزت المسيرة المليونية جولة النصر " كنتاكي سابقاً" وشارع الزبيري وجولة عصر تحت نيران ومجنزرات القوات العائلية وهي تهتف بمحاكمة السفاح وأولاده وأعوانه ، وببناء اليمن الجديد.
وقال مدير المستشفى الميداني الدكتور طارق نعمان ، إن مجزرة اليوم أشد فضاعة من مجزرة الأمس من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة ، حيث استخدمت قذائف آر بي جي ورشاشات مضادات الطيران. وأشار إلى أن معظم الحالات حرجه جراء الإصابات المباشرة في الرأس والصدر، ولفت إلى أن بعض الشهداء – كما نقلت الصورة عدسات الإعلام – تفجر رأسه وأُخذ نصف وجهه جراء إصابته بقذيفة آر بي جي ، كما تهشمت صدور وأضلاع آخرين جراء القصف الوحشي والجنوني بالأسلحة الثقيلة.
وناشد المستشفى الميداني أخصائي الجراحة والتخدير وغيرهم من الأخصائيين التوجه إلى المستشفى لمساعدة زملائهم نظرا لكثرة الإصابات الحرجة، كما ناشد المواطنين في أمانة العاصمة وبالذات القريبين من الساحة ممن يحملون فصيلة الدم -5 سرعة التوجه إلى المستشفى للتبرع بالدم لإنقاذ إخوانهم المصابين. وعقب انتهاء المسيرة باشرت قوات صالح بالاعتداء بمختلف أنواع الأسلحة، ضد حراسات ساحة التغيير من جنود الفرقة الأولى مدرع.
وكانت اللجنة التنظيمية للثورة أعلنت يوم أمس عن خروج المسيرة لليوم الثاني وحددت خط سيرها مع التأكيد على سلميتها ولم يكن وجهتها القصور الرئاسية أو أي جهة حكومية. وذلك لمطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن القيام بواجباتها في وقف نزيف الدم اليمني الذي يسفكه نظام صالح الدموي،إحالة ملفه إلى محكمة الجنايات الدولية وسحب الضمانات التي قدمت. ودعت اللجنة وسائل الإعلام المحلية والخارجية ومنظمات حقوق الإنسان لمرافقة المسيرة لتوثيق جرائم صالح والشهادة عليها.
ودعا شباب الثورة سفراء الدول الشقيقة والصديقة في صنعاء إلى زيارة المستشفى الميداني بساحة التغيير للإطلاع على جرائم النظام العائلي. واعتبر شباب الثورة الوعود والضمانات التي منحها الأشقاء والأصدقاء للمجرم علي صالح في ماسمي ب"المبادرة الخليجية " هي من شجعت هذا المجرم على التمادي في قتل المتظاهرين والمعتصمين السلميين وقصف المدنيين الآمنين في قراهم وأحياءهم السكنية داخل المدن.