السياسي محمد قحطان مناضل جسور وعلم من أعلام اليمن ورائد من رواد العمل السياسي والوطني، شخصية سياسية وحوارية من طراز فريد، إذا تحدث أنصت له الجميع وتسابقت وسائل الإعلام لتداول تصريحاته، قريباً من الجميع سياسيين وإعلاميين وقادة رأي، وقبل هذا كان قريبا من الشعب معبراً عن همومه وتطلعاته، وعندما بلغت البلاد في ذروة محنتها كان قحطان يدافع عنها بطريقته التي أرهقت أعداءه وخصومه. كانوا ينظرون إلى تصريحاته وآراءه بأنها أشد خطورة على مشروعهم الانقلابي من جيش بأسره، لمعرفتهم بأن قحطان يخاطب ضمير الشعب، ولهذا كانت كل كلمة أو جملة تخرج من فم قحطان أشبه بقذيفة مدفع تهز عروش الظالمين وتؤرق مضجعهم، فما كان من خصومه إلا أن زجوا به في سجن لا يعرف مكانه، أخفوه قسريًا منذ خمس سنوات ومنعوا عنه الزيارات، وقطعوا أخباره. محمد قحطان الذي وصف مليشيا الحوثي بكلمة واحدة لم يزد عليها وكأن لسان حاله يقول هي جماعة أصغر من أم توصف في جملة، فوصفها قحطان بأنها عبارة عن (انتفاشة)، فجن جنون الحوثي. يعبر السياسيون والمثقفون والإعلاميون وعموم الشعب عن تضامنهم المستمر مع قحطان وينظرون إلى خاطفيه كعصابة استهدفت السلم الاجتماعي بجريمة ممنهجة من قبل مليشيا أصبحت بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والاخلاقية والقانونية. استمرار الإخفاء القسري لأيقونة النضال السلمي محمد قحطان وعدم السماح لأسرته بمعرفة مكان سجنه، والتواصل معه هي جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وعار مضاف ستحمله مليشيا الحوثي الكهنوتية كما حملت ولا تزال اسرة آل حميد الدين وزر حبس أبو الأحرار محمد محمود الزبيري ورفاقه الأبطال. قدر محمد قحطان أن يبقى قريبا من المظلومين والمقهورين حتى وهم في سجونهم ولكن هذا لا يعني أن يغيب دور المنظمات الحقوقية والإنسانية عن واجبها الإنساني إذا ليس من المعقول ولا المقبول ان تمر عدة سنوات ولا يعرف مكان سجن الأستاذ قحطان ولا تستطيع أسرته التواصل معه. منظمة العفو الدولية كانت قد ذكرت في الاشهر الأولى من اختطاف قحطان بأنها عرفت من مصادرها في صنعاء بأن قحطان تعرض للتعذيب النفسي والجسدي وحرم من العلاج ومنذ ذلك الحين ورغم مرور عدة سنوات لم تكلف المنظمة نفسها ولا غيرها من المنظمات الحقوقية بمتابعة قضايا المختطفين ولا يزال الإهمال والتجاهل هو سيد الموقف الأمر الذي يعزز من فقدان الثقة في دور المنظمات الحقوقية. كذلك الحال بالنسبة للمجتمع الدولي الذي يدرك مدى تورط مليشيا الحوثي في اختطاف الاف الابرياء، من منازلهم ومقرات أعمالهم، والزج بهم في السجون ومن ضمن هؤلاء الاستاذ محمد قحطان، فلم يتجاوز موقف المجتمع الدولي مطالبة الميلشيا بالإفراج عن المختطفين دون القيام بأي ضغوط حقيقية على المليشيا للإفصاح عن مكان احتجاز قحطان ناهيكم عن الضغط للإفراج عنه وعن جميع المختطفين والذي توفي ما يزيد عن 150 منهم نتيجة التعذيب.