في الوقت الذي تعيش فيه العاصمة المؤقتة عدن ليالي شهر رمضان المبارك في ظلام دامس إثر الانقطاع المتواصل لخدمة التيار الكهربائي، تنير الفوانيس والمصابيح الكهربائية الملونة "الغمازات" المعلقة على منازل المواطنين شوارع المدينة وتزينها. وتعاني كهرباء عدن مشاكل عديدة تبدأ بتهالك محطات توليد الطاقة ولا تنتهي بالأزمة المالية الخانقة وانعدام المشتقات النفطية الأمر الذي فاقم من الأزمة أكثر خلال رمضان بسبب العجز الكبير في توليد الطاقة الذي بلغ نحو 70% وجعل ذلك سكان المدينة يقضون أوقاتا طويلة تحت الظلام ومعاناة حرارة الصيف وتفاقم الوضع الإنساني الا ان ذألك لم يسرق عنهم فرحتهم بشهر رمضان المبارك. ودفعت المعاناة بالمواطن العدني لاستخدام الطاقة البديلة عبر شراء واستخدام الواح الطافات الشمسية والمواطير واجهزت شحن الطاقة كالبطاريات لإنارة منازلهم وانارة الفوانيس والغمازات الرمضانية التي تعد جزاًء من عاداتهم وتقاليدهم في رمضان. فما أن تتجول في أزقة وشوارع وأسواق المدينة حتى تخطف انظارك زيناتها الرمضانية بالفوانيس المعلقة والأسلاك الكهربائية الملونة " الغمازات "التي تزين المنازل والمتاجر والشوارع وازقة المدينة طوال ليالي الشهر الكريم. وتعد الفوانيس والمصابيح الكهربائية الملونة من أشهر مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم في عدن، إذ تعلق العديد منها على واجهات المحلات التجارية والمنازل والفنادق وشوارع المدينة لتزيينها وانارتها. ويعتبر أبناء عدن ظاهرة تزيين شوارع المدينة بالفوانيس والغمازات عادة قديمة وطقوس خاصة حرص العدنيين عليها للتعبير عن فرحتهم بهاذ الشهر الكريم وتوارثتها الأجيال، وحفظها الأحفاد عن الأجداد، ورفضت الاندثار وتمسكت بعفويتها وبساطتها، واستمرت إلى اليوم . يقول الدكتور في التاريخ الحديث والمعاصر مبروك الحسني إن الفانوس يعتبر من احد المظاهر الشعبية في كثير من البلدان العربية ومنها مدينة عدن حيث يعتبر واحد من الفنون الجميلة التي لاقت اهتمام الفنانين والدارسين وتم تحويله إلى قطعة جميلة يتم عرضها في كثير من البيوت. وأضاف الحسني في تصريح خاص ل " الصحوة نت " إن اصل الفانوس يرجع إلى أيام الدولة الفاطمية حيث كان الخليفة الفاطمي يخرج إلى شوارع مدينة القاهرة ليتمكن من روائية هلال شهر رمضان وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق ويرددون أثناء خروجهم الأناشيد والأغاني المعبرة عن سعادتهم بقدوم شهر رمضان. وأكد الحسني أن فكرة الفوانيس انتقلت إلى أغلب المدن العربية ومنها مدينة عدن وأصبح جزء من تقاليد شهر رمضان تتزين فيه البيوت والأسواق للتعبير عن فرحتهم بشهر رمضان المبارك. وأشار الى ان المواطنين لايزالون في مدينة عدن محافظين على هذه الرمزية الجميلة بالرغم من معاناتهم المستمرة معبرين عنها بتزين المنازل بالفوانيس والإضاءة التي تعتبر عن غمازات ضوئية تزين المنازل والمحلات التجارية. وكانت مدينة عدن قد تزينت في أول ليالي شهر رمضان بالفوانيس الرمضانية وسط اجوا خاصة مليئة بالعادات المتوارثة منذ عشرات السنين بالرغم من تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات الأساسية التي سرقت من المواطن العدني بهجته بهذا الشهر الفضيل.