صدر الجزء الثالث من كتاب (أعلام من شهداء اليمن المعاصر) الذي أعده مطيع الرحمن، وقدم له الأستاذ الدكتور غالب عبده حميد، والأستاذ السياسي أحمد عبد الملك المقرمي. وقال الدكتور غالب في بعض تقديمه : لقد اطلعت بشغف على ما كتبه الأخ الكريم، والباحث الفهيم، الأستاذ مطيع الرحمن، فوجدته كتابا يلبي شيئا ملحا، أحسبه ضروريا لتوثيق ما يمكن توثيقه من فضائل أولئك الشهداء الأبرار، وصبرهم وثباتهم وبطولاتهم وأثرهم في ميدان القدوة والاقتداء على الجيل الأهم في الأمة (الشباب)، وجدت أن معظم هؤلاء العظماء شباب أقبلوا على النضال والاستبسال رغبة واحتساباً واستشعارا عن فهم نير لأهمية الدفاع عن الدين والأوطَانِ والأعراض والكرامة والمكتسبات التي تحققت في الحقبة الأخيرة منذ قامت ثورة 1962م، وتلتها ثورة 1963م. وأضاف" لقد وجدت أن فكرة إعداد هذا الكتاب تركز على المرحلة التاريخية من عام 2014م إلى نهاية عام 2019م، وهي ربما تكون أشد مراحل التاريخ اليمني المعاصر حساسية ومعاناة وحضورا للأطراف الخارجية عربية وأجنبية - وأكثر انقساما بين أبناء الوطن الواحد، وتشرذما وخسارة في الأرواح والأموال وبعض السيادة التي لا تزال مهددة بالاقتضام لو لم يعد الناس إلى رشدهم. وأردف" فكرة هذا الكتاب ممتازة ورائعة ونافعة، وُفّق صاحبها أيما توفيق، واستطاع كما هو ظاهر من الجهد أن يتابع ويسجل أهم المعلومات عن شهداء هذه الفترة الحرجة، والدقة في المعلومات تبدو متوفرة، ولا شك أن هذا الكتاب جزء من التاريخ، وما يدون التاريخ إلا هكذا، سواء كان تاريخ دول أو تراجم ومواقف أشخاص، وبالجملة فإن هذا الكتاب سيسد حاجة ملحة لدى المتسائلين والغافلين عما يجري من قبل ومن بعد.... إلخ من جهته كتب الكاتب السياسي الكبير الأستاذ /أحمد عبد الملك المقرمي, تقديما مطولا قال في بعض سطوره : عندما طلب مني أخي مطيع الرحمن أن أكتب تقديما لهذا السفر العظيم بشهدائه الذين تألقت بهم سطور وصفحات هذا الكتاب، لم أتردد عن القبول والموافقة، ليس لأن قلمي أهل لكتابة التقديم، و لكن وافقت - سريعا - لأتشرف بالكتابة عن فئة اصطفاها الله واختارها {ويتخذ منكم شهداء} إن الكتابة عن الشهداء شرف؛ لأن من يكتب عنهم يكتب عن صنّاع حياة، ورجال جهاد، وقادة تحول.. و إذا كان من حقهم علينا أن نعرف لهم عظيم تضحياتهم، وقدرهم وأقدارهم، فمن حق الأجيال القادمة أن تعرف لهم مواقفهم, وأن تعرف جهادهم وبذلهم وبطولاتهم، فهم من يكتب تاريخ هذه الفترة. وأضاف " لقد كتبوا للهوية والوطن بالدماء مواقف بطولية مشرفة، و تاريخا ناصعا، فقد كانوا عظماء في مواقفهم، كرماء في تضحياتهم، أو كما قال أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري : ما أكرم الشهداء الطهر إذ وهبوا لنا الحياة و ذاقوا الموت راضينا فلا أقل من أن نكتب عنهم لا لنقف عند مجرد الثناء عليهم بشيء قليل من المثير الذي يستحقونه، وإنما عرفانا لهم بأن ما كتبوه في الجبهات، وخطوط التماس، ومواقع المواجهات، ومواطن الشرف؛ كانت كتابة في إطار عنوان حياة لفجر سيشرق - بإذن الله - ليمتد على كامل تربة هذا الوطن، و بدء مسيرة حياة جديدة تصنع التحول المنشود، وتستأنف الرسالة الحضارية التي تخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن قيود المشاريع السلالية والجهوية إلى مشاريع الوطن الإتحادي، والشعب المتحد. وأردف " إن الحياة الكريمة ينشدها الأحرار، وقد تتطلب لديمومتها، أو لتحقيقها البذل والتضحية؛ ولذا قال الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، و هو يُشيّع خالد بن الوليد وجنوده يوما: أطلبوا الموت توهب لكم الحياة. ومن هنا فإن اليمنيين عندما هبوا للذود عن حياة شعبهم، وكرامة وطنهم، والدفاع عن هويتهم، إنما كان ذلك طلبا للحياة. ولقد كان - و ما يزال - لسان حالهم: تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما.
لقد أحسن الأستاذ مطيع الرحمن فيما بذله ويبذله من سعي مشكور وجهد كبير، وهو يؤرخ لحياة هؤلاء الشهداء الميامين ممن تيسر له الحديث عنهم، وأتيحت له الفرصة في الحصول على معلومات بشأنهم، وهو لا شك جهد كبير، وعمل فريد وعظيم - نسأل الله أن يأجره عليه الجزاء الأوفى - إذ عرّف بالشهداءَ, مسجلا مآثرهم ومواقفهم، ومنوّها ببطولاتهم، هذا من جهة.. ومن جهة أخرى يقدم صورة واضحة للجيل الحاضر وللأجيال القادمة، وهو يعرض من خلال كتاباته عن هؤلاء الشهداء؛ لموقف اليمنيين الرافض لهذه الفئة الباغية التي ترى لنفسها - غرورا و كبرا - أنها تمتلك الشعب والوطن، و هو الموقف الذي يتكرر عبر التاريخ, فيقف فيه اليمنيون بحزم وقوة في وجه تلك الغطرسة الكهنوتية حتى يتم إسقاطها. هكذا يكتب الشهداء التاريخ بمواقفهم العملية، ودمائهم الزكية، وكما أنهم أحياء عند ربهم يرزقون {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}، فكذلك هم أحياء في الدنيا بأفعالهم ومواقفهم وتضحياتهم، وهي حياة تمتد مستنهضة ومعززة لهمم إخوانهم الذين ما يزالون في ميادين البطولة والشرف, وما بدلوا تبديلا.... إلخ تجدر الإشارة إلى أن الكتاب يتواجد حالياً في مدينة مأرب، على أن يصل لاحقاً إلى المحافظات المحررة بإذن الله.