قال سياسيون وصحفيون يمنيون إن الثورة حققت باتفاق نقل السلطة الذي وقع بالرياض أمس, أول أهدافها وطوت صفحة صالح وحقبته السوداء في تاريخ اليمن إلى غير رجعه. وأكد هؤلاء أن اليمن ستشهد تحولات كبيره بعد نقل السلطة إلى فرقاء العمل السياسي بما فيهم الشباب ,وان ملامح اليمن المنشود بدولته المدنية الحديثه بدأت تتشكل بثمرة وتضحيات الشهداء ونضالات الثوار في الساحات. وقال نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق,نصر طه مصطفى,إن الهدف الأول للثورة قد تحقق بإنهاء عهد علي عبدالله صالح ,الذي وصفه ب"العهد الذي طال به المقام حتى شاخ ولم يعد ينتج سوى الإحباط والفساد والدمار". وأكد رئيس مجلس إدارة وكالة "سبأ"للأنباء المستقيل,أن الشباب انتصروا بثورتهم السلمية وهو انتصار مستحق لجيل نبيل عاد باليمن لبر الأمان, داعيا إياهم إلى أن يستمروا في الساحات حتى انتخاب الرئيس التوافقي وتحقيق باقي أهداف الثورة. وأشاد مصطفى بالدور الذي لعبته أحزاب اللقاء المشترك,وقال في تصريح صحفي:" تستحق الشكر وتستحق الوقوف بجانبها ومساندتها في مرحلة الجهاد الأكبر المتمثل في إعادة بناء اليمن". ورأى أن أحزاب المشترك جنبت اليمن محنة لا قبل له بها بصبرها ومثابرتها, مشيرا إلى أنها قد تحملت الكثير من اجل الوصول بثورة الشباب لهدفها الأساسي الأول. بدوره ,رأى الكاتب والمحلل السياسي علي الجرادي أن الاتفاق يعد ثمرة من ثمار الثورة وخطوة هامه في تحقيق أول أهداف الثورة بإجبار علي عبد الله صالح على التنحي عن السلطة ونقل صلاحياته كاملة إلى نائبه الفريق عبد ربه منصور هادي. وقال في تصريح ل"الصحوة نت, إن الثورة قطعت شوطا كبير بهذا الانتصار لكنه ليس نهائيا,مشيرا إلى أن التوقيع أمس كان مجرد تحصيل حاصل لأنه نتاج للثورة وتضحياتها والقرارات الدولية المؤيدة لمطالبها. وأوضح رئيس أسبوعية "الأهالي,,في سياق حديثه عن مناقب الانتصار أن اليمن ستشهد تحولات كبيره في اليمن بعد نقل السلطة. وأضاف: " يكفي أن الاتفاق يضمن نقل السلطة إلى فرقاء العمل السياسي بما فيهم الشباب بعد تضمن الاتفاق بندا خاصا بهم يتعلق في إشراكهم بالحوار من اجل تحقيق مطالبهم". ونوه الجرادي إلى انجاز آخر أحرزته الثوره وهو برأيه نقل السلطة إلى السياسيين وليس العسكر. ووفقا للجرادي فمن ضمن مكاسب الثورة تجريد صالح من صلاحيات قيادة الجيش والأمن وإعطائها للجنة مختصة برئاسة نائبه هادي,وفي المحصلة السياسية والقانونية يمكن أن نطلق على صالح الآن لقب الرئيس المخلوع، على حد تعبيره. وحذر الجرادي من تقلبات صالح قائلا: إن صالح معروف بدمويته ونقضه للعهود والمواثيق التي أبرمها طيلة 33عاما وأتوقع أنه سيرتكب حماقات تقوده إلى حبل المشنقة. وإذ دعا الجرادي الثوار لان يفخروا بأنهم ينجزون أهداف ثورتهم في حين الثورات الأخرى ما تزال بدون إطار سياسي حاضن للثورة كما هو الحال في اليمن ممثله في المعارضة السياسية,نبه في المقابل بان الثورة لم تستكمل أهدافها بعد وهو ما يحتم على الثوار البقاء في الساحات لتحقيق ذلك في الأيام القادمة. ولم ينس الجرادي بان يشيد بتضحيات الشهداء والجرحى في تحقيق هذا الانتصار,بل ويعتبره ثمرة لتضحياتهم. ويلفت الصحفي نجيب اليافعي إلى أن اتفاق نقل السلطة "هو خطوة أولى تحتاج لمزيد من الخطوات القادمة، وأهمها استكمال أهداف الثورة ". وقال اليافعي في تصريح ل"الصحوة نت",إن ذلك لن يتحقق إلا بمزيد من التصعيد والاستمرار على نهج الثورة لأنها التي أوصلت الجميع لهذا الاتفاق ,مشيدا بصمود الشباب في الساحات. وأضاف انه لولا تضحياتهم لما طويت صفحة علي صالح، مشددا على ضرورة طي صفحة نظام صالح بالكامل,بما في ذلك محاكمته وأعوانه الذين تورطوا في القتل وتدمير البلد حد قوله. ونبه اليافعي إلى أن بقاياه ما يزالون في جميع أجهزة الدولة وخصوصا في قيادة الجيش وفي إدارة الشركات الخاصة والعامة التي تتجاوز 71 قطاع عام ومختلط ومعظمهم من أقاربه وأنسابه والموالين له . وأضاف :" ولا ننسى أنه لولا دماء الشهداء لما وصلنا لهذه المرحلة، ولا بد من تكريمهم وأخذ حقوقهم، وعلى أولياء الدم ألا يسكتوا، وعلى محبيهم أن يأخذوا لهم وليثقوا أن انتزاع الملك واحدة مما يشفي قلوب أسر الشهداء ومحبيهم، وأن إعادة رسم اليمن بطريقة جديدة وبدولة مدنية وديمقراطية وحكم عادل ورشيد كفيل بأن يعيد للشهداء وهجهم، وسنحتاج إلى تخليد شهدائنا والاهتمام بتاريخهم حتى يتم تدريسها للجيل الحالي والقادم، ليكونوا منارة لنا تذكرنا بأهدافنا التي خرجنا من أجلها".