ثلاثة عقود اكتملت ولد فيها التجمع اليمني للإصلاح كيانا كبيرا ممتدة جذوره في أعماق التراب اليمني ورقم أساسي تعرفه المعادلة السياسية اليمنية جيداً يرمي بكل ثقله ليتجاوز الوطن كل المنعطفات ينجاز إلى الإجماع الوطني وقضايا الشعب ساهم بشكل كبير في ترسيخ قواعد العمل السياسي والتداول السلمي للسلطة . حيث أكد الدكتور أبوبكر السقاف أستاذ في جامعة عدن أن التجمع اليمني للإصلاح حزب سياسي لديه رصيد كبير من العمل الوطني على امتداد الساحة اليمنية مستلهما فكره من ثقافة الأمة اليمنية النابعة من عقيدتها الصافية وأصالتها الضاربة في اطناب التاريخ ومدركا لواقع الحال في الوطن والامة عموما ومستشرفا آفاق المستقبل بكل مقوماته الحضارية. وأشار إلى أن الإصلاح حزب سياسي مفتوح تأسس عقب قيام الوحدة وإقرار التعددية الحزبية دستورياً، يمارس العمل السياسي الجماهيري ويتعامل مع المشاركة السياسية في السلطة والعمل العام كواحدة من أهم أدوات الفعل والتأثير، ويعمل في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها وفق ما يقرّه دستور الجمهورية اليمنية. وقال السقاف في حديث خاص ل " الصحوة نت " إن حزب الإصلاح يكاد يكون من الأحزاب القليلة في المنطقة العربية التي شاركت في السلطة، وخرجت منها عبر صناديق الاقتراع سلمياً، وخلافاً للمعهود في الجمهوريات العربية التي احتكمت للأسف في وصولها إلى السلطة عبر الانقلابات بدلاً من الانتخابات. وشارك الإصلاح في الانتخابات النيابية 1993 و1997 و2003، وفاز بالموقع الثاني بكل الانتخابات، كما شارك بكل الانتخابات المحلية, وشارك مع اللقاء المشترك المعارض في الانتخابات الرئاسية لعام 2006. وشارك في حكومة ائتلافية ثلاثية مع حزبي المؤتمر والاشتراكي منذ قيام الوحدة عام 1990، ثم حكومة ائتلافية مع المؤتمر ما بين عامي 1992 و1997، ووقف إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح في حرب الانفصال 1994. تعززت العلاقة بين الإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك المعارض حتى وصلت لمرحلة التنسيق وتقديم قوائم مشتركة بعدد من الدوائر الانتخابية والهيئات والنقابات وتقدمت معاً بوثيقة الإصلاح السياسي الوطني يوم 26/11/2005. وأوضح السقاف أن الإصلاح يدرك تماما بأن العمل السياسي السلمي هو طوق النجاة والطريق الأمن للعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان، كما يدرك الإصلاحيون أيضا أن لهذا الطريق أعداء وخصوم وعلى رأس هؤلاء الخصوم الجماعات الإرهابية التي سلكت طريق العنف وسفك الدماء لتحقيق مآربها الخاصة وتنفيذ أجندة مموليها الهادفة إلى تدمير اليمن وجعلها تعيش في حالة حرب دائمة مع الإرهاب، وبدلاً من الإنشغال بالبناء والتعمير والتنمية تظل الدولة مشغولة بمواجهة الجماعات المارقة عن الدستور والقانون. من جهته أكد الدكتور محسن الحامد أستاذ في جامعة عدن إلى أن الذكرى الثلاثين لميلاد التجمع اليمني للإصلاح تتزامن تضحيات كبيرة يقدمها قيادات وأفراد التجمع اليمني للإصلاح على امتداد التراب اليمني للدفاع عن الجمهورية والوحدة والمبادئ الديمقراطية كمكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وأكد أن الإصلاح دائماً يميل وينحاز الى الاجماع الوطني وقضايا الشعب و تمثيل تطلعات الشعب اليمني في حكم نفسه، وتحقيق أهدافه السياسية واحتياجاته الأساسية بالوسائل السلمية ويعمل ديمقراطيا لترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة. ويسعى - بالتعاون مع كافة القوى السياسية في المجتمع- لتحقيق نهضة حضارية شاملة تتأسس على الثوابت التي تحقق الإجماع العام ويعطي الأولوية لبناء الإنسان نواة المجتمع، والمجال الموضوعي لعمل الدولة اليمنية، ويستنهض المجتمع ويوظف قواه وطاقاته للمساهمة في تحقيق النهضة والبناء والتنمية الشاملة وبناء الدولة اليمنية الإتحادية الحديثة. وأضاف "لقد مرت ثلاثة عقود والإصلاح في معترك العمل السياسي الوطني وهي فترة ليس بالقصيرة حملت في طياتها تاريخا حافلا بالأحداث كان للإصلاح دورًا كبيرًا منذ تأسيسه وحاول جاهدا مع شركاء العمل السياسي في هذا الوطن على الحفاظ على الهامش الديمقراطي والتعددية السياسية وبناء دولة المؤسسات والقانون". وأشار الحامد إلى أن التجمع اليمني للإصلاح شكل رافعة أساسية للعمل السياسي في اليمن خلال الثلاثة القعود الماضية وترسيخ الاسس والمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الراي والتعبير.