الإسلاميون .. هذا المصطلح الذي لطالما حاولت الأنظمة الدكتاتورية في عالمنا العربي طوال الأربعة عقود الماضية ، أن تجعل منه "بُعبُعاً" مخيفاً و "غولاً" مفترساً ، يلتهم كل من يحاول الاقتراب منه ، وصَوَّرته وكأنه وحش كاسر لا يعرف سوى لغة الدم ، ومتخلف لا يجيد الحوار ، ورجعي لا يؤمن بالحداثة ، ومتشدد لا يقبل بالآخر ، وظلامي يريد العودة بالناس إلى القرون الوسطى ، وأصولي لأن فكره منبثق من أصل ديني ، وانتهازي ووصولي لأنه يستخدم الدين لأغراض سياسية ، وهو .... وهو .... الخ ، من قائمة طويلة من الاتهامات لا تنتهي ، بل وهو "إرهابي" إذا اقتضت الضرورة اتهامه بذلك ، كما هو حاصل اليوم في ربيع الثورات العربية . span lang="AR-SA" style="font-size:13.0pt;font-family:" simplified="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"times="" new="" roman";color:black"=""كما أن جزءاً كبيراً من القوى الليبرالية باعتقادي – إن لم تكن جميعها - قد أسهمت وبقدر كبير في توجيه تلك الاتهامات صوب الإسلاميين طوال تلك العقود الماضية ، والتي كان فيها حجم الهوة كبيراً بين كلا الطرفين ، في الوقت الذي كانت تتناغم فيه معظم تلك القوى مع الأنظمة الحاكمة ، على الأقل "في نظرتها العدائية والتحريضية ضد الإسلاميين " ، باستثناء هذا العقد الأخير فقط ، الذي حصل فيه نوع من التقارب – إن جاز التعبير – بين القوى الإسلامية والليبرالية ، أو بشكل أكثر دقة "بين القوى الإسلامية والقومية" والذي كان قد تبلور من خلال ما سمي ب "المؤتمر القومي الإسلامي" في العام 95 تقريباً ، المنبثق أساساً عن المؤتمر القومي العربي ، والذي ظل – بتقديري – طوال الخمسة عشرة سنة الماضية جسداً بلا روح ، عدا عن بعض اللقاءات والندوات التي كانت تقام هنا أو هناك ، حتى جاءت الثورات العربية – بشكل فاجئ الجميع وبدون سابق إنذار- فوحدت الجميع "إسلاميين وليبراليين" تحت مطلب واحد هو إسقاط أنظمة الحكم العربية التي كان أذاها قد طال الجميع دون استثناء .