نعتب عليك أيها البحر العربي، و أنت الطاهر ماؤك، الجميلة سواحلك، الدافئة شواطيك، ثم تسمح في أن تلوث مياهك الطاهرة، عصابات مليشاوية، تستقدم سلاح القتل، و أدوات الخراب، و ألغام الموت، و صواريخ الإبادة ؛ لتقتل بها اليمن و اليمنيين ! عصابات كهنوت الحوثي الإرهابية، تستميت إيران في تزويدها بكل وسائل الموت و الفناء . تستمر إيران في دعم مشروع العصابة الهمجي بسخاء، و دون انقطاع، تمرر لها الأسلحة سرا أو خفية، كما تسربها عبر أطراف ترعي مع الراعي و تأكل مع الذئب .. قد تكون تتملق إيران أو تتزلفها، و قد تكون لحاجة في نفس إخوة يوسف، و قد تكون، و قد تكون ... لكنها في المحصلة النهائية، تعين الشيطان على نفسها أولا، و على إخوتها ثانيا .
تبا للأيادي القذرة حين تسخو، فها هي ذي إيران تسخو بمكر، و تجود بخبث، و تتحرك تحركات من لا يرقب في الحياة الإنسانية إلّا و لا ذمة ، و لا تراعي في العرب جوارا، و لا إنسانية!
إيران التي لم تكتف بأدوات الدمار الرسمية لها كحكومة ترعى إرهاب الحوثيين؛ و إنما زادت على ذلك بأن جندت كيانات، و جماعات، و أفراد من داخلها، و أذرع و عصابات خارجها تدين بالعبودية لها لدعم عصابات الحوثي الإرهابية.
و عتب هذه السطور عليك أيها( العربي) و أنت بحر زاخر، أن تمر كل أدوات الدمار و القتل من على سفن تمخر في عبابك، و ترسوا على سواحلك، و تلوث تاريخك، و تخل بكبريائك!
إن العربي، لا يخذل العربي، فما بالك يا أيها البحر العربي !؟ لقد أراد كسرى الأمس أن يبطش بالعرب، و يذل كرامة النعمان بن المنذر ، القادم أجداده من اليمن إلى العراق، فما استكان له، و استعان بهاني بن مسعود الشيباني، و أودعه أهله و سلاحه، و واجه ببطولة وعزم مصيره مع كسرى - جدّ ملالي طهران - الذي أرسل جيشا لقتال العربي هاني بن مسعود، الذي وقف بوفاء تام مع النعمان، و هو الوفاء الذي اشتهر به العرب، أيها العربي !
و وصل جيش كسرى بغروره، و تصدت له بكر و شيبان في يوم ذي قار، و إذا بالوفاء العربي، يهزم الصلف الفارسي، و انكسر جيش كسرى بهزيمة ماحقة، و انطلق الشاعر الأعشى- يومها يا أيها البحر العربي - يجلجل بقصيدة عصماء خلدت تلك المواقف :
و جند كسرى غداة الحِنْو صبّحهم منا غطاريف ترجو الموت فانصرفوا
لقوا ململمة شهباء يقدمها للموت لا عاجز عنها ولا خَرِف
فرع نمته فروع غير ناقصة موفق حازم في أمره أنف
لما رأونا كشفنا عن جماجمنا ليعلموا أننا بكرا فينصرفوا
قالوا البقية و الهندي يحصدهم و لابقية إلا السيف فانكشفوا
لو أن كل مَعَدٍّ كان شاركنا في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرفُ
فشاركنا التصدي بصدق - يا أيها العربي - لملالي كسرى و أذرعه الإرهابية، فكما حميت شواطئ اليمن و شبه جزيرتها عبر التاريخ، فتعال نشترك أيها العربي الدفاع عن كل ذلك، لا للدفاع عن هذه المساحة الجغرافية وحدها، فاليمن لا تقف - اليوم - للدفاع عن النفس فحسب، و لاتقف للدفاع عن ( النعمان ) فقط، و إنما تقف من جديد، و لا فخر، للدفاع عن ذي قار ، و ما وراء ذي قار، و عن ( النعمان) و من تجاور مع النعمان، و ما خلت الديار و لن تخلوَ يوما من هاني بن مسعود، و سيبوء بالذل و العار من توارى أو مكر ، و سيقول الأعشى مجددا :
لو أن كل مَعَدٍّ كان شاركنا في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرفُ
فيا أيها البحر العربي، ماتزال العروبة تُعوّل عليك في حماية شاطئك، حتى لا يلوثها همج كسرى، و لا عبيد الملالي، و لا أشباه الرجال هناك، أو هنالك.
عبرك أيها العربي، و ربما على حين ( غفلات) منك، مرت آلات دمار، و أسلحة خراب و قتل، يبعثها جنود كسرى من جديد .
فيا أيها البحر العربي، قف حاميا و حارسا كما نأمل، وكما يدعوك الواجب، و حاذر أيها العربي أن تؤتَى اليمن و العروبة من قِبلك، بتخاذل أو تهاون أو مكر خفي !!