إن التفاعل الجماهيري الذي أظهره الشعب سواء في حفل افتتاح خليجي عشرين، أو أثناء المباراة الأولى بين المنتخبين الشقيقين اليمني والسعودي، أو أثناء المباراة الثانية لمنتخبنا الوطني مع نظيره القطري الشقيق، من أنصع الأدلة والبراهين على حيوية الشارع اليمني وإسهامه الفاعل في كسر حواجز الخوف التي تعمدت وسائل الإعلام زرعها بهدف التأثير على اليمن في مجال السياحة والاستثمار، ومحاولة عزل اليمن عن محيطه الخليجي والعربي والعالمي، وخلق رأي عام معادٍ ولليمن، وكان الحضور الجماهيري المبهر أبلغ رسالة إلى العالم كافة مفادها: تعالوا إلى أرض الوفاء والسخاء والكرم والعز، وانظروا أهلها الذين عشقوا هواءها وماءها وجبالها وسهولها ووديانها وهضابها وصحاريها وبحارها وجزرها وخلجانها لتعرفوا سر ذلك العشق الأزلي الجنوني. نعم تعالوا إلى أرض الكرامة والحكمة والإيمان لتعرفوا عن قرب سر الفداء والتضحية التي قدمها اليمنيون عبر مراحل التاريخ دفاعاً عن قداسة الأرض وطهر الإنسان وفطرته، تعالوا لتعرفوا لماذا جعل اليمنيون من اليمن مقبرةً للغزاة والطامعين، ولماذا كل هذا الغرام السرمدي الذي عانق السفوح وصافح الأمواج وحلّق في السماء وملأ بطون الكتب قصصاً تحكي أمجاد الخالدين. نعم, تعالوا لتعرفوا كل ذلك عن قرب، ولتدركوا لماذا فضل اليمنيون الموت على الفرقة والتمزق؟ ولتعرفوا لماذا عشقوا الوحدة حتى الموت؟ وكل هذه التساؤلات المنطقية لا يمكن الإجابة عليها دون زيارة اليمن ومشاهدة الطبيعة الخلابة والتنوع المناخي والفطرة الإنسانية والحس الغيور والقومي الذي جعل العروبة جسداً والإسلام روحاً. تعالوا أيها الأشقاء قبل الأصدقاء لنكون على كلمة سواء نصنع المجد لأنفسنا ونحمي كياننا ونصون عرضنا ونذود عن أرضنا ونوحد كلمتنا وموقفنا لننحت مكانتنا في خارطة العالم. إن الحضور الخليجي الكبير إلى أرض الأجداد عودة حميدة إلى ربوع الوفاء، عودة إلى الأرض المباركة التي انطلق منها الأجداد فملأوا الأرض ذكراً خالداً وعمروها بحق الاستخلاف, ونشروا المحبة والسلام والتسامح والوفاء، وما شهده الخليجيون اليوم في أرض أجدادهم في يمن الكرامة ليس إلا نزر يسير من سيرة العظماء .. والقادم أنبل وأكرم بإذن الله.