قبل شهور ويوم أن كانت مأرب تخوض أعنف معارك الحرب وتمزق أفواج كسرى وأحلام أيرلو ، في تلك الأيام الصعبة كان الثرثارون ينبحون بتشفي رغم اختلاف أطيافهم . ففي أبوظبي غرد سياسي ومسئول كبير( مأرب على وشك السقوط ) ، وفي كورنيش الدوحة تقافز أحدهم من الفرح مغردا ( التحالف باع مأرب ، مأرب الغريقة تستغيث بطارق ) , ومن فنادق الرياض غرد أحد نزلاء فندق بحي الملز ( الإخوان باع مأرب )، وفي بلاد فارس كتبت صحيفة ( لنفطرن غدا في مأرب ) وينسون بأن مأرب أكبر من أوهامهم. وبينما كان أولئك الثرثارين ينتظرون متى يظهر أبوعلي الحاكم وسط مأرب ليمتعونا بتغريداتهم وتوقعاتهم الخارقة ، كانت تظهر من أرض المعركة صورا لجثث من فوقها جثث متناثرة في قمم الجبال وبطون الأودية . لقد كانت فوهات البنادق الغاضبة تدمر أنساق بعد أنساق ، وخلال شهور تلك المعارك الضارية كان الثرثارون يتناقلون شائعات العدو مقدمين له إسنادا إعلاميا ، فمع كل فوج حوثي يهاجم كانوا يساندوه بأفواج من الشائعات فأسقطوا مواقع وأحرزوا تقدمات حتى باتوا أكثر كذبا من أبواق العدو نفسه . في الشهر الأخير التقطت المعركة أنفاسها ، بعد أن تدمرت حشود الحوثيين وسقطت معنوياتهم واضمحلت قوتهم وانطفأت حماستهم ،لكن الثرثارين مستمرين في التفاهة بكل إخلاص . اليوم لم يعد لهم حديث عن أي تقدمات عسكرية ، فبدأوا ينبحون عن انتصارات سياسية للحوثيين ، ولو عادوا إلى ماكتبوا قبل شهور لكان خير لهم . هناك حقيقة ينساها أو يتناساها الثرثارون ..... مأرب خرجت إلى مطارح الحرب في 18 سبتمبر 2014 ويومها أقسم القوم على خوض الحرب حتى النصر ، ويومها كان هادي ومحسن في بيوتهم ولم يكن هناك تحالف ولا أزمة قطرية ولا غيرها . بمعنى أن مأرب خرجت إلى الحرب قبل سقوط صنعاء ، معلنة الهدف من الحرب بكل وضوح ، لن نقبل بالمشروع الفارسي في اليمن وقد صدقت القول والفعل فسلام عليها من أول طلقة حتى النصر .