اعاد للفقه والمتفيقهة مكانتهم، مدرسة عابرة للمذهبية والفئوية وارتكاساتهما، اخذ على عاتقه بناء دور الفتوى والمفتي بم ينفع الناس ويمكث في ارض القلوب، تمثل المصلحة والضروريات الخمس، اذ الإنسان بكينونيته هو اساس وأصل تلكم الكليات،ولا معنى لوجودها بدونه، فإنسان"العمراني" هو انسان العمران، مدني بطبعه وتدينه، ونفيه انتفاء للدين نفسه. كانت العدالة والحرية كجوهر للدين وناظمة لمبادئه واسسه ومنطلقاته هي مدار اجتهاد العمراني وبصمة فتواه. حرر الدين بطريقته وسليقته من زيف الإدعاء، والعصبوية والدجل والخرافة؛فتلقفتها ألسنة الناس وأفئدتهم فشاعت محبته وثقة الناس به دوما في ازدياد مضطرد. حكمته الحكمة فتجاوز معضلة الفصل الهووي بين العقل والنص،اذ اثبت تكاملهما ولا انفصالهما،بل أصل التدين والدين عقل وقلب يفهم ويدرك ويعزز كل منهما الآخر. عدل في مواقفه وفتاواه وآرائه واجتهاداته،لذا بدا حرا ومتحررا من دنس المذهبية وشرك العصبوية وداء الفئوية؛فكانت اقواله وافعاله صميمة الوحدة والإنتماء لدين هو للناس كافة ،كاشفا عن انحراف الفتوى ومكانة المفتي إنما تنبع من اعتقاد جاهل ومضلل آت من زيف ادعاء مبطل في ذاته،وباطل في غيره مفاده"سيطرة عرقية على الإسلام" وما حصر الفتوى الا بمن آمن واتبع الهوى بهذه الداء"الإدعاء" الا اضرارا بالدين ومصلحة الإنسان،وكلياته الخمس،وبمكانة الفتوى والمفتي معا. كان -رحمه الله- متطرفا ضد تطرف العنصرية والسلالية والتمذهب البغيض،والطائفية الكريهة،لذا اعتبرت وفاته شهادة يمنية عربية بمكانته،واستفتاء شعبيا على عدالته،وتكريسا مفهوميا على اعتداله ووسطية الدين ومكانة الفقه والفقيه، ودور الدين وتأثيره في حياة الناس واسلوب عيشهم،ومراميه في اسعادهم،وتبيان حقيقة العلاقة بين الإنسان وربه،اذ هي علاقة حرة ومبدئية،وعابرة للطائفية والمذهبية والفئوية بأشكالها وأنواعها ومستوياتها المختلفة،اساسها عدالة الدين وحرية الفرد وحقه في الإختيار قائم على انسانيته الكاملة وذاتيته وكينونته التي حباه الله بها وأدودعها في دينه؛اذ الإنسان"غاية ما في الطبيعة"،وتلك هي جوهر الإنسان ومبدأ الدين الذي فطر الناس عليه. خلودا شيخنا محمد بن اسماعيل العمراني،ورحمة وسلاما من الله عليك يوم كنت وتمثلت الإسلام وأخرجته من سيطرة عرقية تدعيه وهي إلى الضد منه ومبادئه السامية ومكانته في النفوس والسلوك اقرب.