سابقة في التاريخ أن يشارك بعض العلماء في توجيه الناس نحو التجهيل بمفهوم حقيقة الواقع، وأن يستغلوا مكانتهم في تصعيد جاهزية الفُرقة والكراهية. التحول من مصابيح للهداية إلى تسويق للظلام والضلال والجهل، ونشر ثقافة التعقيد مردود عليهم. أن تفقه واقعك خطوة نحو البناء، والعلماء قادة رشد وهداية فإذا تخلوا عن واجبهم واصطفوا في قطار الإضرار والإعاقة فهم بذلك مشاركون في إعاقة الحياة والتخلي عن رسالتهم السامية. الانحياز مع الانغلاق وجمود الفكرة والفكر طريق لرفض استيعاب مخرجات العقل الواعي - العقل الجمعي، والعمل للمصلحة العامة. هل الدين أو العلم يقف مع من ينظر أنه خاضع لتفسير الأشخاص في آرائهم ورؤاهم ؟! أم أن العلم والدين جاءا لمصلحة البشرية؟. اللسان الديني للهدف السياسي أو بالأصح التفسير بالدين لتمرير ما يحبون أن يصلوا وما يوصلون الناس إليه تقزيم للدين وحصره وفق رؤية بشرية قاصرة وفكرة محددة يخرجه عن أفق واسع من الرؤية والتجديد إلى القولبة والمحدودية. دائماً ما تُقابلنا بعض التقليعات الغربية الغير حاضرة مسبقاً في حياة الناس، تجد لها القبول أوالرفض مع الإثارة لظهورها، لكن التقليعات لبعض العلماء وحشرها على أنها من صميم الدين، والدين منها براء، أو من اجتهادات العلم ولا تمت للعلم بصلة سوى المصطلح اللفظي، وتعود بالضرر الاجتماعي فهو أمر مرفوض غير قابل للعقل والمصلحة العامة. من الاستخفاف بالآخرين، والتعالي بالنفس أن تتقمص دور النائب الديني دون أي تفكير لما تقوم به من ديكتاتورية دينية وعدم تقبل الرأي الآخر ورفضه للتفسير والإثبات. التقليعات التي خرج بها الشيخ الزنداني، وفي جعبته الكثير ليفاجئنا بها تجد لها صدى قبول من (قطيع) مع وجود رفض وعدم قبول المنطق (والوعي) له. الربط بين حشد الهمم لقتال المارقين عن الدين الخارجين عن الجماعة بفتاوى معمدة بالدم لا يمكن نسيانها مادامت الرؤية لم تتغيير من قبلهم مطلقاً وبين ادعائهم حينها بأن هؤلاء الخارجين عن الجماعة سبباً لانهيار الاقتصاد ب(ارتفاع سعر البيضة) وبراءة الاختراع التي لم تكن سوى وهم في علاج فقد المناعة (الإيدز) وعلاج السكر، وعلاج مشكلة الفقر.. ما الذي يود أن يوهمنا به على أنه العالم الرباني، والطبيب الباحث، والاقتصادي الكبير، وهو في ذات الوقت المفتي الذي بيده مقاليد الأمور وتصنيف الناس بين مسلم وكافر، ودفاعه عن فئه هادمة للإنسان والوطن بتبرير الدفاع عن النفس، ووجوب الحوار معهم، وهم الرافضون لمبدأ الحوار من حيث المبدأ كما يرفضه ويعنف الشيخ الزنداني (للحوار الوطني ) والمتحاورين من حيث الحوار كمبدأ ومخرجاته وتوصياته. يحق لليمن أن تفخر بالشيخ الزنداني لجهوده في تحقيق مصلحة الوطن والمواطن، والسهر على خدمته، وبذل علمه الديني الواسع، وأفق اطلاعه العلمي الطبي، ورؤيته الاقتصادية التي يعجز علماء الاقتصاد أن يقدموها كبرنامج اقتصادي نهضوي كما نهض الشيخ الزنداني بالوطن نهضة اقتصادية لبرنامجه التخطيطي التنموي. لقد بذل الشيخ الزنداني جهداً كبيراً جعل اليمن في مصاف الدول تقدماً في الرؤية والعلم والطب والاقتصاد، ولازال عقله منتجاً للمزيد. نحن البسطاء في هذا المجتمع ننحاز إلى بساطة الإنسان وجوهر العلم ولسان الحقيقة وننبذ هالة القداسة وادعاء الموسوعية، نقف في الجانب الآخر في مواجهة من يتناولون الدين بملكية وحصرياً لهم، ويحملون صكوك التصنيف وتبرير أخطاء الصف المنتمين لهم. إنجاز امرأة ك مناهل ثابت بشفافية واحترام للعلم وللإنسان يعتبر رصيداً حقيقياً دون استخفاف بعقولنا كما يفعل الشيخ الزنداني، وإنجاز دنيا الشهري (جبزية المعافر) ببراءة علاج لمرض داء السكر إنجاز عظيم في مقابل إخفاق مخجل لا أثر له سوى صدى الإعلام المتسيس لأتباع الزنداني. المبدعون كثيرون ممن خدموا بحق واحترام لعقل الإنسان ولمكانة العلم وحب الوطن وحمايته.. في حقنا عليهم كل التقدير والامتنان والحب لما بذلوه، وعزاؤنا كبير لأصحاب الجسوم المنتفخة. للعالمة مناهل عبد الرحمن ثابت كل إجلال العقل، ول دنيا الشهري المعافرية تاج قلوبنا. بحق هو إخفاق للزنداني في مقابل إنجاز لمناهل العلم ودنيا الإنسانية.