أكد وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، أن انكسار المشروع الإيراني في اليمن سيضمن إفشال مخطط طهران في المنطقة برمتها. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الوزير، اليوم الأحد، في منتدى الأمن الإقليمي "حوار المنامة" المنعقد حاليا في البحرين بحضور دولي واسع. وقال بن مبارك إن مأرب هي السد المنيع لليمن ومن ضمن أولويات النظام الإيراني. وتداعيات سقوطها يمثل نهاية السلام والعملية السياسية وجهود استعادة الأمن في اليمن وتفتح موجات هجرة خارجية وتهدد بحروب أخرى تمتد للمنطقة. وأضاف "مأرب تمثل عمقا تاريخيا واستراتيجيا كسرت الحوثيين في 2015 وهي أقدر على ذلك بعد أن أضحت ملاذا لكافة اليمنيين بمختلف انتماءاتهم" بعد أن تضاعف عدد سكانها إلى 4 ملايين نسمة، لافتا إلى أن بعض الأطراف طرحت حسابات خاطئة من خلال التحدث عن سيناريو مسبق لما بعد سقوط مأرب. وتابع: "في 2018 كان هناك عملية لتحرير الحديدة وواجهنا ضغطا دوليا معارضا ولهذا ذهبنا لستوكهولم وجمدنا عملياتنا العسكرية ... لكن في السنوات الثلاث الماضية، أصبحت الأمور أكثر سوءا وهذا بمثابة ميزة للحوثي بعد أن تأكدوا أنه لن يكون هناك عملية عسكرية وبدأوا من خلالها في شن هجمات أخرى". وقال بن مبارك إن الحرب في اليمن استكملت عامها السابع بعد انقلاب الحوثي على الشرعية وهذه حرب تكمن خطورتها في محاولات تغيير طبيعة المجتمع اليمني وتجنيد الأطفال والتحريض على العنف ونشر الكراهية وتعميد تجهيل المجتمع للسيطرة عليه، وفق تعبيره. وأشار إلى أن ملامح المشروع الإيراني بات واضحا للعيان، موضحا أن فشل هذا المشروع في اليمن يؤدي إلى فشله في دول عدة، بينما نجاحه يعني مزيد من العنف والفوضى في المنطقة. وأوضح وزير الخارجية اليمني أن أي تسوية سياسية في اليمن لن تنجح إلا بمشاركة جميع اليمنيين، مردفا: "من الخطأ إغفال البعد الجيواستراتيجي لتدخل إيران ورغبتها في الوصول للبحر الأحمر وتعزيز نفوذها". وقال إن: "التعامل مع الحرب في اليمن على أنها حرب إقليمية بالوكالة مفهوم خاطئ ينبغي أن يصحح". وأشار إلى أن حوادث الناقلات "جيهان 1" و"جيهان 2" قبل 3 سنوات من الحرب دليل على التدخل الإيراني المسبق، منوها بأن الحوثيين يرفضون السلام كلما تقدموا عسكريا على الأرض، وهم يتعاملون مع السلام كتكتيك ضمن عملياتهم العسكرية. وشدد بن مبارك على أهمية الضغط على إيران لوقف أنشطتها في اليمن، قائلا: "نحن مرنون مع كل مبادرات السلام لكن الحوثي لم يحضر إلى جنيف مؤخرا"، لكن الطرف الآخر يملك فكرا ثيواقراطيا يقوم بادعاء حق إلهي وهو من أفشل كل جولات السلام، وفقا للوزير اليمني. وقال إن "المشكلة الأساسية التي نواجهها في جولات المحادثات أن أيدولوجية الحوثيين متشددة ... إحدى الأخطاء التي اقترفناها جميعا هي التعاطي مع أزمة اليمن من الجانب الإنساني فقط. نعم هناك كارثة إنسانية ولكن يجب أيضا التحدث عن تبادل الثقة". وأضاف أن "استكمال اتفاق الرياض أمنيا وعسكريا سيمثل نتيجة أساسية للاستقرار، بالإضافة إلى دعم الحكومة لمعالجة الوضع الاقتصادي وتعزيز الشراكة اجتماعيا وإنسانيا وهذا ما يمكن الحكومة من الحفاظ على اليمن المعتدل". ولفت وزير الخارجية في خطابه للخطر البيئي لناقلة النفط صافر التي يحتجزها الحوثيون كرهينة كما يقول، حيث تحتوي على أكثر من مليون برميل نفط خام، موضحا أن احتجازها يعد كارثة قد تدمر البيئة البحرية لليمن والإقليم وستمتد آثارها للعالم.