دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين, أحمد بن مبارك هولندا والمجتمع الدولي لممارسة مزيد من الضغوط على الحوثيين للسماح لفرق الأممالمتحدة بالوصول إلى خزان صافر الراسي قبالة سواحل الحديدة على البحر الأحمر منذ سبع سنوات، وسط تحذيرات من كارثة بيئية وشيكة ستؤثر على الحركة التجارة البحرية. وقال «بن مبارك» -خلال لقائه وزير التجارة الخارجية والتعاون التنموي بمملكة هولندا توم دي بروين، - «يجب وصول فريق الأممالمتحدة إلى خزان صافر لتقييمه وإصلاحه تجنباً لكارثة بيئية قد يمتد تأثيرها إلى كافة مناطق حوض البحر الأحمر وتؤثر على حركة التجارة البحرية الدولية». بدوره، أكد «بروين» على أن قضية خزان صافر «العائم» تتطلب التعامل الإيجابي والبناء لمعالجة هذه المعضلة في أسرع وقت ممكن تجنباً لكارثة بيئية سيمتد تأثيرها إلى ما وراء دول البحر الأحمر. وأشار إلى أن بلاده مستعدة بالمساهمة في إيجاد الحلول الفعالة لهذه المشكلة. الى ذلك أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أن الحكومة الشرعية لم ولن تدخر جهداً في سبيل إحلال السلام وتحقيق تطلعات الشعب اليمني للعيش بحرية وكرامة في يمن آمن ومستقر تسود فيه العدالة ويتساوى فيه الجميع أمام القانون. واستعرض الوزير في المحاضرة التي ألقاها الوزير بن مبارك، أمس الثلاثاء، في معهد كلينجدال، بالعاصمة الهولندية لاهاي، حول مستقبل السلام في اليمن» جذور وأسباب الصراع في اليمن والناتج عن انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة اليمنية والسعي لفرض نظام شمولي عنصري ينبذه جميع اليمنيين.. مؤكداً بأن الحكومة وخلال جولات المفاوضات السابقة تعاملت بمرونة عالية وقدمت تنازلات كثيرة وقبلت جميع المقترحات والمبادرات الرامية لإحلال سلام شامل وعادل في اليمن في حين استمرت المليشيا برفض دعوات السلام وانتهاج نفس السلوك الاجرامي وارتكاب الانتهاكات الجسيمة واستخدام العنف لإرهاب المجتمع اليمني. وأشار بن مبارك في محاضرته، إلى أن أهم الأسباب التي أدت الى إطالة أمد الحرب ورفض المليشيا للحلول السلمية هي النهج الذي تتبعه المليشيا والقائم على الادعاء بالحق الإلهي بالحكم واستخدام العنف للوصول للسلطة، بالإضافة الى اقتصاد الحرب الذي أنشأته الميليشيات وتمكنت من خلاله من خلق مصالح مالية ضخمة من عوائد السوق السوداء. وقال " إن ارتباط المليشيا بالأجندة الإيرانية الهادفة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة ومصادرة الحرس الثوري الإيراني لقراراتها شكل أحد أهم أسباب عرقلة الحل السياسي في اليمن". وأضاف بن مبارك "أن الحل السياسي يعتمد على ممارسة أقصى درجات الضغط على مليشيا الحوثي والنظام الإيراني للقبول بالحلول السلمية والجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب ومعالجة أثارها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية الكارثية التي انتجتها". في ذات السياق التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور احمد عوض بن مبارك، في مدينة لاهاي الهولندية، مسؤولي المنظمات الهولندية الإنسانية العاملة في اليمن. وجرى خلال اللقاء، مناقشة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في اليمن نتيجة الحرب العبثية التي تشنها مليشيا الحوثي على الشعب اليمني، والاطلاع على مجمل التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن. وأشاد وزير الخارجية وشؤون المغتربين، بالجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية في اليمن ومساهمتها الحيوية في التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في البلاد.. مستنكراً العراقيل التي تفتعلها المليشيات في المناطق الواقعة تحت سيطرتها أمام جهود العمل الإنساني والقيود التي تفرضها لمنع وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها.. موضحاً أن تلك الجرائم تضاف الى جملة من الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المليشيا بحق أبناء الشعب اليمني. وجدد بن مبارك، التأكيد على حرص الحكومة والتزامها بتسهيل جهود العمل الإنساني وتذليل أي صعوبات قد تعيق وصول وتدفق وانسياب تلك المساعدات.. موضحاً بأن الحكومة تعمل حالياً على انجاز العمل بنظام النافذة الواحدة لاختصار الوقت والجهد في التعامل مع مشاريع العمل الإنساني. واستمع وزير الخارجية، من مسؤولي المنظمات الى التحديات والصعوبات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن، وتأكيد المنظمات على استمرار العمل مع الحكومة الشرعية لتجاوز تلك الصعوبات.