تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب الجرائم بحق المدنيين العزل منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في عام 2014 م وسط صمت المجتمع الدولي إزاء تلك الممارسات الإرهابية بحق الأطفال والنساء . وقال الناشط الحقوقي والسياسي الدكتور عثمان عيدروس إن صمت المجتمع الدولي شجع مليشيات الحوثي على ارتكاب مزيدا من الانتهاكات الفظيعة بحق المدنيين العزل وسفك مزيدا من الدماء بشكل وحشي لاسيما بعد قيام الرئيس الأمريكي بشطبها من لائحة المنظمات الإرهابية . وكان قد سقط أكثر من 40 شهيدا وجريحا في قصف مدفعي وصاروخي للمليشيات الحوثية على الأحياء السكنية في مدينتي مأرب وتعز خلال اليوميين الماضيين. وأشار عيدروس في حديث ل"الصحوة نت" إن مليشيات الحوثي الإرهابية ستستمر في ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين مالم يكون هناك رادع يمنعها من ارتكاب تلك الجرائم ومالم يفعل مبدأ العقاب بحق قيادات المليشيات الإرهابية وتقدم إلى محاكمات دولية تنصف ذوي الضحايا. وأوضح أن جرائم مليشيات الحوثي الإرهابية طالت كل فئات الشعب اليمني وشرائحه ولم تفرق بين طفل وشيخ وامرأة دون مراعاة لأي مبادئ إنسانية ودينية وأخلاقية ، بل إنها تجردت من كل القيم والأعراف وأوغلت في سفك الدماء ، فضلا عن تقويضها للسلم العام وإشعال الحرائق والحروب والاعتداء على دول الجوار وتهديد طرق التجارة الدولية. من جهته قال الناشط الحقوقي حمزة منير إن صمت المجتمع الدولي عن الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي الإرهابية بحق المدنيين العزل يعكس أزمة الضمير الإنساني وازدواج المعايير في الدفاع عن حقوق الإنسان والتصدي بمختلف الوسائل لجماعات العنف والإرهاب للحد من استمرارها في ممارسة الانتهاكات بحق الأبرياء والمدنيين العزل. وكان قد استشهد أربعة مدنيين وجرح اثنان آخران جراء اطلاق مليشيات الحوثي الإرهابية صاروخ باليستي على محطة أبو ياسر العقيلي للمشتقات النفطية في منطقة جعدر بشبوة الأسبوع الماضي. وأشار منير في تصريح ل"الصحوة نت" إن جرائم مليشيات الحوثي الإرهابية بحق المدنيين لن تسقط بالتقادم وسيتم محاكمة قياداتها الإرهابيين في محاكم محلية وملاحقتهم دوليا، مضيفا أن ما ترتكبه مليشيات الحوثي من جرائم بحق المدنيين لم نشاهدها على مر التاريخ في اليمن . ووصف المندوب اليمن مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة عبدالله السعدي الجرائم الحوثية بحق المدنيين ب«المروعة» وقال إنها «تأتي ضمن سلسلة المجازر الممنهجة والمتعمدة التي ارتكبتها وترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين خلال الأسابيع الأخيرة في محافظتي مأرب وتعز، والتي راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء؛ منهم النساء والأطفال، في تحد صارخ لإرادة وجهود المجتمع الدولي ومجلس الأمن الهادفة لإنهاء الصراع وتحقيق سلام شامل ومستدام في اليمن». وقال السعدي في بيان اليمن في الجلسة المفتوحة للنقاش رفيع المستوى لمجلس الأمن تحت بند "حماية المدنيين في الصراع المسلح" الأربعاء الماضي إن " جرائم ميليشيا الحوثي بحق المدنيين قد امتدت إلى اتخاذ السكان كرهائن في مدن وقرى كاملة، واستخدامهم كدروع بشرية، واستخدام المدارس كمخازن للأسلحة، والمباني الحكومية كمراكز للاعتقال، وأسطح المنازل لقنص واستهداف المدنيين". ودعا «المجتمع الدولي ومجلس الأمن وجميع منظمات حقوق الإنسان لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية بإدانة ووقف العدوان الحوثي اللاإنساني والاستهداف اليومي للمدنيين في مأرب وباقي المناطق اليمنية»، والمطالبة ب«محاسبة الميليشيات الحوثية على انتهاكاتها التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وجدد السعدي «مناشدة الحكومة اليمنية المجتمع الدولي ووكالات الأممالمتحدة وجميع المنظمات الإغاثية، اتخاذ تدابير عاجلة لتوسيع نطاق استجابتها الإنسانية لمواجهة موجات النزوح الجديدة في مأرب، خاصة مع حلول فصل الشتاء واتساع رقعة الأزمة وفجوة الاحتياجات الإنسانية».