يصادف اليوم24من ابريل الجاري اليوم العالمي للملاريا, الذي يحصد سنويا قرابة المليون مصاب. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) في تحذير إلى أنه "من غير المقبول" وفاة نحو 850 ألف شخص سنويا بسبب لدغة بعوضة تحمل مرض الملاريا. ويقع ما يقارب 90% من حوادث الوفاة بهذا المرض في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية، ومعظم الوفيات لأطفال دون سن الخامسة. وذكرت اليونيسيف أن هناك توسعا كبيرا في تغطية برامج توزيع الشباك الواقية (الناموسيات) المعالجة بالمبيدات الحشرية في عدد من الدول الأفريقية، غير أن هذه الحملات بحاجة إلى توسع. وأكدت أن حملات التوزيع وصلت إلى الفئات الأكثر تضررا وتعرضا لخطر الإصابة بالملاريا، لكن في الوقت نفسه دعت إلى زيادة المركبات العلاجية المعتمدة على عقار "أرتيميسنين". ومع أنه لم يبق سوى 250 يوما على انتهاء المهلة التي منحها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للدول الموبوءة لتوفير تغطية عالمية للتدابير الرامية لاحتواء المرض، فإن المديرة التنفيذية لليونيسيف آن فينيمان قالت إنه "يمكن تحقيق النصر في محاربة الملاريا"، ودعت إلى توحد العالم لتنفيذ هذا الهدف. وتشير مصادر طبية إلى أن نصف سكان العالم بما يعادل "3.3" مليار نسمة في "109" بلد من بلدان العالم معرضين لخطر الإصابة بالملاريا.في حين أن ما بين "350 500" مليون نسمة يصابون كل عام بالملاريا، يموت منهم قرابة المليون مصاب. أما إقليمياً فاليمن والسودان وجيبوتي والصومال وباكستان وأفغانستان يستوطنها المرض، بينما دول أخرى كالسعودية والعراق وإيران لا تزال تعاني من وجود بؤر للملاريا. وعلى المستوى المحلي لا يزال "60%" من سكان اليمن يقطنون في مناطق يشيع وينتشر فيها المرض ونواقله من البعوض بما يبقهم معرضين للإصابة بالملاريا. واستناداً لتقديرات منظمة الصحة العالمية للعام 2008م فإن حوالي "287582" حالة إصابة بالملاريا تسجل في اليمن سنوياً مقارنة بنحو "800 ألف 900 ألف" حالة إصابة بالمرض وفقاً لتقديراتها للعام 2005م وتصل نسبة الوفيات من جراء الملاريا بين الحالات المصابة إلى 1%. وذكر تقرير صادر عن البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بوزارة الصحة اليمنية أن نسبة الإصابة انخفضت إلى 900 ألف حالة في العام 2008 مقارنة بثلاثة ملايين و200 ألف حالة في عام 2001. ووفقا للتقرير فإن 95% من طفيليات الملاريا الموجودة في اليمن تنحدر إلى الملاريا المنجلية و5% تنتسب إلى الملاريا النشطة. كما أشار التقرير إلى وجود 15 نوعاً من الأنوفيليس العربي (أرابينسز) كناقل رئيسي للمرض بالإضافة إلى ثلاثة أنواع أخرى تنتشر وتتوزع بدرجات تختلف من منطقة إلى أخرى وفق المتغيرات والعوامل المسببة لها. حقائق عن الملاريا. تمثّل وفيات الأطفال الناجمة عن الملاريا في أفريقيا خُمس (20%) مجموع وفيات الأطفال. وتشير التقديرات إلى أنّ الطفل الأفريقي يتعرّض، سنوياً، لنوبات من حمى الملاريا يتراوح متوسطها بين 6ر1 و4ر5. ولا تمرّ 30 ثانية في أفريقيا إلاّ وتشهد وفاة طفل بسبب الملاريا. إنّ تشخيص المرض في المراحل المبكّرة والتعجيل بعلاجه عنصران أساسيان من عملية مكافحة الملاريا. ويمكن أن يسهم العلاج المبكّر والفعال في تقليص فترة العدوى والحيلولة دون حدوث مضاعفات أخرى والغالبية العظمى من الوفيات التي يتسبّب فيها هذا المرض. ولا ينبغي أن يُنظر إلى الاستفادة من خدمات التدبير العلاجي للملاريا كأحد عناصر مكافحة المرض فحسب، بل يجب اعتبارها حقاً من الحقوق الأساسية لجميع الفئات السكانية المعرّضة لمخاطر هذا المرض. لقد أسهم سوء استخدام الأدوية المضادة للملاريا في القرن الماضي في استفحال ظاهرة مقاومة الطفيلي المسبّب للمرض لأدوية مثل الكلوروكين ممّا أدّى إلى ارتفاع مستويات المرضاه والوفاة. وخلال السنوات العشر الماضية بعثت مجموعة جديدة من مضادات الملاريا- تُعرف باسم المعالجات التوليفية التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين- أملاً جديداً في مكافحة المرض.يتمثّل الغرض الرئيسي من مكافحة نواقل الملاريا في الحد بشكل كبير من معدلات حالات العدوى الطفيلية والحالات السريرية على حد سواء. ويتحقّق ذلك من خلال مكافحة البعوض الحامل للمرض والحد بالتالي من سراية المرض أو وقفها بشكل تام.يمكن استخدام الناموسيات المديدة المفعول لحماية الفئات المعرّضة لمخاطر الإصابة بالملاريا، وبخاصة صغار الأطفال والحوامل ممّن يعيشون في المناطق التي ترتفع فيها معدلات سراية المرض. وتضمن تلك الناموسيات حماية شخصية، كما أنّها تضمن حماية للمجتمعات المحلية عندما تكون معدلات التغطية بها عالية بما فيه الكفاية (أي عندما تكون نسبة السكان الذين ينامون تحتها أكثر من 80%). وتظلّ الناموسيات فعالة لعدد من السنوات (من 3 إلى 5 سنوات، حسب النماذج وظروف الاستعمال). يُعد الرشّ الثمالي داخل المباني أكثر الوسائل فعالية للحد بسرعة من كثافة البعوض. وتتيح تلك العملية أكبر المنافع عندما يتم رشّ ما لا يقلّ عن 80% من المباني التي تنتشر فيها نواقل الملاريا. وتضمن عملية الرشّ داخل المباني فعالية لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر، حسب المبيد المُستخدم ونوع المسطحات التي يُرشّ عليها. (تضمن مادة الدي دي تي، مثلاً، فعالية لمدة أطول تصل إلى 12 شهراً في بعض الحالات). تواجه الحوامل مخاطر عالية لا تتمثّل في الوفاة جرّاء مضاعفات الملاريا الوخيمة فحسب، وإنّما تكمن أيضاً في الإجهاض التلقائي أو الولادة المبكّرة أو الإملاص. وتتسبّب الملاريا أيضاً في إصابة الأمهات بحالات وخيمة من فقر الدم، وهي مسئولة عن نحو ثلث ما يمكن توقيه من حالات انخفاض الوزن عند الميلاد. وتشير التقديرات إلى أنّ هذا المرض يسهم في وفاة نحو 000 100 من الحوامل و000 200 رضيع كل عام في أفريقيا وحدها.