أصبح اليمنيون قاب قوسين من 21 من فبراير, اليوم الذي يختارون فيه وبمحض إرادتهم - ومن جنوب الوطن - رئيساً لكل اليمنيين, فيصوتون للمرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي, ليقود المرحلة الانتقالية التي ستوصلهم إلى اليمن الجديد, والمستقبل المشرق والمزدهر بتوفيق الله وبتعاون الجميع . 21 من فبراير يوم ستتجلى فيه الحكمة اليمانية في أبهى صورها, حيث يختار اليمنيون المحبة والوئام, ويتناسون الكراهية والخصام, يمسحون الدموع, ويغسلون الآلام, يطوون الماضي بأحزانه ومآسيه؛ بما تم فيه من أخطاء مقصودة وغير مقصودة, ليعيشوا المستقبل الواعد بالعدالة والمواطنة المتساوية ودولة المؤسسات.. الانتخابات الرئاسية المبكرة تمثل المخرج المتاح والممكن لمشكلات اليمنيين المتراكمة والآنية, وهي الجسر الآمن الذي يعبرون عليه إلى طموحاتهم وأحلامهم, وهم بهذا يحققون أهداف الثوار والمناضلين والشهداء الذين ضحوا بأنفسهم ليعيش شعبهم حراً عزيزاً كريماً .. الانتخابات في بعض الدول ليست مجرد حق, بل واجب يعاقب القانون من لا يؤديه – كما في أُستراليا - لكنها في الدستور اليمني حق لكل مواطن بلغ السن القانونية ولا يجوز لأحد مصادرة هذا الحق, فهي تعيد للشعب حقه الأصيل في اختيار من يحكمه, حيث تنص المادة الرابعة من الدستور على أن (الشعب مالك السلطة ومصدرها ويمارسها بشكل مباشر عن طريق الاستفتاء والانتخابات العامة ...) وفي ضوء ذلك من حق من يعارض أومن لا يرغب, أن يمتنع عن المشاركة في الانتخابات, ولكن ليس له أن يمنع غيره عن الإدلاء بصوته, أو يشكك في نواياه, وكم يبدو المرء أنانياً ومفتئتاً وعاجزاً ومستبداً حين يريد أن يفرض قناعته على الآخرين بالقوة والقهر والنفوذ, والأسوأ أن يعطي أناسٌ أنفسهم حق الاعتداء على الناخبين أو اللجان الانتخابية أو تهديدهم أو إثارة الخوف والرعب بين الناس للحيلولة دون ممارستهم لحقهم الانتخابي !! لا نريد أن نناقش اليوم المعارضين للانتخابات الرئاسية المبكرة أو المثبّطين عن المشاركة فيها, لأنهم لم يقدموا بديلاً مقنعاً وممكناً, لكنهم سيجدون غداً أن المطالب (المشروعة) التي ينادون بها تخرجها هذه الانتخابات من مجرد رؤى وأحلام إلى واقع, وأن التقدير والاحترام وعدم التعامل بحقد أو انتقام يجب أن يظل الأرض الصلبة التي يجب أن يقف عليها كل اليمنيين على اختلاف أحزابهم السياسية, وتوجهاتهم الفكرية, ومذاهبهم الفقهية, وجهاتهم المناطقية, أو مستوياتهم الاجتماعية ... على بركة الله ينطلق اليمنيون الثلاثاء القادم 21 من فبراير إلى صناديق الاقتراع حاملين آمالهم وأشواقهم, واثقين من خطواتهم, يذهبون متفقين بعد خلاف, مؤتلفين بعد خصام, متسامحين بعد صراع, تاركين الماضي خلف ظهورهم, يستلهمون منه العبرة, يصدق فيهم قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم: " أتاكم أهل اليمن؛ هم أرق أفئدة, وألين قلوباً, الإيمان يمان, والحكمة يمانية.. " .. [email protected]