خلال أقل من 60 ساعة، شهدت محافظة إب، جريمتين مروعتين، نفذها عنصران من مليشيا الحوثي، ضمن جرائم العنف الأسرية الوحشية التي تمارسها مليشيا الحوثي بين الفينة والأخرى، في محافظة إب وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها المسلحة. تغذية العنف والإرهاب وباستمرار تقوم مليشيات الحوثي الارهابية بتغذية عناصرها وقياداتها على أعمال العنف والجريمة الوحشية والتي وصلت إلى ارتكاب عناصر حوثية، جرائم قتل مروعة بحق الآباء والأمهات وأقاربهم من الدرجة الأولى، في مسلسل دخيل على أبناء محافظة إب، حيث لم يعرف أبناء المحافظة، مثل هذه الجرائم قبل الانقلاب إذ أن مثل هذه الجرائم كانت شيئا من ضروب الخيال، غير أنها باتت ظاهرة متفشية وتزداد بشكل غير مسبوق. صباح أمس الإثنين، كانت مدينة إب، على موعد مع فاجعة جديدة، بعد إقدام أحد عناصر مليشيا الحوثي على قتل أبيه، بطريقة وحشية ومروعة، حيث قالت مصادر محلية إن شابا حوثيا، أقدم على قتل والده، باستخدام آلة حديدية "مطرقة" حيث قام بتهشيم رأس والده في منزلهم الكائن في حي "الوازعية" بمديرية الظهار. وبحسب المصادر، فإن الشاب يدعى "سليمان"، ووالده "جمال عبدالإله الحداد"، حيث ينتميان لمديرية بعدان شرقي محافظة إب، لافتة إلى أن الشاب العشريني انخرط منذ فترة مع مليشيا الحوثي وشارك في جبهات القتال الحوثية، وهو الأمر الذي يفسر وحشية الجريمة، إذ أن عددا كبيرا من جرائم العنف الأسري سواء بمحافظة إب أو بقية مناطق سيطرة المليشيا، يقوم بها عناصر حوثية تكون على عهد قريب بجبهات القتال أو الدخول في دورات طائفية يتم شحنهم بطاقة كبيرة من العنف والإرهاب الذي يتفجر لدى أقاربهم بجرائم مرعبة. جريمة الشاب الحوثي "الحداد" قوبلت بغضب واستياء واسع في أوساط المواطنين، الذين طالبوا بسرعة محاسبة الجاني وإنزال أقسى العقوبات بحقه، ووضع حد للجريمة الحوثية التي تطال أقاربهم بين الفينة والأخرى. صادر مقربة من أسرة الشاب "الحداد" أفادت ل "الصحوة نت" بأن الشاب "جمال" كان إلى ما قبل فترة شأنه كشأن بقية شباب المحافظة، يكمل تعليمه الثانوي وينتقل للدراسة الجامعية، إلا أن المليشيات قامت وعبر أحد قياداتها باستقطاب الشاب "الحداد" ومن ثم إدخاله في دورات طائفية عدة، تقوم بتغذية العنف والإرهاب والوحشية. رعاية حوثية وأشارت المصادر إلى أن المليشيات زجت بالشاب الحداد في جبهات القتال، حيث كان يعود لأسرته بين الفينة والأخرى، غير أن شخصيته تغيرت بشكل كلي وهو الأمر الذي عانى منه والده الذي كان يقنعه للعدول عن الانخراط مع المليشيا، وفشلت كل محاولات الأب، بعد أن تم تغذية الشاب "جمال" بدورات عدة للمليشيا ومشاركته للقتال في صفوفها، وصولا إلى الجريمة التي فاقت عليها مدينة إب صباح الأول من مايو الجاري. الشاب محمد أبلان، أحد شباب منطقة "أبلان" بمدينة إب قال ل "الصحوة نت" بأن جرائم العنف الأسرية انتشرت بشكل كبير وغير معهود خلال سنوات المليشيا، مؤكدا أنها تقف خلف تلك الجرائم بشكل مباشر وغير مباشر، حيث أن عناصرها يرتكبون العديد من تلك الجرائم بين حين وآخر. وأضاف "أبلان" أن المليشيا الحوثية ترعى الجريمة والفوضى الأمنية بالمحافظة، وتقوم بتغذية عناصرها بالعنف والطائفية، وهو ما ينعكس على تعاملاتهم اليومية سواء مع المواطنين أو أقاربهم وأهاليهم، لافتا إلى أن أبناء المحافظة لم يعرفوا جرائم أسرية كالتي حدثت وتحدث منذ ثمان سنوات. وبينما كان الحزن يلف أبناء حي الوازعية بمدينة إب، والصدمة تتبدى على وجوه الأهالي، من هول الفاجعة، كان أبناء حي "التوبة" بمدينة إب هو الآخر قد شهد محاولة تنفيذ جريمة عنف أسرية، لم يتمكن منفذها من تحقيق هدفه بقتل والدته وشقيقته، حيث أطلق عليهما الرصاص قاصدا قتلهما، فيما لو تحقق مقصده كانت الفاجعة الأكبر للمدينة التي ستشهد قتل أم وأب وأخت، في يوم واحد وبغضون أربع ساعات، غير أن الشاب لم يتمكن من تحقيق هدفه ونجت الأم والأخت من جريمة عنف أسرية تحولت من حالات فردية إلى ظاهرة مجتمعية أصابت المجتمع بالذهول والصدمات المتتالية. وأفادت مصادر محلية بحي "التوبة" أن عاقل الحارة حين تم إبلاغه بالجريمة، رفض إبلاغ الجهات المعنية الخاضعة للمليشيا أو التحرك لمعالجة الجريمة وإيقافها، مؤكدة أن الشاب متهم بجرائم قتل ونشر للمخدرات التي تتاجر بها قيادات حوثية وتعمل على نشرها في أوساط الشباب والتي هي الأخرى ساهمت في نشر حدة الجريمة والعنف سواء كان الأسري أو بين الناس. جريمة الشاب "الحداد"، ليست سوى واحدة من جرائم عنف أسرية عديدة قامت بها عناصر المليشيا خلال السنوات الماضية، بمحافظة إب، وبقية المحافظات، حيث أنها جاءت بعد يومين من إقدام شاب من مليشيا الحوثي، يدعى "وضاح صادق أحمد الجرافي" بقتل والدته بآلة حادة "عطيف/ فأس" في قرية "الصفا" بعزلة بني "زهير" بمديرية العدين غربي محافظة إب. وبحسب العديد من المصادر المتطابقة، فإن الشاب "الجرافي" حاول قتل والده والذي فر هاربا من مصير ينتظره، بعد أن عرف بجريمة نجله وقتله لوالدته بدم بارد، إذ أن الشاب كان يريد التخلص من والده ووالدته في وقت واحد وبمشهد يمثل القساوة الوحشية في أبهى صورها المرئية في أوساط المجتمع. أرقام مفزعة وأشارت المصادر، إلى أن أب وأشقاء الشاب الجرفي انخرطوا مع مليشيا الحوثي والقتال في صفوفها، حيث لقي أحدهم مصرعه بجبهة "دمت" بمحافظة الضالع، فيما أسر شقيقه "نبيل الجرفي" في جبهات مأرب وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل الأخيرة التي جرت نهاية رمضان الماضي. جريمتا العدين ومدينة إب التي فجع الأهالي بهما، جاءت هي الأخرى بعد ثلاثة أيام من إقدام شاب ثلاثيني يدعى "محمد عبدالباسط قاسم" على إرتكاب جريمة بحق أسرته راح ضحيتها خمسة أشخاص، بمنطقة "البرقة" بعزلة "حُقين" بمديرية حزم العدين، ضمن جرائم العنف الأسرية التي تشهدها محافظة إب منذ أكثر من ثماني سنوات. الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وثقت في تقرير سابق لها، مقتل وإصابة 161 مواطناً (121) حالة قتل، و(60) حالة إصابة خلال العامين 2021/2022م في (11) محافظة واقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي برصاص أبنائهم الأطفال المجندين لدى مليشيا الحوثي الإرهابية، تحت تأثير دورات الشحن والتعبئة الطائفية الإرهابية، وبحسب التقرير الذي صدر أواخر سبتمبر الماضي، فقد تصدرت محافظة إب قائمة المحافظات بواقع (17) جريمة. خلال أقل من أسبوع، شهدت محافظة إب أربع جرائم عنف أسرية وحشية، حيث شهدت مدينة إب جريمتين أحدهما نفذها الشاب الحوثي الحوثي "جمال الحداد" والثانية جريمة "ذبح" تعرضت لها أم في منطقة "خميشع" بمديرية المشنة بمدينة إب من قبل إثنين من أبنائها، والتي لا تزال غامضة ولم تعرف تفاصيلها، فيما شهدت مديريتي العدين وحزم العدين جريمتين أهدهما قتل أم من قبل شاب حوثي يدعى "وضاح الجرافي" وجريمة عنف أسري أخرى بحزم العدين راح ضحيتها خمسة أشخاص بينهم طفلين وامرأة مسنة "جدة الجاني"، ما يؤكد بشاعة تفشي جرائم العنف الأسري بالمحافظة الخاضعة لسيطرة المليشيا. خلال السنوات الماضية، تعرض المجتمع المحلي بمحافظة إب وبقية مناطق المليشيا، لصدمات وفواجع عديدة، نتيجة انتشار وتفشي ظاهرة قتل الآباء والأمهات والأقارب، من قبل عناصر حوثية وأخرى موالية لها او انخرطت في دورات المليشيا، وبعض تلك الجرائم انتقلت للمجتمع، بعد أن مارستها عناصر المليشيا ونشرت في أوساط المجتمع أعمال العنف والإرهاب والجريمة، بالتزامن مع فلتان أمني مروع يضرب مديريات المحافظة، ما ساهم في ارتفاع الجريمة وأعمال القتل بشكل غير مسبوق. ووثقت منظمة رصد للحقوق والحريات في تقرير لها، تسجيل 29 حالة عنف أسري شهدتها محافظة إب، خلال العام 2022م، أدت لمقتل وإصابة أكثر من 40 شخصا بمختلف مديريات المحافظة، وهو الأمر الذي يكشف مدى تصاعد حدة جرائم العنف الأسري من عام لآخر، والتي باتت تشكل رعبا للأسر اليمنية. عواقب وخيمة وقال رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات عرفات حمران ، إن جرائم العنف الأسرية توسعت وزادت بشكل كبير، السنوات الماضية، والتي صارت ظاهرة تؤرق المجتمع اليمني، وتنشر الرعب والخوف في أوساط المواطنين، محذرا من عواقبها الوخيمة. وأكد حمران ل "الصحوة نت"، أن الكثير من حوادث القتل والعنف الأسرية ترتكبها عناصر من مليشيا الحوثي، نتيجة ثقافة العنف التي تنشرها لدى عناصرها وقياداتها وعبر وسائل عديدة من بينها دوراتها الطائفية والمذهبية التي تبيح دم الآخرين، خصوصا عندما يختلف مع غيره في المعتقدات والأفكار ولو كان أقرب الناس إليه. وأكد أن مليشيا الحوثي تعمل على نشر المخدرات والمتاجرة بها وهو الأمر الذي فاقم من حدة الجريمة ذات العنف الأسري، مشيرا إلى انتشار مخدر الشبو في كثير من الأماكن داخل مدينة إب وبقية مديريات المحافظة، لافتا إلى أن العديد من المنتجات ذات محتوى من أنواع عدة من المخدرات تباع في البقالات من بينها نوع يسمى "الحوت"، وانتشر مؤخرا بشكل كبير. لافتا إلى أن العديد من الشباب لا يعيرون لهذا النوع اهتماما ويجهلون مكونات هذا المنتج وما يحتويه من مواد مخدره تجعل الكثير يدمنون عليه كونه مغطى بطبقه شفافة "مغلفه" ولا يتم نزع غلافها عند الاستخدام وهذا ما يجعله مثيراً للشك، حيث يباع بشكل علني برعاية من قيادات حوثية تشرف على إدخاله للمحافظة، وغيره من أنواع المخدرات التي زادت خلال السنوات الماضية. وأكد رئيس منظمة رصد، أن محافظة إب من أكثر المحافظات التي يتم نشر المخدرات فيها، والتي من بينها "الشبو"، مضيفا بأن قيادات المليشيا تتربح بشكل كبير من خلال بيعها في إب، عبر شبكة تديرها قيادات عليا من المليشيا، مشيرا إلى أن هذه الشبكة مرتبطة بقيادات أخرى في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرتها تعمل على المتاجرة بالمخدرات والتي باتت هي الأخرى وسيلة لتدمير الشباب وضياعهم ومن ثم استغلالهم من قبل المليشيا في أهدافها المختلفة.