لم يعد الحديث عن المخلوع ذا أهمية أو قيمة ,فالضرب في الميت حرام ومهما حاول أن يتصابى فتوة وعنترية كتلك التي ظهر بها مؤخراً في جامع الصالح فهي شنشنة نعرفها من أخزم كما يقول المثل العربي , وقد درج على ممارستها منذ كان لسان حاله يقول أليس لي ملك اليمن وهذه المعسكرات والخيرات طوع يدي؟ يفترض في المخلوع أن يختفي عن الأنظار فضلاً أن يكون في مستشفى للتأهيل النفسي .. والكلام هنا - معاذ الله – ليس للتشفي ولكن الرجل ظهر في موقف يرثى له حيث يبدو وكأنه كتلة من الحسرة والندامة والحزن والرغبة في الانتقام معاً كونه أصبح خارج السلطة وبدا أنه غير قادر على أن يتكيف مع حياته الجديدة . لم يتصور الرجل نفسه أنه سيترك السلطة يوماً أو أن يعيش بعيداً عنها , وهو الذي استمات في سبيل البقاء فيها بكل الوسائل والطرق! كان الشعب اليمني كريماً معه , لكن المخلوع لم يكن كريماً مع هذا الشعب , وظهر ناكراً للجميل تماماً , وبدلاً من أن يختفي على الأقل عاد يتهم الثوار بأنهم بلاطجة وأن الثورة ثورة بلاطجة وهو في ذلك يسب الشعب اليمني كله , لأنه بكل قطاعاته خرج في هذه الثورة ضد الفاسد المستبد منادياً برحيله . لم يكتف المخلوع بالسب والشتم للثورة والثوار , بل للشعب كله ولكن , بحسب مراقبين وحتى رجل الشارع يرى أنه هو من حرك أذرعته وأياديه في الجيش لتنفيذ مجزرة دوفس بمحافظة أبين تلك الجريمة النكراء التي حصدت ظلماً وعدواناً قرابة مائتين من إخواننا جنود اللواء ( 31) وعدداً من الجرحى والمخطوفين بتواطؤ مكشوف ومفضوح لدى عامة الناس. هذه الجريمة البشعة تثبت مدى أهمية الإسراع في هيكلة الجيش والأمن وإزاحة الأولاد والأقارب من المواقع القيادية التي أصبحت أوكاراً للغدر والانتقام لدى المخلوع وهذه القضية يجب أن تتصدر أولويات الرئيس وحكومة الوفاق , كما أن على الشعب اليمني أن يقوم بدوره الأخلاقي والمبدئي تجاه إخوانه في القوات المسلحة والأمن بالتضامن الكامل معهم ضد ما تعرضوا له من استهداف خسيس وتواطؤ لئيم من قبل بقايا العائلة , وألا يقف الدور الشعبي عند حدود التضامن , بل يجب القيام بالضغط الميداني بالمسيرات والاحتجاجات تنديداً بتواطؤ بقايا العائلة ومؤامراتها ومطالبة بسرعة الهيكلة باعتبارها الخطوة الأولى لبناء الدولة المنشودة التي تتحرر من مراكز القوى وهيمنتها . وأن يمضي الشعب في المطالبة بمحاكمة المخلوع لجرائمه التي لم تتوقف ويبدو أنها لن تتوقف إلا بعد إيداعه السجن لمحاكمته . فلنلجم نزوات المخلوع بالهيكلة السريعة والشروع الجاد في المطالبة بمحاكمته على جرائمه المتعددة فالضمانة والحصانة ليستا شهادة حسن سيرة وسلوك مفتوحة مدى العمر بل هما في الحقيقة لائحة اتهام آن أوان تحريك هذه اللائحة بالاتهامات لدى كل الأوساط والمنظمات الحقوقية .