ما حدث هذا الأسبوع في المركز الثقافي بصنعاء من فوضى تم افتعالها من قبل بلاطجة محسوبين على نظام المخلوع يقدم الصورة الحقيقية لموقف تلك البقايا من الحوار الوطني، ففيما كان المنتظر أن تثبت هذه البقايا جديتها نحو الحوار فوجئ المتواجدون في القاعة أنه تم استدعاء الكثير من البلاطجة الذين ارتكبوا الجرائم بحق شباب الثورة، وحضروا اللقاء مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء باعتبارهم شباب الساحات، وفوجئ الشباب أن حراسة المركز سهلت الدخول ورحبت ببلاطجة ميدان التحرير والسبعين بينما عملت على عرقلة شباب الثورة الذين يمثلون ساحات التغيير، وهم المعنيون أساساً بالتواصل، و ما أثار استياء الشباب أكثر تواجد أولئك البلاطجة جنباً إلى جنب مع شباب الثورة، ناهيك عن منع جنود الحراسة للكثير من الشباب من الدخول بحجة عدم وجود دعوات لديهم بينما "حمران العيون" تم تسهيل دخولهم كي يقوموا بتعطيل اللقاء من خلال افتعال الفوضى ومهاجمة المتحدثين ومنعهم من إلقاء كلماتهم، كما قام أحد ضباط الأمن المركزي بالسب والشتم للثائرات. ومما لاشك فيه أن هذه الحادثة ليست عفوية بالطبع ولا يمكن فصلها عن سياقها الزمني وأجواء الحرب التي يمارسها من تبقى في حوزة العائلة من إعلاميين مأجورين أدمنوا التضليل واستمرأوا العيش تحت أقدام من يدفع لهم لقمة ممرغة بالمهانة والإذلال، إذ تزامن مع الحادثة هجوم مستمر على حكومة الوفاق ووزرائها بينما كان المفترض أن يتذكروا أنهم شركاء فيها، وكان الأولى أن يحترموا الشراكة ولو لمرة واحدة، لكن المؤكد أنهم في ذلك لا يتلقون التوجيهات من قيادات المؤتمر بل من غرفة عمليات المخلوع الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لإشعال فتيل الحرب، وظل منذ فترة طويلة يدق طبولها كي يشبع رغبته في الانتقام من الجميع. الملاحظ أن الحملة المحمومة على الحكومة ورئيسها والشركاء لا تزال متواصلة ولا تتوقف عند حدود أو تلتزم بخطوط معينة، وكلما بدا أن الحكومة وأطراف الحوار قطعت شوطاً في الترتيب للحوار زاد سعار الحملة وأوغلت في النيل من كافة الشركاء ضاربين عرض الحائط بكل مواثيق الشرف وأخلاق المهنة ورسالتها، ووصل الإسفاف بتلك الأبواق حد تحميلها الأستاذ باسندوة مسئولية اغتيال الشهيد سالم قطن لأن بعض وسائل الإعلام أشارت إلى أن الشهيد قطن كان قبل يوم من الحادثة أعطى سيارته الخاصة لرئيس الوزراء، وفي ذلك إسفاف لا يمكن توقعه إلا من تلك الوسائل التي لا يردعها وازع من دين أو خلق أو ضمير. وباعتقادي أن من يطالب هذه البقايا باحترام موجبات الشراكة والتوافق كمن يطلب في الماء جذوة نار، ذلك أن احترام العهود والمواثيق والاتفاقيات يعد من خوارق العادات لدى المخلوع "صالح" ونظامه الذي ما جرب يوماً أن يفي بوعد قطعه أو عهد التزم به، وما الحروب والأزمات والمشاكل التي عاشها اليمنيون في عهده إلا مؤشرات على نكثه بالوعود وإخلافه للعهود ونقضه للاتفاقيات.