أكد عدنان العديني الناطق باسم التجمع اليمني للإصلاح - نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب-، أن العمل السياسي في اليمن لم يعد ترفاً ولا خياراً ممكناً، بل أصبح واجباً لحماية حق الإنسان اليمني في الحرية والكرامة، في ظل محاولات العودة إلى حكم الفرد وتكريس الانقسامات. وأوضح العديني في حوار أجراه معه موقع "يمن ديلي" أن السياسة في جوهرها تعبير عن إرادة الإنسان الحرة في تقرير مصيره والمشاركة في القرار العام، مشيراً إلى أن الأولوية اليوم ليست إدارة التنافس الانتخابي بل إيجاد صيغة عيش مشترك تحفظ كرامة الناس وتمنحهم الأمل.
وأضاف أن السياسة ينبغي أن تكون فعلاً جامعاً يتجاوز خطاب الانقسام، ويركّز على بناء الثقة بين الناس، لافتاً إلى أن الثورة اليمنية في 26 سبتمبر جسدت هذا المعنى حين انطلقت من شعور الإنسان باستحقاقه واقعاً مختلفاً.
وأشار العديني إلى أن السياسة تبلغ أرقى صورها عندما تنجح في تمثيل أصوات من لا نعرفهم شخصياً، معتبراً أن الجندي الذي يقاتل في مأرب وهو من المهرة يجسد موقف اليمن كله، وليس موقفاً حزبياً ضيقاً.
وفي ما يخص إنجازات الإصلاح، أوضح العديني أن الحزب ساهم في إخراج العملية السياسية إلى العلن وربطها بقضايا الواقع، وحرص على الاعتراف بالمكونات الاجتماعية، مشدداً على أن الإصلاح لم يجد حاجة لاستخدام مفردة "الإسلامي" في اسمه، إدراكاً أن اليمن لا يحتاج لتعريف بالإسلام بقدر ما يحتاج لاعتراف سياسي.
وعن ارتباط الإصلاح بالخارج، أكد العديني أن المصلحة الوطنية تقتضي تعميق الجذور المحلية، وأن تجربة "اللقاء المشترك" كانت مثالاً لمصالحة تاريخية على قاعدة الاعتراف بالواقع.
وفي ما يتعلق بأولويات المرحلة المقبلة، شدد على ضرورة توافق الأداء الحكومي مع المعركة الوطنية، وربط التضحيات بتحقيق العدالة والخدمات، معتبراً أن جوهر المعركة يتمثل في رفض حرمان الشعب من السلطة وفقاً لمقررات ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
وبيّن العديني أن الإصلاح يعمل على توسيع صيغ التحالفات لتوفير الغطاء السياسي للنضال العسكري الذي يخوضه الشعب ضد الحوثيين، محذراً من أن غياب هذا الغطاء يحول المعركة إلى مجرد فعل عسكري يفتقر للرؤية. وأوضح أن التحديات التي تواجه الحزب تتمثل في نسيان المسؤولين لواجباتهم الوطنية، وإرهاق الشعب بفعل طول المعاناة، مؤكداً أن الإصلاح يحرص على إبقاء وعي الناس حياً وربط الفعل العسكري بالغاية الوطنية.
وحول مسؤولية الأحزاب، قال العديني إن تحميلها وحدها الأزمة الراهنة تبسيط مخل، مشيراً إلى أن الصراع السياسي في البلاد تأسس منذ الثورة على معادلة بين مجتمع يطالب بالمشاركة وحاكم متمسك بالسلطة، وأن تموضع الأحزاب تفاوت بين من تمسك بالسلطة أو بالمجتمع أو تنقل بينهما.
وذكر أن الإصلاح جاء من المجتمع، ودخل السلطة عبر الانتخابات، وغادرها دون أن يعادي الدولة أو المجتمع، بل عمل على تنمية الحس السياسي ومقاومة صلاحيات الحاكم، مؤكداً أن الحزب التزم بالدفاع عن الدولة والجمهورية دون التفريط بحقوق الشعب.
وأكد العديني أن فكرة الجمهورية ليست خياراً سياسياً عابراً بل هي ملك للمجتمع اليمني كله، وأن أي مساس بها يمثل تراجعاً خطيراً، موضحاً أن عودة الإمامة كانت نتيجة لاستئثار الحاكم بالسلطات واعتماد المعارضة على واقع منقسم.
وفي ما يتعلق بعلاقة الإصلاح بالسعودية، أوضح أن العلاقة تقوم على قاعدة ثابتة قوامها الاحترام المتبادل وصيانة المصالح المشتركة وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن الحوثيين يمثلون خطراً على الأشقاء بقدر ما يوظفون موقع اليمن لصالح إيران.
وجدد العديني في ختام حواره بأن الإصلاح لا يقاتل من أجل مكاسب سلطوية وإنما من أجل بقاء الجمهورية وحق الشعب في أن يكون مصدر السلطة، مؤكداً أن الحزب رغم تأثيرات الحرب يظل ملتزماً بالدفاع عن القيم الوطنية وترسيخ التعددية.