شهد ميدان التحرير وسط القاهرة عقب صلاة الجمعة اليوم حضورا ضعيفا لمعارضي الرئيس محمد مرسي، في جمعة سموها "لا لحكم الإخوان" تقودها بعض الشخصيات المناوئة للإخوان وبعضها متهم بعلاقته بالنظام السابق. وكان متظاهرون قد توافدوا على منطقة المنصة في مدينة نصر بالقاهرة وميدان التحرير وميدان العباسية، وذلك للمشاركة فى مظاهرات دعت لها قوى مناوئة لجماعة الإخوان المسلمين، في حين تمت الدعوة لمظاهرات مؤيدة لها.
وجابت ميدان التحرير مسيرة تضم العشرات داعين إلى الحفاظ على مكتسبات الثورة والتأكيد على أهدافها التي أتت برئيس منتخب من خلال صناديق الاقتراع وفق نظام ديمقراطي سليم، وفق ما قال بعضهم.
وحضر متظاهرون مؤيدون ومعارضون للرئيس مرسي في ميدان التحرير، ويردد كل فريق الشعارات الخاصة به، وسط حالة من النقاشات الساخنة التي تصاعدت وتيرتها ما بين مؤيد ومعارض لأهداف مظاهرات اليوم.
اشتباكات وقد حدث تراشق بالحجارة بين بعض المؤيدين والمعارضين للرئيس ولجماعة الإخوان بأحد الشوارع الجانبية المتفرعة من ميدان التحرير. وتم القبض على أحد الأشخاص بعد إطلاقه أعيرة نارية.
وأفاد مراسل الجزيرة بانسحاب المتظاهرين المناهضين لجماعة الإخوان من ميدان التحرير إلى شارع طلعت حرب القريب من الميدان بسبب قلة أعدادهم.
وقد انتشرت عناصر من الأمن ونشطاء في محيط المقر المركزي لجماعة الإخوان والمقار الفرعية لمنع أي محاولة للاعتداء على المقر. كما أغلق الجيش الطريق المؤدي إلى مبنى وزارة الدفاع.
وتفرض قوات الأمن معزَّزة بسيارات مصفّحة، من بعد ظهر اليوم الجمعة، طوقاً أمنياً حول مقر رئاسة الجمهورية شمال القاهرة، تحسّباً لاتساع نطاق المظاهرة أو توجهها نحو مقر الرئاسة.
وكانت قوى سياسية دعت لمظاهرات "إسقاط الإخوان المسلمين" اليوم الجمعة لإعلان رفض ما يرون فيه هيمنة الجماعة على مقاليد السلطة في البلاد.
لكن معظم الجماعات والأحزاب الليبرالية والإسلامية، بما في ذلك أحزاب اعتادت أن تنتقد الإخوان المسلمين، قالت إنها لن تشارك في الاحتجاج، واتهمت الداعين لمظاهرات اليوم بأنهم من أنصار "الثورة المضادة".
وقالت حركة شباب 6 أبريل في بيان أصدرته في وقت سابق "نختلف كثيرا مع جماعة الإخوان المسلمين في المنهج السياسي وطرق الحل والعقد، ولكن هل كل هذا وأكثر منه يجعلنا نصدر الآن حكما بحرق أفراد الجماعة ومقارها ونفيهم من البلاد".
وقال رئيس حزب المصريين الأحرار أحمد سعيد "من يريد إسقاط الإخوان فليسقطهم في الانتخابات".
الالتزام بالقانون وعلى الصعيد الرسمي، قال المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي إن مؤسسة الرئاسة تدعم حق التظاهر السلمي باعتباره أحد مكتسبات الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأضاف المتحدث أن الرئيس محمد مرسي مؤمن بحماية الحق الكامل في حرية التعبير، سواء كان مع أو ضدَ أي سياسات أو مواقف يتخذها، طالما التزم الأمر بالقانون.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه مصدر أمني مسؤول بالداخلية أن الوزارة تحمّل الداعين للمظاهرات المسؤوليةَ القانونية عن أي تداعيات أو عمليات تخريبية أو فوضى خلال المظاهرات، مؤكدا التزام الداخلية بحق المواطنين في حرية الرأي والتعبير السلمي وفقاً لما كفله الدستور، والضوابط والإجراءات التي حددها القانون.
ونقل مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد -في وقت سابق- عن مصدر أمني مسؤول قوله إن الداخلية لن تتهاون مع أي أعمال لتخريب المرافق العامة وتهديد الأمن والاستقرار.