كثيرا هي تلك الحوادث التي تحول الأفراح إلى أتراح , ومن مسرات إلى أحزان , ومن سعادة إلى تعاسة , ولعل ظاهرة اللعب بالسلاح الناري وخاصة في الأعراس لا تزال هي المصدر الكبير لتكدير صفوة عيش المواطنين وأفراحهم , وهذا ما حصل للشاب محمد أحمد قاسم العروي والبالغ من العمر 28 عاما , والذي قتل يوم أمس الأول (الأحد) بسلاح ناري عن طريق الخطأ من أحد أصدقائه والذي يدعى (أمين الرسيسة ) وذلك في قرية بيت هديان مديرية يريم محافظة اب , أثناء تصويب الجاني بندقيته مازحا فانطلقت منه رصاصة طائشة استقرت في رقبة المجني علية فارق على إثرها الحياة , رغم محاولة الأهالي إسعافه إلى مستشفى يريم العام , إلا أن ساعة الأجل وحلول موعد الموت كانت هي الأسرع . وقعت الحادثة عندما كانا الشابين في عرس لأحد أصدقاء المجني علية والذي تحول بعد هذا الحادث الأليم إلى مأتم , علت فيه أصوات الحزن والبكاء , بعد أن كان المكان تملؤه أصوات الأهازيج والزغاريد ورقصات البرع وترديد الزوامل الشعبية .
عقب الحادث تم دفن جثة الشاب القتيل فيما كان القاتل قد لاذ بالفرار وقام بتسليم نفسة إلى قسم شرطة (كتاب) , ولا تزال الأمور تسير نحو المجهول , وتحتاج إلى مسارعة الأجهزة الأمنية والعقلاء ومشايخ المنطقة للتدخل وعمل صلح وإرضاء أسرة القتيل الذين لم يقبلوا (حتى ساعة كتابة هذا الخبر) بالصلح الذي تقدمت به أسرة الجاني , كون الحادثة وقعت عن طريق الخطأ , كما يقول الأهالي الذين كانوا متواجدين في مكان الحادثة .
هذا وقد عم الحزن الكبير على المواطنين من أبناء المنطقة الذين توافدوا من مختلف القرى والعزل للمشاركة في عملية الدفن , والذي طالب العقلاء منهم بعمل وثيقة جماعية تنص على " منع حمل السلاح وإطلاق الرصاص العشوائي في الهواء أثناء الأعراس وفرض غرامة مالية على كل مواطن يخالف هذه الوثيقة , حفاظا على ارواح المواطنين التي أصبحت تهدر بفعل العبث بالأسلحة النارية وإطلاقه عشوائيا في الهواء , والحفاظ كذلك على الترابط الأسري بين أفراد المجتمع , ومنع ما من شأنه يؤدي إلى تفريق وتمزيق أواصر المحبة والسلام بين الناس .
الجدير بالذكر أن القتيل يعول أسرة مكونة من 5 أطفال , ولا تزال اسرته تمر في حالة صدمة نفسية صعبة وحزن شديد منذ ساعة وقوع الحادثة ولم تستطع أن تفيق من هولها حتى هذه اللحظة.