أكد عدد من السياسيون والأكاديميون أن حزب التجمع اليمني للإصلاح هو التنظيم السياسي الإسلامي الأول الذي انتهج طريق التغيير السلمي وفرض التنافس السياسي بعيدا عن الصراع المسلح والعنف في مجتمع يمتلك أبناءه ملايين من قطع السلاح , وأكد المشاركون في ندوة " الإصلاح .. الحاضر والمستقبل " التي أقيمت صباح اليوم في مدينة إب أن مسيرة الإصلاح مليئة بالأحداث المؤثرة في التاريخ السياسي الوطني تستدعي الوقوف عندها بإكبار . وفي الندوة التي تحدث فيها كلا من الدكتور عبد العزيز الوحش الأكاديمي في جامعة إب والقيادي في الحزب الاشتراكي اليمني , والإعلامي الكبير والأستاذ محمد الغابري والمفكر محمد سيف العديني .
وفي محوره حول تقييم الأداء السياسي للإصلاح قال الوحش أن تجربة التجمع اليمني للإصلاح مرت بمراحل تطور متعددة وسريعة قسمها إلى أربع مراحل هي مرحلة الإعلان الحزب والمشاركة في السلطة , ومرحلة الخروج من السلطة والتحالف مع المعارضة , تليها مرحلة توطيد العلاقة مع أحزاب المعارضة عبر اللقاء المشترك, وأخيرا مرحلة الإصلاح السياسي الوطني الشامل .
وأضاف الوحش أن إعلان ميلاد التجمع اليمني للإصلاح مثل حدثا هاما في الحياة السياسية اليمنية فهو أول حزب سياسي بطابع إسلامي تعاطي معالإحداث بعيدا عن العنف وبايجابية كبيرة جدا.
وأكد الوحش أن الإصلاح كغيره من القوى السياسية مر بمنعطفات عديدة أصاب في بعضها وأخطاء – من وجهة نظري – في أخرى كما في موقفه من دستور دولة الوحدة أو في حرب 94م.
وفي محوره حول الأداء الإعلامي للإصلاح خلال المرحلة الماضية قال الإعلامي الكبير الأستاذ محمد الغابري أن أداء التجمع اليمني للإصلاح الإعلامي كان جيدا ولكنه لم يكن عند المستوى المطلوب منه أو كحجمه الكبير في الساحة الوطنية رغم امتلاكه للكوادر الإعلامية النادرة والتي ربما لا يمتلكها غيره من الأحزاب .
وعرج الغباري على عدة أمثلة لبعض الأحزاب والشخصيات على المستوى المحلي والإقليمي التي انطلقت في المجال الإعلامي وصنعت من نفسها قوة كبيرة رغم حجمها المحدود على ارض الواقع إلا أنها فرضت نفسها بقوة من خلال الإعلام.
من جانبه الباحث والمفكر الإسلامي محمد سيف العديني أكد في محوره حول الدولة المدنية الحديثة في مجمل حديثة إلى الخروج أن الاسم جاء لإزالة الدولة الدينية وإقامة الدولة المدنية كون الدولة الدينية كانت تمارس الطغيان ضد الناس باسم الدين.
وكانت الندوة التي حضرها عدد غير مسبوق من المفكرين والأكاديميين والكتاب والصحفيين وعدد من الشخصيات الاجتماعية والنخب من مختلف القوى السياسية بالمحافظة بمن فيهم الحزب الحاكم ,وشهدت العديد من الأطروحات والمداخلات , وتخلل الندوة فقرات فنية وقصائد شعرية .
واستهلت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بالمحافظة الأستاذ فخري الرباحي حيث حيا من خلالها الحاضرين وشكرهم على تلبيتهم لدعوة الإصلاح مؤكدا على حرص الإصلاح على الاستفادة من تقييم مختلف القوى السياسية على الساحة الوطنية لإثراء تجربته بآراء الآخرين وأفكارهم التي قال أن التجمع يرحب بها وبكل نقد بناء يخدم مسيرة الإصلاح.
وأكد الرباحي أن الإصلاح سيظل كما عهده أبناء الشعب وفيا لقضايا الوطن والأمة ومنتصرا للمظلومين في كل مكان, وان ما يقدمه نابعا من أفكاره التي انطلق منها عبر تاريخه ملتزما بعقيدة الأمة وثوابته.