افتتحت اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري اليوم أعمال دورتها الاعتيادية العاشرة بحفل خطابي حضره أمناء عموم أحزاب اللقاء المشترك وممثلي منظمات المجتمع المدني. وقال الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري "سلطان حزام العتواني" في كلمة الافتتاح، أن هذه الدورة تعقد في ظل أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية لا تبشر بخير، فهناك توتر في المحافظات الجنوبية وبوادر حرب سابعة لا قدر الله في صعدة واختلالات أمنية في كل مكان وتصاعد رهيب للأسعار ومحاولات سلطة الحزب الحاكم لتجويع وإفقار الشعب من خلال الجرع المستمرة التي تفرضها سواء في رفع الدعم عن المشتقات النفطية أو فرض ضرائب جديدة ورسوم إضافية على خدمات ليست متوفرة في الأصل مثل الكهرباء والمياه والصحة، تضاعف من أعباء ومعاناة الشعب. واتهم العتواني السلطة باستخدام العنف الذي أكد بأنه لا يولد إلا عنف، مشيرا إلى ما تتعرض له المحافظات الجنوبية من حصار وقتل مستمر لنشطاء الحراك السلمي، مؤكدا في السياق ذاته وجود فئات لا يهمها استقرار البلد وتحاول أن تشوه نضال أبناء المحافظات الجنوبية وتدعي أنها تمثل الحراك لكنها بالمقابل تستخدم العنف لكي تدفع السلطة لاستخدام العنف . وفيما طالب الأخوة في المحافظات الجنوبية وقيادة الحراك السلمي أن تتبرأ من كل المحاولات التي تحاول الزج بالحراك في أتون العنف، جدد إدانة التنظيم الناصري لكل محاولات العنف التي تستهدف المواطنين ونشطاء العمل السياسي السلمي، مؤكدا وقوف التنظيم مع وحدة البلاد واستقرارها والحفاظ على مكوناتها الاجتماعية التي تحاول كثير من الأيادي العبث بها وخلق ثقافة الكراهية وتسعى لتشطير النفوس وليس الجغرافيا فقط. وقال العتواني: إننا يجب أن نقف في التنظيم الناصري وأحزاب المشترك وقفة جادة لمواجهة كل المحاولات التي ترمي إلى تشطير الضمائر والوجدان. مجددا تأكيده على حرص التنظيم على وحدة البلاد ومستقبل الأبناء وعلى أن تكون الدولة اليمنية النواة لوحدة عربية كبرى، مشددا على ضرورة بناء هذه الدولة على أسس سلمية تتحقق فيها المساواة والشراكة الوطنية ونصيب عادل للفرد من الثروة. وحول الأوضاع في محافظة صعدة قال العتواني انه ما ان توقفت عملية إطلاق النار في فبراير الماضي نفاجأ بمحاولات الزج بهذه المحافظة والوطن في حرب سابعة جديدة. مشيرا إلى أن الحروب السابقة ولدت صراعات ناتجة عن خلق صراعات مذهبية ومناطقية، يجب التصدي لها. وجدد موقف التنظيم والمشترك المتمثل بأن الحل لقضية صعدة يجب أن يكون حلا وطنيا شاملا ينهي أسباب تلك الحرب ويعيد الأمن والأمان والاطمئنان والتنمية لهذه المحافظة، مؤكدا بأن حرب صعدة وكل المحاولات التي ترمي إلى العبث بأوضاع المحافظة يجب أن تتوقف. وناشد كل الأطراف بالكف عن اللعب بالنار والعودة إلى الحوار والعمل على إيجاد حلول وطنية شاملة لهذه المشكلة كون الوطن ليس بحاجة لمزيد من الدماء والأشلاء وإهدار الطاقات والإمكانيات. وأضاف الأمين العام للتنظيم الناصري إن الوطن بحاجة إلى الاستقرار والمواطن بحاجة للشعور بالأمان وتوفير المستوصف وقطرة الماء النقية والكهرباء وكافة الخدمات الأساسية التي ينعم بها خلق الله في كل بلاد الدنيا. وفيما يخص الأوضاع الأمنية في البلاد قال العتواني إن الأوضاع الحالية تؤكد أن السلطة لا تعيش إلا في ظل وضع غير مستقر وقلق، فهي من تختلق الأزمات وتفجر الأوضاع. ودعا العتواني للتصدي للأوضاع المتوترة بين قبيلتي عبيدة وبلحاف لأنها لم تكن موجودة قبل التشطير وتعمل السلطة اليوم على إدارة الحرب بين القبيلتين متخلية عن مسئولياتها في توفير الأمن. وقال العتواني ان السلطة تدفع بالأفراد إلى أن يتحاربون مع بعضهم البعض بدلا عن توفير الأمن والأمان لهم في الطرقات والشوارع فصار كثير من القتلى يسقطون ضحايا لهذه الصراعات سواء كانت صراعا على نهب الأراضي، أو من أجل بسط نفوذ هذا الفريق أو ذاك. مشيرا إلى أن المواطن صار قلقا على حياته وهو في بيته وعلى السلطة أن توفر مقومات الأمن المتمثلة بالعدالة والمساواة بين كل الأطراف وقيام الدولة بواجباتها. وأكد أن الخروج من الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد لن يتحقق إلا من خلال حوار وطني شامل يشارك فيه كل الإطراف وتطرح فيه كل الآراء والمقترحات التي تسعى لإقامة الدولة التي ينشدها الجميع وهي دولة 22مايو الحلم الذي لم يتحقق حتى اللحظة. وفي الوضع العربي قال العتواني ان هناك مؤامرات ضد الأمة لتفتيتها وتمزيقها وما يجري في الساحة اليمنية ليس بعيدا عن ذلك. من جانبه هنأ رئيس أحزاب اللقاء المشترك بالإنابة أحمد محمد حيدر، التنظيم الناصري بمناسبة انعقاد أعمال لجنته المركزية العاشرة، مؤكدا أن أحزاب المشترك ستستمر في طريق التغيير لان هناك ضرورة للتغيير . وأكد حيدر ان التنظيم الناصري لعب دورا هاما لتوسيع قاعدة المعارضة من خلال اللجنة التحضيرية واللقاء بمعارضة الخارج والحوثيين . وأشار إلى أن الوضع الذي تعيشه اليمن ينذر بالأخطار والانفلات الأمني المأساوي ومحاولات التمزيق والتقطيع ولعبة السلطة الخطيرة لتفتيت هذا الشعب. وحذر من المخاطر المحدقة بالبلاد في الجنوب وصعدة والتي تحتم على المشترك فعل كبير وهام يتمثل بالعمل من اجل التغيير . وعبر عن تضامن المشترك وتضامنه مع التنظيم للهجمة الشرسة التي تشنه ضده السلطة ووسائل إعلامها. من جهتها هنأت الأخت توكل كرمان – رئيس منظمة صحفيات بلا قيود - بإنعقاد الدورة العاشرة للجنة المركزية، متمنية عودة حزب الشهيد إبراهيم الحمدي مناصرا للحقوق والحريات ومدافعا عن حقوق الإنسان ومكافحة الفساد، العمل على مناصرة المجتمع المدني. الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، الأمين العام لنقابة أعضاء التدريس في الجامعة، قال إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سن سنة سياسية حسنة بدعوته أحزاب المشترك ومنظمات المجتمع المدني والباحثين لحضور افتتاحية أعمال لجنته المركزية لأننا نشكو في البيئة اليمنية وخاصة والمنظمة العالمية للشفافية والنزاهة قد صنفت اليمن مع العراق والصومال في ذيل القائمة لانعدام الشفافية والنزاهة وغياب الإرادة السياسية. وتمنى الظاهري على قيادة أحزاب المشترك أن يفتحوا منافذ مقراتهم رغم محدوديته كي نتنفس كباحثين لأننا نشعر بغموض كيف يصنع القرار الحزبي.