وصف اللواء الركن/ علي محسن صالح الأحمر – قائد المنطقة الشمالية الغربية – قائد الفرقة الأولى مدرع رئيس هيئة انصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية ثورة 26 سبتمبر 1962 م ب «بركان غضب شعبي هادر اقتلع عهد السلالية والمناطقية والطائفية إلى غير رجعة» والتي ارتسمت في بداياتها «ملامح تطلعات وأحلام آمال شعبنا في عيش كريم , في وطن يتفيأ ظلال العدل والحرية والمساواة»، حد تعبيره . وفي حوار أجرته معه «الجمهورية»، اعترف اللواء الركن علي محسن صالح ب «وأد الكثير من الآمال والتطلعات التي جسدتها ثورة 26 سبتمبر ، محملا من اسماهم ب «أصحاب النفوس الضيقة التي لم تكن عند مستوى الحلم والانجاز»، مسؤولية ايصال البلد الى هذا المستوى.
وأضاف اللواء محسن ،بصريح العبارة " ما عصفت بالوطن من أحداث مؤسفة تتحمل القيادات التي تسلمت السلطة جزءاً كبيراً من مسئولية هذا التردي , ولن تغفر لنا الاجيال القادمة ولا التاريخ على مألآت ثورتهم التي صنعها الآباء والأجداد كوننا لم نكن أمناء على هذه الثورة ومتطلبات انجازاتها» في ذات الوقت ،عاد ليؤكد على أن " لا يمكن مقارنته بالواقع البائس الذي كنا عليه قبل الثورة , لكن الانجازات لم تكن بمستوى التطلعات والآمال التي فجرت من أجلها الثورة».
وبذات المنطق المغاير في حديثه منذ اعلن تأييده السلمي للثورة الشبابية السلمية عقب مجزرة جمعة الكرامة ،اشار قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع ،الى أنّ فترة حكم الرئيس السابق تميزت بال " العصبوية والتجهيل وهدم القيم والأخلاق والنظام والقانون» ،متهما منظومة النظام السابق الذي يعد «رجله الأول» ،بإيجاد " فلسفة جديدة مغايرة لأهداف الثورتين سبتمبر وأكتوبر وهي فلسفة عبثية أعادت الوطن مرة أخرى إلى عهد ما قبل الثورتين وإلى المربع الأول من حكم الإمامة والاستعمار ،حد تعبيره .
لم يكتف اللواء محسن بإدانة رأس النظام السابق ،فقط ،وكان صريحاً في تحديد موقعه وموقفه من خطط صالح ،ويضيف " لم نستفق مما كان يخطط له الا في اللحظات الأخيرة من أنه كان يسير وفق رؤية لإنتاج الحكم الأسري المناطقي العصبوي بغطاء جمهوري " ،في اشارة منه الى نهج وسلوك صالح في إدارة البلد بمعزل عن اركان نظامه وحزبه الحاكم وقتها .
وفي سياق حديثة الواثق على موقعه المهم في نظام صالح بمرحلة معينة في العقود الماضية ،أشار اللواء محسن : إلى مرحلة معينة من مراحل النظام السابق "لا أنكر أنه كان لي دور اعتز به ,إذ أن مواقف النظام السابق في كثير من الحالات ونتيجة لتخليه عن مسئولياته قد جعلتني بعض الظروف الرجل الأول وليس الثاني ..." ،ولفت بطمأنة اليمنيين الى أن " مرحلة تنافس القوى وتقاسم إرادة وسلطة الوطن وشخصنتها فهذا زمن ولى إلى غير رجعة إن شاء الله» .
وبخصوص القضية الجنوبية التي تعد إحدى القضايا الوطنية الكبرى المؤرقة لحاضر البلد ومستقبل الوحدة الوطنية ،يرجع اللواء محسن اسبابها «للممارسات الخاطئة للنظام السابق الذي لم يكبر بحجم الوطن الموحد والمنجز العظيم ( منجز الوحدة )» ،معترفا ب «الجرح الذي اقترفه النظام السابق في حق الوطن وبالذات في حق المحافظات الجنوبية وابنائها جرح غائر».. طبقا لقوله.
كما اتهم اللواء علي محسن شريكه في الحكم علي صالح ،بتشجيع مشاريع انفصالية في جنوب وشمال البلاد "وللأمانة والتاريخ فإن النظام السابق قد شجع أيضاً محاولات الانفصال في المحافظات الشمالية ( شمال الشمال ) كما حصل في صعده "،معتبرا " الحديث عن الفيدرالية من إقليمين أو ثلاثة أو حتى خمسة حديث سابق لأوانه قبل مؤتمر الحوار الوطني الذي من خلاله سنخرج بالكثير من الرؤى , وأي طرح أو رؤية تحفظ لليمن وحدته في إطار مؤتمر الحوار الوطني نحن معه ونباركه" .
ولأول مره يكشف القائد العسكري الأبرز في البلد عن وجود رؤية تغييرية لديه و عديد من القيادات الوطنية وفي مقدمتهم الرئيس هادي منذ 1994م : «كانت لدينا رؤية للتغيير منذ ما بعد حرب 1994 أنا والعديد من القيادات الوطنية المخلصة وفي مقدمتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي , إذ لم نكن راضين عن ممارسات النظام التي أعقبت تلك الحرب ونزوعه نحو شخصنة الدولة ومقدراتها , لكن الظروف لم تكن مواتية للتغيير».
وبما يخص خطة هيكلة الجيش وتحييده عن أي صراعات سياسية،كبداية لبناء الدولة المدنية ،يعتبر اللواء على محسن صالح "المؤسسة العسكرية مؤسسة وطنية مثلها مثل المؤسسات الوطنية الأخرى مستقبلها مرهون بالصيغة والصبغة الجديدة التي سيكون عليها اليمن الجديد , يمن ما بعد علي عبد الله صالح ونظامه ."،منوها الى أن : خطة هيكلة الجيش ستتضمن إخلاء العاصمة وضواحيها وبقية المدن الرئيسة من قوات الجيش وهذه رؤية تقدمنا بها كمقترح من بداية الثورة , والأخ الرئيس من أوائل من طرح هذا المقترح وهو مصمم على تنفيذه , وهذا ما نتمنى تحقيقه.
وفي سياق تأكيده على ادانة جريمة اقتحام السفارة الأمريكية ،اتهم اللواء محسن «الرئيس السابق وأعوانه وشركائهم من المدعين بالحق الإلهي لاستعباد الشعوب أنهم هم الفاعلون» بإقتحام السفارة ،مشيرا بالتأكيد بقوله «لقد تم توثيق عناصر الاعتداء على السفارة توثيقاً كاملاً من قبل السفارة الأمريكية ووسائل الإعلام المختلفة» ،كما نعت صناع الجريمة بالغباء : من غباء صناع هذه الجريمة أنهم لم يستطيعوا أن يواروا سوءتهم.
وفي معرض حديثه عن "المحاولات العبثية " للرئيس السابق التي تستهدف العملية الإنتقالية ،وصف اللواء علي محسن محاولات صالح تلك ب " زوبعة في فنجان »، وقلل من شأنها بمقارنته " لم يستطع أن يحقق مراميه من خلالها عند امتلاكه للسلطة في النزع الأخير من أيامه , فما بالك ممارساته اليوم كمتمرد على الشرعية ومناهضاً لدولة النظام والقانون فمآله إلى الفشل" ،لكنه استدرك بالتأكيد على أن « التصرفات العبثية » للرئيس السابق ستقوده الى «إلغاء الحصانة التي مُنحت له والشعب يتجرع مرارة الغصة».
وأوضح أن نظام علي عبدالله صالح كان يسير وفق رؤية لإنتاج الحكم الأسري المناطقي العصبوي بغطاء جمهوري حتى أن البعض ذهب إلى القول إن أعظم كارثتين منيت بها اليمن كانت الأولى هدم سد مأرب والثانية فترة حكم علي عبد الله صالح.
وأضاف: واليوم وبعد أن حدد الشعب خياره لإذكاء جذوة الثورة من جديد من خلال الثورة الشبابية الشعبية السلمية تحدونا الكثير من الآمال لتصحيح المسار, والتعويض عما فات, وتحقيق تطلعات أبناء شعبنا في وطن تسوده روح المحبة والعدل والمساواة والحرية, من خلال دولة مدنية ديمقراطية الفيصل فيها النظام والقانون, منوهاً إلى أن النظام السابق الذي كان يحاول إعادة إنتاج نظام ما قبل 26 سبتمبر من خلال التوريث والتسلط والقهر والتجهيل وتشدقه بالديمقراطية الكاذبة والحكم المحلي وسعى من خلال الإرتماء في أحضان الآخرين والاستعانة بأعداء الوطن والثورة والوحدة للبقاء في الحكم .
وأكد أن الرئيس السابق علي صالح يمارس العديد من المحاولات التي تستهدف إفشال المرحلة الانتقالية وأنها ذلك بادية للعيان ولا يخفى على أحد الكثير من هذه التصرفات العبثية التي يقوم بها، معتبراً تلك الممارسات العبثية خارجة على الشرعية والنظام والقانون, مضيفاً: ولكنها بتصوري كزوبعة في فنجان لم يستطع أن يحقق مراميه من خلالها عند امتلاكه للسلطة في النزع الأخير من أيامه فما بالك ممارساته اليوم كمتمرد على الشرعية ومناهضاً لدولة النظام والقانون فمآله إلى الفشل, وتصرفاته هذه ستقوده لا محالة إلى إلغاء الحصانة التي مُنحت له.
وحول رأيه في هيكلة الجيش وما إذا كانت هناك عراقيل تواجه الهيكلة أفاد اللواء " أنه لم يعد يجدي الحديث عن أي تحديات تعترض بناء مؤسسة عسكرية وطنية واحدة في ظل الخطوات التي بدأها الأخ الرئيس / عبد ربه منصور هادي واللجنة العسكرية في موضوع هيكلة الجيش.
وأشار إلى أن ما ارتكب في حق هذه المؤسسة الوطنية من جرم مشهود من قبل النظام السابق، فإن نزعة العزيمة والإرادة الصادقة التي لمسناها لدى الأخ الرئيس كفيلة بمعالجة هذا الجرم, ابتداءً من خضوع هذه المؤسسة لإرادة واحدة ممثلة بالأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، ومن بعده وزارة الدفاع على أن يكون الجيش اليمني درعاً للوطن يذود عن حياضه ويدافع عن سيادته لا جيشاً تابعاً لشخص أو أفراد.