على مدى أسبوع كامل تواصل العمل في المخيم الطبي لجراحة العيون، بمدينة المخا الذي نظمته جمعية النبراس الصحية بدعم من قوافل الإغاثة الإنسانية بدولة الكويت وبإشراف مؤسسة تمكين التنموية. وقدم المخيم خدماته الإنسانية المتمثلة بالخدمات الطبية والعلاجية المجانية لأبناء مديرية المخا، والمناطق المجاورة لها، حيث تحولت ساحة مستشفى المخا إلى مسرح عملياتي حي للمخيم الطبي المتميز، والذي لم تقتصر مهامه على الكشف الطبي واجراء العمليات الجراحية لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات فحسب، بل شملت ايضاً القيام بتوفير العلاجات المجانية للمرضى إلى جانب قيام إدارة مستشفى المخا بتجهيز كافة أقسامه لاستقبال المرضى من القرى والمناطق النائية والبعيدة الذين توافدوا إلى المخيم .. (الجمهورية) تابعت تفاصيل عمل المخيم الطبي الاستثنائي بمدينة المخا، والذي استفاد منه اكثر من (2600) حالة مرضية من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية.
تدشين المخيم الطبي منذ ساعات الصباح الاولى لأول أيام المخيم كان الإقبال على المخيم ملفتاً، حيث بلغ عدد الوافدين إليه (187) حالة، فيما شهدت الايام التالية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحالات الوافدة من مختلف المناطق الذين عبروا عن تقديرهم الكبير لهذه المبادرة الطبية واللفتة الكريمة لقوافل الاغاثة الانسانية بدولة الكويت الشقيقة، ممثلةً بالمدير التنفيذي لمؤسسة تمكين الاستاذة معالي سعود العسعوسي، التي حضرت شخصياً للإشراف على تجهيز المخيم وتدشينه، والتي تحدثت ل (الجمهورية) قائلة: إن إقامة المخيم الطبي في المخا لأول مرة جاء تلبية واستجابة لنداء الواجب الانساني لدعم إخواننا في اليمن الشقيق، وترجمة لمبدأ الأخوة بين الشعب الكويتي والشعب اليمني والوقوف معهم لتقديم العون والدعم الانساني، خصوصاً في هذا الظرف الاستثنائي امتثالاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى). مضيفةً: الحمدلله وبفضل من رب العالمين حددنا هذا العام أننا بإذن الله سنقدم الخدمة الطبية والعلاجية لمرض العيونى ل (4000) حالة لجراحة العيون، وقد استطعنا تجاوز ذلك لنصل إلى (7000) حالة، وقالت: ها نحن اليوم في مدينة المخا بمحافظة تعز والتي نزورها لأول مرة، وبفضل تعاون الجميع سيتم إجراء أكثر من (250) عملية لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات للمرضى من مختلف الشرائح الاجتماعية، ويمكن القول: إن مهام وأنشطة المخيم الطبي في هذه المنطقة لم تقتصر على تقديم الخدمات الطبية والعلاجية والجراحية والدوائية لإخواننا المرضى فحسب، بل سنعمل على نقل الحالات المرضية الصعبة والحرجة التي تستدعي حالاتها التدخل الجراحي إلى المراكز المتخصصة لتخفيف الأعباء على المواطنين.
تجهيز مستشفى المخا الدكتور عبدالله مهدي مدير مستشفى المخا يقول: تم تهيئة المستشفى لاستقبال الفريق الطبي للمخيم بكامل استعداداته وتجهيزاته الطبية والفنية، وذلك لاستقبال الأعداد الكبيرة من المواطنين من أبناء مدينة المخا الذين توافدوا منذ الصباح الباكر الى المستشفى لموقعه القريب والمتوسط لبقية مديريات الساحل بتعز، وماهي الا دقائق معدودات على بدء عمل ونشاط المخيم حتى كانت جميع العيادات الطبية والجراحية تضج بالحركة والحماس من قبل الاطباء الذين غمرتهم السعادة وهم يؤدون واجبهم الانساني، الامر الذي اثلج صدور الحالات المرضية الوافدة إليهم وكان له أثره النفسي والمعنوي الجيد في نفوس كافة ابناء مديريات الساحل بتعز، والذين استقبلوا البعثة الطبية للمخيم بترحيب كبير وارتياح عظيم ووسط هذه المشاعر الأخوية الطبية للاشقاء بدولة الكويت الشقيق.
خدمات طبية متكاملة من جانبه قال الدكتور عبدالحق الاشول المشرف العام على المخيم الطبي: إن الفريق الطبي التابع للمخيم يضم اكثر من 21 كادراً طبيباً وفنياً و5 جراحين بينهم استشاريون من ذوي المؤهلات العلمية العالية والخبرات المهنية المقتدرة، بالاضافة الى توفير جميع الاجهزة والمعدات الطبية والجراحية والتشخيصية اللازمة، والتي تقدم خدماتها بكل كفاءة واقتدار، ناهيك عن تأمين كافة المستلزمات والمتطلبات الاساسية من الادوية والعلاجات التي تحتاج اليها مختلف الحالات المرضية وتتطلبها العمليات الجراحية، حيث تم إجراء اكثر من 250 عملية جراحية كللت جميعها بالنجاح لمرضى العيون، علماً بأن الجمعية تقوم بعد اجراء العملية بمتابعة المرض والاطمئنان على سلامتهم بإلاضافة الى تقديم العلاجات الطبية لهم وبما يكفي لمدة شهرين.
رأي المرضى في المخيم كما التقينا عدداً من المرضى الذين استفادوا من الخدمات الطبية للمخيم، والذين عبروا عن سعادتهم بإقامة المخيم، موجهين الشكر والتقدير للجهات المنظمة وكل من تعاون وأسهم في إقامة المخيم، موكدين أنهم تلقوا رعاية طبية متميزة، وأن إقامة مثل هذه المخيمات الطبية المجانية تسهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة المرضى، خصوصاً الحالات الفقيرة غير القادرة على تحمل نفقات العمليات الجراحية في المراكز المتخصصة او في المستشفيات الاهلية، وكذا تكليف العلاجات ونفقات السفر الى مدينة تعز أو المدن الاخرى.