قال السفير اليمني السابق لدى سوريا الدكتور عبدالوهاب طواف إن "الثورات العربية عموماً كانت ثورات كرامة تتقد في كل مكان". وأضاف طواف في محاضرة له بمنتدى الدكتور غالب القرشي اليوم الأحد "كانت مشاعر الشعوب مكبوتة ولم ينقصهم سوى الفتيل المفجر لتلك الثورات". لافتا إلى أن الشرارة الأولى للثورة السورية كانت من سوق الحريقة عندما قامت الشرطة السورية بإيقاف سيارة أحد أبناء التجار وإهانته بألفاظ نابية، وتجمع السوريون بحوالي أربعة آلاف مواطن مما أدى إلى تشجيع الشعب وثقته بنفسه بأنه قادر على فعل شيء، ومن ثم تفجرت الثورة في درعا". وتابع السفير طواف قائلا: وخرج السوريون في ثورة رغم علمهم بأنهم سيقصفون بالطائرات والصواريخ وليس مواجهة الكلاشنكوف كبعض الشعوب العربية، ومع ذلك خرج الأطفال في درعا وبدؤوا بكتابة الشعارات على الجدران (الشعب يريد إسقاط النظام)، فاعتقلهم النظام وعذبهم وأذلهم وكان منهم الشهيد الطفل الشهير في الثورة حمزة الخطيب، ورغم أن درعا كانت مع بشار حد الانبطاح أكثر من أي محافظة أخرى إلا أنها صارت منطلق الثورة". وقال طواف: "الشعب السوري كان يحكمه ثلاثة أشخاص عسكريا وسياسيا واقتصاديا، فسياسياً بشار الأسد، وعسكريا ماهر الأسد، واقتصادياً رامي مخلوف، والطغاة لا دين لهم ولا طائفة ولا مذهب . كنهما نظام بشار بارتكاب جرائم لا تقل عن تلك التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين". كما تحدث السفير طواف عن الوضع الإيراني في سوريا فقال: "سوريا أو النظام السوري بالنسبة لإيران مسألة حياة أو موت، وكل ما يجري بينهما مصالح جمعت سوريا وإيران وحزب الله، لافتا إلى أن سوريا تمثل بوابة إيران إلى المنطقة وإذا انتهت سوريا انتهت إيران وحزب الله، ومجموع ما أنفقته إيران على سوريا من بداية الثورة حتى اللحظة حوالي عشرة مليار دولار". واعترف طواف بوجود تعاون بين إيران وسوريا والحوثيين في تجنيد شباب اليمن في إيران، وقال: "الشيء الجديد اليوم أن إيران تستبدل سوريا باليمن متمثلاً في الحوثيين والحراكيين الإنفصاليين جنوب اليمن". وكانت هناك مداخلة من رئيس الجالية السورية في اليمن أبو رشدي، الذي تحدث عن مجازر نظام بشار الأسد وقال إن كل ما يجري في سوريا اليوم هو ضريبة ثمن سكوت الشعب السوري عن هذا النظام من أربعين إلى خمسين سنة "ولذلك كانت الفاتورة عظيمة". وقال أبو رشدي: "كانت شرارة الثورة في حماة عام 1980 حينما قام نظام الأسد بارتكاب مذبحة حماة وقتل أكثر من أربعين ألف مواطن وتدمير المدينة، ولكن الثورة تفجرت الآن.. اتخذ نظام الأسد العروبة مركباً للعبور ضد إخوانه العرب وشعبه، وأي قومية هذه التي يقف فيها مع إيران منذ اللحظة الأولى ضد إخوانه العرب في العراق". مضيفاً: "هناك لجنة ثلاثية تقود معركة سوريا هي روسياوإيران وحزب الله، وبشار الأسد ما هو إلا محافظ فقط لمحافظة سوريا". وتحدث عن الجيش الحر والمشردين وسلاح الجو الذي يقصف الأرض دون وجود سيطرة على الأرض، قائلاً: "حوالي سبعين في المائة من الأرض السورية محررة، والجيش الحر لافتة كبيرة ينضوي تحتها كل المقاتلين ضد نظام الأسد ولا يوجد تنسيق بين كتائبه ومقاتليه إلا قليلا، ويقاتل الجميع بالكلاشنكوف وفي أحسن الأحوال بالأر بي جي، ويتناوب السبعة على البندقية فضلاً عن قلة الذخيرة.. ما يضر المدن والمقاتلين هو قصف سلاح الجو مع أن جيش النظام لا يستطيع الدخول إلى المدن فاستعاض عنها بالقصف الجوي الذي يدمر كل شيء". كما تحدث رئيس الجالية عن أن هناك مؤامرة على سوريا قائلاً: "صمت المجتمع الدولي أعطى الفرصة تلو الفرصة لهذا النظام بتدمير سوريا وذبح الشعب السوري وللبقاء لكنه في ليبيا تدخل سريعاً، يريدون تدمير سوريا بشراً وحجراً وإمكانات لأنهم متخوفون ممن سيأتي ويدرسون البديل لأنهم متخوفون من البديل الإسلامي، يريدون أن تستمر الثورة ولا يريدون الحسم، وهناك العديد من اللاعبين على الأرض السورية والجميع لهم أساليبهم للعب في سوريا". كما تحدث المصور الإعلامي سمير النمري كشاهد عيان عن الوضع في سوريا كونه كان مصوراً للجزيرة هناك في حلب في شهر رمضان الماضي، وقال: "التغطية الإعلامية للثورة السورية مجحفة، وما يصل لوسائل الإعلام نسبة 3% مما يجري على الأرض السورية، فالوضع الإنساني صعب للغاية في حلب أكثر من أي مدينة أخرى، البعض كان يتصور أنه لا يوجد ثورة في حلب وعصابات الشبيحة أرهبت الناس هناك وأمسك الجيش الحر بأكبر عصابة شبيحة هناك هي عصابة (آل بري) وبدأ اقتحام المدينة من قبل الجيش النظامي لكنهم يدمرونها بسلاح الجو من طائرات وصواريخ وكلما حاولوا الدخول بدبابة فجرها الثوار فالسيطرة على الأرض للثوار". مضيفاً: "مر أسبوعان لي هناك كنت أشاهد الموت في كل لحظة وكأنها ألف سنة، كنا نجلس في عمارة لخمس دقائق وإذا غادرناها سويت بالأرض وكذلك المباني من جوارنا كانت تسوى بالأرض بالصواريخ والطائرات، وكانت القذائف تنهمر علينا كالمطر، واستطاعت روسيا أن تشوش على اتصالات الجزيرة رغم أننا كنا نعمل بالثريا". كما كانت هناك العديد من المداخلات لشخصيات سورية ويمنية، وحضر المنتدى وزير النفط المستقيل في الثورة (الوزير) واللواء نصر الجرباني وعدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية والمهتمين.