مُنيت اليمن بخسائر كبيرة جداً في العام 2012 جراء الاعتداءات المتكررة على أنابيب النفط والغاز وخطوط نقل الكهرباء,التي تمارسها عصابات التخريب والفوضى بدوافع سياسية. وبات من الصعب على أي صحفي يحاول كتابة تقرير عن ظاهرة الاعتداءات أن يواكب حوادثها المتكررة والتي تصل في بعض الأحيان إلى حد تفجير أنبوب النفط بعد دقائق من إصلاحه والانقلاب على الاتفاق بشكل مفاجئ. وفي الأسابيع الأخيرة تزايدت وتيرة الاعتداءات بمعدل قياسي ضاربة القطاعات الحيوية للبلاد في أكثر من مكان,وأرجع مراقبون تزايدها بهذا الشكل كردة فعل على القرارات التي أصدرها الرئيس بشأن هيكلة الجيش والتي أطاحت بنجل صالح من القوات الخاصة وابن شقيقه من الأمن المركزي. وقدّرت وزارة المالية الخسائر التي تكبدتها البلاد جراء أعمال التخريب التي طالت أنابيب النفط والغاز بحوالي 500 مليون دولار,أدت في بعض المرات إلى توقف الانتاج في أكثر شهور العام. وتعرضت انابيب النفط والغاز الى عمليات تفجير من قبل مسلحين قبليين ومن قبل عناصر من تنظيم القاعدة وتوقف على اثرها عملية ضخ النفط والغاز الى موانئ التصدير في راس عيسى , وفي ميناء بلحاف . من جانبه,قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر، ان إجمالي الخسائر الناجمة عن الاعتداءات التي تعرضت لها شبكة الألياف الضوئية خلال عام 2012 بلغت 2.5 مليار يمني . وأوضح الوزير ان الشبكة تعرضت خلال هذه الفترة الى 159 اعتداء ، مشيرا الى أن كثرة الاعتداءات على شبكة الألياف ستجعلها غير قادرة على نقل حركة الاتصالات والانترنت . واضاف" قد تؤدي هذه الاشكالية إلى انهيار الشبكة مما يتطلب إنشاء شبكة ألياف جديدة، علما بأن الشبكة الحالية استغرق إنشاؤها 21 عاما وكلفت مئات المليارات". وأرجع ضعف الخدمة من حيث الانقطاع أو بطء الحركة الى زيادة حالات الاعتداء على خطوط الاتصالات، التي شملت معظم مناطق البلاد. الكهرباء ..استهداف مستمر اكثر من 40 مليار ريال خسائر اعمال التخريب لمحطات وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وتتكبد اليمن خسائر كبيرة جراء اعمال التخريب لخطوط النقل الرئيسية وهو الامر الذي يثير مخاوف من توقف محطات التوليد بشكل نهائي نتيجة اعمال التخريب المستمرة التي تطال خطوط نقل الطاقة خاصة من محطة مأرب الغازية اكبر محطة توليد في البلاد. وتؤكد الحكومة اليمنية على معاناتها جراء العجز الكبير في الطاقة والخسائر التي تتكبدها وتخوفاتها من الانهيار الكلي للمنظومة الكهربائية في البلاد. وأكدت الحكومة بان خسائر كبيرة تتكبدها اليمن جراء اعمال التخريب والاعتداءات المتكررة على محطات وخطوط النقل , مشيرا بان الخسائر تقدر بمليارات الريالات ما بين تكاليف اصلاح وقطع غيار وفاقد طاقة , بالإضافة الى الخسائر المعنوية للمؤسسة والمواطن . وقالت احصائية رسمية حديثة بان خطوط النقل الكهربائية تعرضت لاكثر من 50 إعتداء تخريبي منذ بداية العام 2012 مشيرة بان الخسائر تقدر باكثر من 40 مليار ريال (( الدولار 215 )). وكان مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة كشف في 8 ديسمبر الماضي, عن مخطط وصفه بالخطير لتفجير المحطة الغازية لتوليد الكهرباء بمحافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء. وذكر المصدر أن المخطط استهدف تفجير المحطة عبر شحنات ناسفة شديدة التفجير وهو ما قد يلحق بالتوربينات أضرارا بالغة ان لم يؤد الى إتلافها بشكل كامل. وأوضح أن معلومات بهذا الشأن تلقتها غرفة العمليات المشتركة المشكلة من وزارات الدفاع والداخلية والكهرباء وعلى إثرها تم إصدار تعميم إلى كافة الأجهزة الأمنية لتعزيز الإجراءات الأمنية الإحترازية لحماية المحطة والاستعداد واليقظة الدائمة لمواجهة هذا المخطط الاجرامي غير المسبوق في تاريخ اليمن. ولفت إلى أن توجه العناصر التخريبية لتفجير محطة مأرب ، والتي تعد اول محطة في اليمن تعمل بالغاز. يشار إلى أن محطة مأرب الغازية التي أنشئت في العام 2006 تنتج341 ميجاوات في الساعة، وقد تعرضت خطوط نقل مأرب -صنعاء لعشرات الاعتداءات منذ اندلاع الثورة الشبابية السلمية مطلع العام الماضي للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح من قبل مسلحين قبليين .