أكد شاكر الهتاري عضو مؤتمر الحوار الوطني عضو فريق أسس بناء الجيش والأمن على أن الشعب اليمني يعوّل كثيراُ على مؤتمر الحوار الوطني ويتطلع إلى مخرجاته ولن يسمح لأحد بالوقوف أمام تنفيذ ما سيجمع عليه المتحاورون في المؤتمر، منوهاً إلى أن الشعب اليمني قد ضاق ذرعاً من الأزمات والمشاكل وغياب الاستقرار، كما دعا كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد من أجل إنجاح الحوار.. حاوره / مصلح الأحمدي
بداية هل يمكن القول أن قرارات الرئيس بخصوص هيكلة الجيش قد أسدلت الستار على الحكم العائلي؟ بكل تأكيد مثّلت قرارات هيكلة الجيش النهاية الحقيقية للحكم العائلي وأسدلت الستار على الحكم الأسري الذي عانى منه شعبنا اليمني لأكثر من ثلاثة عقود غيبت فيها اليمن وحيل بينها وبين النهوض وطالت يد العبث كل مقدراتها وإمكانياتها. صف لنا أجواء التحاور داخل قاعة المؤتمر ومدلولات ذلك. أجواء الحوار جيدة وبناءة فالحوار هو قيمة حضارية ويعكس النضج السياسي والاجتماعي للمتحاورين وهو الطريقة أو الآلية المثلى لحل المشاكل والقضايا لأي مجتمع أو دولة، ولقد شاهدتم كما شاهد الشعب اليمني عموماً الجلسات العامة وما دار فيها من تحاور وأطروحات ورؤى متعددة ومتنوعة عبّرت عن الشعور بالمسئولية لدى المتحاورين حيث كانت كل المشاركات والمداخلات هي لسان حال المواطنين والتعبير الصادق عن همومهم وتطلعاتهم، وقد تُوّجت هذه الجلسات بالبيان الختامي الذي جسّد هذا الشعور وتلك المسئولية والذي لاقى ارتياحاً لدى الأوساط الشعبية المختلفة، بعد ذلك انتقلنا إلى الجلسات المغلقة كفرق عمل حيث عكفت كل لجنة أو فريق على إعداد الخطة الخاصة بالقضية التي أنيطت به ومن ثم الشروع في تنفيذ هذه الخطة في أجواء مفعمة بالتفاهم والجدية والشعور بالمسئولية. ما مدى تفاؤلكم بنجاح مؤتمر الحوار الوطني؟ في الحقيقة نحن متفائلون بنجاح الحوار الوطني وتفاؤلنا هذا نابع من شعور اليمنيين بالحاجة للخروج من هذه الأوضاع التي ضاقوا بها ذرعاً ويقينهم بأن الحوار هو الوسيلة المثلى للخروج من أتون الصراعات التي عاشتها اليمن منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبالتالي فإن الشعب اليمني سيعمل باتجاه إنجاح الحوار كمخرج آمن لجميع المكونات السياسية والتنظيمية هذا بالإضافة إلى الإجماع الدولي على أن نجاح مؤتمر الحوار ضرورة ملحة وخيار وحيد لضمان وحدة اليمن وأمنه واستقراره. في أي فريق من فرق العمل تعملون وما الذي أنجزتموه حتى الآن؟ نحن ضمن فريق أسس بناء الجيش والأمن، وأول ما أنجزناه في الفريق هو إعداد الخطة العامة للفريق والتي تهدف إلى بناء المؤسستين العسكرية والأمنية وطنياً ومهنياً والعمل على تحييدهما عن العمل السياسي والحزبي بحيث يكون الولاء للوطن والعمل من أجل الشعب، وحينها سيكون الجيش والأمن محل احترام وتقدير كل اليمنيين، كما هو حال الجيوش والأجهزة الأمنية في الدول الديمقراطية، وبعد الانتهاء من إعداد الخطة تم تقسيم الفريق إلى أربع مجموعات: مجموعة أسس بناء الجيش ومجموعة أسس بناء الأمن ومجموعة أسس بناء جهاز المخابرات الأمن القومي والأمن السياسي ومجموعة المبعدين والمتقاعدين قسرياً ولأسباب سياسية في المحافظات الجنوبية وبقية المحافظات وكل مجموعة أعدت خطة خاصة بها، وسنبدأ بالتنفيذ والنزول إلى الجهات ذات العلاقة في الأسابيع القادمة إن شاء الله. ما هو تقييمكم عموماً لما تم إنجازه حتى الآن في مؤتمر الحوار الوطني؟ الملاحظ بشكل واضح أن أعضاء المؤتمر جادّون في القيام بالمهام والواجبات التي عليهم والعمل يسير وفق الخطط التي أعدت لإنجاز هذه المهام حيث تعكف فرق العمل كل على حده على تنفيذ خططها وقد قامت بعض الفرق بزيارات ميدانية إلى بعض الجهات التي لها صلة بهذه الفرق، كما استقبلت معظم الفرق رؤى الأحزاب والتنظيمات السياسية المتعلقة ببعض القضايا موضوع النقاش بالإضافة إلى العديد من المشاركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني التي ترسل تباعاً إلى المؤتمر. لماذا حُرم شباب الثورة في ريمة من التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني؟ ليست محافظة ريمة وحدها محرومة من تمثيل الشباب في مؤتمر الحوار الوطني فهناك أكثر من محافظة حُرم الشباب من تمثيلها في المؤتمر وهذا تحايل على الشباب على الرغم من التأكيد على إنصاف الشباب وعدم المساس بالنسبة التي خُصصت لهم والتأكيد كذلك على أن يكون ممثلو الشباب من الساحات الثورية ومستقلون وهو ما لم يتم بشكل دقيق حيث يوجد في المؤتمر شباب ليسوا ثواراً ولا مستقلين. قد يتوصل المؤتمرون إلى حلول ناجعة ومثالية لكل قضايا الوطن.. لكن يبقى التخوف من عملية التنفيذ بحيث تُستدعى سيناريوهات ما قبل المؤتمر أو قريباً منها فتحول دون التنفيذ أو على الأقل تطيل من عمر حالة اللااستقرار ما هي توقعاتكم؟ عندما يتوصل المؤتمِرون إلى حلول للقضايا المطروحة على طاولة الحوار ويتفق عليها الجميع فلا خوف حينئذ من امكانية التنفيذ، فالشعب اليمني ينتظر بفارغ الصبر إلى ما سيسفر عنه مؤتمر الحوار الوطني كطوق نجاة ومخرج آمن للشعب والوطن وكما أسلفنا فالشعور يتنامى يوماً بعد يوم لدى كل اليمنيين بالحاجة إلى وضع حدٍ للصراعات والتدهور والانتقال إلى دولة النظام والقانون والعدل والمساواة، ولهذا فإن الشعب اليمني لم ولن يسمح لأي حزبٍ أو جهة أو فئة أن تحول دون تنفيذ وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، فمؤتمر الحوار وما يترتّب عليه هو أصلاً تطبيق للمبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن الدولي وهؤلاء يتابعون ويراقبون فعاليات مؤتمر الحوار وما سيتوصل إليه المؤتمرون وأي تراجع أو تهرب من أي مكون فهو مخالف للإجماع الوطني والإقليمي والدولي. لماذا انزعج البعض من تطابق رؤيتي الإصلاح والاشتراكي فيما يتعلق بهوية الدولة؟ بداية نشيد بموقف الحزب الاشتراكي وغيره من الأحزاب التي جاء موقفها فيما يتعلق بهوية الدولة تجسيداً لهوية الشعب وعقيدته وحرصاً منهم كذلك على إغلاق أي باب للاختلاف والأخذ والرد وتضييع الوقت والجهد على حساب القضايا الشائكة التي تنتظر الكثير من الجهد والدراسة وصولاً إلى حلول نهائية، وأما ما عبّر به البعض عن عدم ارتياحهم لما تم بهذا الخصوص فأمرٌ يؤسف له ويدعو للاستغراب في نفس الوقت، ويثير تساؤلا ما إذا كان هؤلاء ينتظرون أن يحتدم الخلاف بين بعض الأحزاب بخصوص هوية الدولة ويكون ذلك طريقهم لفشل مؤتمر الحوار؟ أعتقد أن هؤلاء لا يتعاطون مع القضايا بمسئولية ولا زالت المصلحة العليا للوطن لديهم مغيبة. تعيش محافظة ريمة وضعاً استثنائياً على خلفية تصاعد المطالبة بإقالة المحافظ وعدم الاستجابة لهذه المطالب، ما هو موقف المشترك من كل ذلك؟ موقف المشترك عبّر عنه في البيان الذي أصدره مؤخراً والذي دعا فيه رئيس الجمهورية إلى إنجاز وعده بالتغيير ومراعاة خصوصية ريمة كمحافظة ناشئة بحاجة إلى إطلاق عجلة التنمية الشاملة للتخفيف من معاناة أبنائها. كلمة أخيرة تودون قولها. ندعو جميع الأحزاب والتنظيمات إلى بذل المزيد من الجهود لإنجاح مؤتمر الحوار وتقديم مصلحة الوطن على ما سواها من المصالح الضيقة.. كما ندعو أبناء ريمة إلى العمل بروح الفريق الواحد من أجل تنمية المحافظة.