ما يجري في مصر هو انتهاك حقوق الإنسان وحقوق الشعب بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. قالوا : أخونة الدولة ! وتبيّن بانقلاب العسكر الأخير أن الجيش والشرطة والإعلام والقضاء لا يملك مرسي منها شيئا ! فما لكم كيف تحكمون !
قالوا : الإخوان هم الذين قتلوا المتظاهرين في موقعة الجمل ، وقتلوا الشرطة ... ! والغريب أن أكثر الشهداء هم إخوان ، فكيف قتلوا انفسهم ؟
قالوا : هو فشل فشلاً ذريعاً ، والحق أن هناك أخطاء طفيفة وقعت لكن المؤامرة كانت أكبر منهم والمعارضة أجبرتهم على الانعزال والتحالف مع الإسلاميين فقط ، وهناك الدعم الخليجي والإماراتي اللامتناهي الأكبر منهم وإمكانياتهم !
هكذا بكل بساطة : انقلاب بتأييد ديني أزهري ، ومسيحي ، وتأيّيد برادعي تمرّدي ليوحي أنه إجماع وطني !
ليس الساقط الإخوان ... فالإخوان بحمد الله تعالى لا يسقطون ، وقد توالت الحكومات عليهم قتلاً وتشريداً وإعداماً، ويخرجون بعد كل محنة أكثر صلابة وقوة واستفادة من الدروس والأخطاء ، وكما أفصح سيد حينها بقوله ( وحينما سلط الطغاة الأقزام الحديد والنار على الإخوان كان الوقت قد فات، وكان البناء الذي أسسه حسن البنا قد استطال على الهدم، وتعمق على الاجتثاث، كان قد استحال فكرة، لا يهدمها الحديد والنار...، واستعلت عبقرية البناء على الطغاة الأقزام، فذهب الطغيان وبقي الإخوان )...وماذا عسى أن يخسر الداعية المسلم وهو من جهاد إلى جهاد ودعوة ومصابرة ورباط حتى يلقى الله ثابتاً على عهوده، مؤمناً بموعوده . أما إنهم ليسوا الساقطون .
لكن الساقط هو الديمقراطية الملعونة التي يريدونها تفصيلا على مقاساتهم ، حتى إذا رفعت الإسلام عالياً كفروا بها كفراً أكبر .
والساقط كذلك الحرية التي نادت بها جموع الشعب المصري في 25 يناير، تقتل اليوم بحكم العسكر و(حاضر يا فندم )..
والساقط هم أؤلاء الذين ضخوا المليارات لإسقاط مرسي المنتخب ديمقراطياً ، كما ضخوا البترول بالمجان مكافأة لحكم العسكر !
والساقط هو هذا الشعب لو رضي بحكم العبودية أن ترجع وان يحيي نظام مبارك بعد موات ويدفن ثورة يناير إلى غير رجعة.
تحية للإخوان أساتذة السلمية والديمقراطية والتغيير وأساتذة الجهاد كذلك لو جدّ الجدّ .