جدد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس تمسكه بالشرعية الدستورية معتبرا المجلس الوطني التأسيسي ورئيس الحكومة علي العريض خطا أحمر. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام عشرات الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في ساحة القصبة بالعاصمة في وقت تحتدم فيه الأزمة السياسية مع المعارضة المطالبة بحل الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي (البرلمان). ودعا الغنوشي المعارضة إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع إذا رغبت في تغيير الحكومة، مشددا على أن "التأسيسي خط أحمر وتغيير رئيس الحكومة خط أحمر أيضا". كما قال "أولئك الذين ظنوا أنه بإمكانهم استيراد الانقلاب المصري مخطئون"، في إشارة إلى عزل الجيش المصري للرئيس المنتخب محمد مرسي. وأضاف زعيم حزب حركة النهضة أن "المصريين إن لم يصبروا على مرسي -فرج الله كربه- أربع سنوات حتى تأتي الانتخابات, فإن التونسيين المعارضين للسلطة وللنهضة وللترويكا ليسوا محتاجين للانتظار أربع سنوات، بل عليهم أن ينتظروا أربعة أشهر فقط، وإذا أرادوا أن ننظم استفتاء غدا فلننظم استفتاء غدا". وقبل ساعات من المظاهرة -التي لبى نداء الالتحاق بها نحو 200 ألف شخص حسب حزب حركة النهضة- جدد رئيس الحكومة علي العريض رفضه الدعوات التي تطالب باستقالته وبحل المجلس التأسيسي، مؤكدا في مؤتمر صحفي استعداده لتوسيع الحكومة وإجراء انتخابات في 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل. مكافحة الإرهاب وقال العريض إن الحكومة الحالية لديها خطة متكاملة لمكافحة الإرهاب، مشددا على أن مكافحته لا يمكن أن تكون مسؤولية جهة بعينها وإنما هي دور جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بما فيها الإعلام والمؤسسات الدينية وأفراد المجتمع. كما أكد أن الحكومة لن تتساهل في تطبيق القوانين وتشديدها لبلوغ الأهداف على حد تعبيره. ومنذ اغتيال محمد البراهمي (58 عاما) النائب المعارض الذي قتل بالرصاص في 25 يوليو/تموز الماضي أمام منزله في العاصمة تونس, تطالب المعارضة بحل الحكومة والمجلس التأسيسي المنبثق من انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 وتشكيل "حكومة إنقاذ وطني"، لكن حركة النهضة رفضت هذه المطالب واقترحت في المقابل "توسيع" الحكومة وتشكيل حكومة "وحدة وطنية". وتأججت الأزمة السياسية في تونس إثر مقتل ثمانية جنود بعضهم ذبحا الاثنين الماضي في كمين نصبه لهم مسلحون مجهولون في جبل الشعانبي بولاية القصرين بغرب البلاد على الحدود مع الجزائر، إضافة لتواتر حوادث تفجير عبوات ناسفة وإحباط مخطط اغتيال ثالث لشخصية سياسية واشتباكات مع مسلحين منتمين للتيار السلفي "المتشدد" حسب السلطات.