أغلق مسلمون سريلانكيون اليوم الاثنين مسجدا جديدا بأحد أحياء العاصمة كولومبو إثر هجمات عنيفة شنها بوذيون على المسجد نهاية الأسبوع الماضي. وأعلن مجلس مسلمي سريلانكا الذي يضم ممثلين من المجتمع المدني موافقته على إغلاق مسجد غراند باس ونقل مكان عبادتهم إلى مسجد قديم كانت الحكومة أبدت عزمها على هدمه لغرض أعمال تجديد للمنطقة التي يقع فيها. وكشف رئيس المجلس ن. م. أمين توصل الأطراف المعنية إلى تسوية الليلة الماضية، وقال إن الحكومة ستلغي أمرا بهدم المسجد القديم "وستعطينا مساحة أكبر وستساعدنا في أشغال الترميم اعتبارا من اليوم حيث نغادر المسجد الجديد". ويعترض بوذيون في المنطقة على المسجد الجديد بحجة إقامته على موقع كان لعبادة معتنقي الديانة البوذية. وكانت الشرطة السريلانكية فرضت حظرا للتجول في إحدى ضواحي كولومبو الأحد غداة هجوم شنته مجموعة يقودها بوذي على مسجد السبت أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح. كما وقعت صدامات متقطعة الأحد رغم وجود تعزيزات مكثفة للشرطة بالمنطقة. وأعلن وزير التكنولوجيا شامبيكا راناواكا التوصل إلى حل عادل ومقبول من جميع الأطراف. وقال للصحفيين إن "التسوية التي توصلنا إليها اليوم قضت بنقل المسجد إلى موقعه الأصلي". وفي السياق حثت الإدارة الأميركية عبر سفارتها في كولومبو السلطات السريلانكية على محاكمة المسؤولين عن الهجوم على المسلمين, وعبرت عن قلقها إزاء أعمال العنف المتواصلة بالمنطقة. ويشكل البوذيون نسبة 70% من مجمل سكان سريلانكا البالغ عددهم 20 مليون نسمة. بينما يشكل المسلمون أقل من 10% بعد الهندوس الذين يأتون في المرتبة الثالثة بنسبة 13%، فيما يأتي المسيحيون في المرتبة الأخيرة من نسبة عدد السكان. وشهدت سريلانكا نزاعا دمويا في الفترة من 1972 حتى العام 2009م بين السكان التاميل الذين يعتقدون بالهندوسية، والأغلبية السنهالية البوذية، مما أسفر عن سقوط 100 ألف قتيل على الأقل. المصدر:الجزيرة + وكالات