إن التعلم للعيش المشترك، وقبول بالآخر والشراكة الوطنية تتحقق من خلال جعل اليمن مكاناً وبيتا لكل اليمنيين ؛ هو ما سيكون من أهم انجازات مؤتمر الحوار الوطني ، فالتعايش يعني التعلم للعيش المشترك، والقبول بالتنوع، بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر. فلقد استفاد اليمنيين من الاحداث التي تدور فى دول الجوار وذلك باستخدام الحكمة اليمانية فى الدخول فى التسوية السياسية عبر المبادرة الخليجية التي كانت بمثاية الطريق الامن للخروج بالوطن الى بر الامان وذلك من خلال تحقيق حلم شباب اليمن فى التغيير والتحول نحو الدولة المدنية والحكم الرشيد والذي لايمكن ان يتحقق الا من خلال بناء دولة المؤسسات المدنية والعسكرية التى يكون ولاءها لله اولا ثم للوطن .فاليمن لا يمكن بناءه الا بمشاركة جميع ابناءه وهو ما جعل قيادة ثورة الشباب الشعبية تجعل نصب عينيها مشاركة كافة الاحزاب والشباب ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في إعادة بناء البيت اليمني ليكون لكل اليمنيين وليس لأسرة او قبيلة او لحاكم مستبد ولذلك ينتظر كافة اليمنيين فى شتى ربوع الوطن اليوم الذي سيعلن فيه نتائج الحوار الوطني الشامل لتكون ميثاق شرف لكل اليمنيين وليكون لهم الفخر امام العالم الذي يراقب عن كثب وتفاءل كبير تلك النتائج الهامة التي تحدد طريق بناء اليمن الجديد ، لتعمل على طى صفحة الماضي بما فيها من هفوات كانت سبب كل الخلافات التي يعانيها اليمن اليوم مثل قضية الجنوب وصعدة وكذلك قضية الفساد فى كل مرافق الدولة والتي لم تستطع حكومة الوفاق الوطني ان توقف تيار الفساد لما له نظام سابق عميق يحمى تلك البؤر والتي نشاهد هذه الايام تسليط بعض مواقع النت والصحف والقنوات الداعمه لهم لاعلان الحرب على حكومة الوفاق والرئاسة محاولة منهم لافشال نتائج مؤتمر الحوار الوطني ، يتخذون شتى السبل منها ، نشر الشائعات والدعايات التي تروج ليل نهار لصالح من يريد خرق سفينه الوطن ، وما يزيد الطين بله ان تشاهد وتقرأ لبعض المشاركين فى مؤتمر الحوار من الحقوقيين والصحفيين هذه الايام كلام فى مواقعهم الخاصة تخالف كلامهم السابق فى ضرورة التكاتف والتعاون لبناء الوطن والوقوف صفا واحدا فى وجه الشائعات والتهديدات التي تواجه طريق بناء الدولة اليمنية الحديثة ، وكأن اولئك كان لهم اهداف ومأرب لم تتحقق فلجأو الى اسلوب الهجوم من مواقعهم الشخصية على الاخرين سواء فى حكومة الوفاق او فى الرئاسة كنا نظنهم كبارا بثقافتهم ومشاركتهم ولكنا نحكم على الاعمال بالخواتيم فما اجدر ان يكون ابناء اليمن مثالا للقييم والمبادئ الوطنية يضحون بحقوقهم من اجل الوطن وبناء مستقبلة الجديد فى ظل التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية التي لا يراد له النجاح والخروج بنجاح فى مؤتمر الحوار الوطني ، ولذلك فهناك واجب كبير امام كل مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص فى العمل الدؤوب هذه الايام فى دعم وتعزيز نتائج مؤتمر الحوار الوطني ونشر الوعي المجتمعي بين اليمنيين على اهمية التعايشو والحوار والقبول بالاخر وان ذلك سيكون سدا منيعا امام الاعلام المظلل الذي يريد قلب الحقائق وتصوير الوضع للمجتمع ان سببه التغيير نحو بناء الدولة المدنية الحديثة التي لا يمكن تحقيقها فى ظل تلك البؤر من الفساد سواء كان فى المؤسسات او الاعلام والصحافة وعدم تحري الدقة والواقعية فى نشر الاخبار ، فبعض الاخبار والترويج للفتنه بين اليمنيين قد تكون شريكا اساسيا لتنفيذ اجندة داخلية وخارجية لنشر الفوضى والفتنه بين ابناء الوطن الواحد ، وما يؤسفنى ان من يشجع تلك الابواق ويدعمها شريك اساسي فى الحكومة ولدية نصف الحكومة ولكن تلك القنوات لا تعمل على لم الصف والدعوة الى التعايش الاجتماعي والقبول بالاخر ، فمن يريد ان يكون له كيان سياسي قليقوم بتأسيس حزب سياسي رسمي وبقوم بترك السلاح وتسليمة للدولة ليكون مثله مثل اى حزب سياسي يمني ، نتعايش ونتحاور ونتشارك جميعا فى العملية السياسية وتحقيق التنمية الشاملة . وأخيرا التاريخ لن يرحم من لم يقف فى صف الوطن والتعايش والحوار المجتمعي للخروج باليمن الى بر الامان فلا بارك الله فيمن سعى الى نشر الفتنه والطائفية والمذهبية والترويج لها ليل نهار لتكون سهاما خاطئة فى الجسد اليمني ، بدلا من ان يقوم ذلك الاعلام بتوظيف المهنية والقيم والأخلاق الاعلامية فى خدمة الوطن والمواطن ، فاليمن ماضي الي بر الامان يوجود ابناءه المخلصين الذين جعلوا من انفسهم فداء له سواء كانوا عسكريين او مدنيين، كون العالم ينظر الى نتائج مؤتمر الحوار الوطني بكل تفاءل ان النموذج اليمني سيكون الرائد فى العالم وسيضرب به المثل فى كتب وجامعات العالم فى نشر ثقافة الحوار والقبول بالاخر. وهو ما يجعل كل مؤسسة ومنظمة يمنية حقوقية او اعلامية مدنية او حكومية او خاصة ان تعمل على نشر الوعي والتفاءل لدى المجتمع اليمني بمخرجات المؤتمر الوطني الشامل.