يعود طلاب جامعة صنعاء للتظاهر مجدداً اليوم الأحد,احتجاجاً على ثلاث قضايا هي فصل طالبين وحرمان 12 آخرين من الدراسة بكلية الهندسة وتخفيض رسوم النظام الموازي. ولا تكاد التظاهرات تتوقف في الجامعة التي تأسست مطلع سبعينيات القرن الماضي وتعد الأكبر بين جامعات البلاد,إلا وتبدأ من جديد تحت مطالب حقوقية تارة أو تنديداً بانتهاكات ضد طلاب تارة أخرى. وزادت أحوال الطلاب والجامعة سوءاً مع تعيين رئيس الجامعة الجديد د.عبدالحكيم الشرجبي في أكتوبر من العام الماضي عقب احتجاجات طلابية أطاحت برئيس الجامعة السابق د.أحمد باسرده. سابقة أولى ولأول مرة ربما في تاريخ الجامعة أن يتم حرمان 12 طالباً من الدراسة بهذا العدد,والمفارقة أن يحدث هذا بعد ثورة شعبية كان لطلاب الجامعة فضلٌ في إشعال شرارتها الأولى ومن أمام مجسم الإيمان والحكمة على مدخلها أُقيمت أكبر ساحة اعتصام هي ساحة التغيير. كما أن الدراسة لم تكن تتوقف كما هو الحال هذه الأيام حين اتخذ رئيس الجامعة أو مجلس الجامعة قراراً بتعليق الدراسة لأسابيع لمجرد أن الطلاب احتجوا ضد قرارات جائرة بحق زملائهم شملتهم بالفصل والإيقاف,واتهموا حينها بإثارة الشغب ومحاولة الاعتداء على هيئة التدريس والمنشآت وهي اتهامات نفاها الطلاب وقالوا إن الإدارات السابقة لم تكن توجه لهم مثل هذه الاتهامات رغم اختلاف الوضع بين اليوم والأمس. وشهدت الجامعة توقف مسيرتها التعليمية عندما كانت تعلن نقابة هيئة التدريس,أما أن توقف لاحتجاجات فهذه بدعة جديدة يقول طلاب إن هدفها تكميم أفواههم وجعلهم يرضخون للأمر الواقع وإلا أُشهر في وجوههم سيف التهم ذات القائمة الطويلة. المطالب ذاتها وتتصدر مطالب تظاهرات اليوم نفس مطالب الاحتجاجات السابقة والتي ما خرجت عن إطار الاحتجاج على فصل طالبين من كلية الزراعة هما عبدالله المؤيد وزميله شهاب عبده صالح بعد مشكلة بينهم وبين عميد الكلية قبل شهور انتهت بتوقيفهم عن الدراسة حتى وصلت قضيتهم إلى المحكمة الإدارية بالأمانة التي انتصرت لهما وقضت بعودتهما إلى مقاعد الدراسة. لكن العميد رفض دخولهم المحاضرات مما اضطرهم إلى اللجوء لرئاسة الجامعة بحثاً عن إنصافهم وإنصاف الأمر القضائي,غير أن المفاجأة أن من استنجدوا الطلاب إليه تحول إلى خصم وظلمهم أكثر من عميد كليتهم بعد أن قام بفصلهم من الجامعة ضارباً عرض الحائط بتوجيه القضاء. وفي هذا السياق,يناضل الطلاب لإيقاف قرار حرمان 12 من زملائهم من كلية الهندسة بسبب تظاهرهم احتجاجاً للمطالبة بتأجيل امتحانات الترم الماضي وهي احتجاجات اعتيادية درج الطلاب في الجامعة مع قرب كل امتحان أن ينظموها لتحقيق مطلب التأجيل لمنحهم فرصة للمذاكرة وفي الغالب تنتهي بتحقيق مطلبهم. تغيّر الأمر في عهد رئاسة الجامعة الحالية كثيراً عمّا كان يحدث في السابق,وأصبح قرار الفصل والحرمان من سمات عهد ما بعد التغيير بالمصادفة الغريبة والتي حرمت هؤلاء الطلاب بقرار من العمادة من دخول قاعات الدراسة وأحالت قضيتهم إلى المجلس التأديبي للجامعة الذي قرر تبرئة الطلاب مما نُسب إليهم من اتهامات وأوصى بعودتهم لمقاعد الدراسة. لم يختلف رد رئيس الجامعة على هذا القرار الصادر من أعلى هيئة في الجامعة على أمر القضاء,وقرر بجرة قلم رفض توصيات المجلس التأديبي وأصر على حرمانهم من الدراسة. وغير بعيد عن المطالب الحقوقية,يسعى الطلاب لإلزام رئاسة الجامعة بالامتثال لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الصادرة في يونيو/حزيران 2012, بشأن تخفيض الرسوم إلى 40% للطلاب الجدد و50% لبقية المستويات, والتي سرعان ما تنصلت منها بعد عام واحد من تطبيقها. عود على بدء وشهدت الجامعة في شهر أكتوبر الماضي,موجة تظاهرات استمرت أيام وكادت أن تطيح برئيس الجامعة ونوابه لولا تدخلات من خارج الجامعة وتعليق الدراسة بعدما وصل الطلاب إلى طريق مسدود للاستجابة لمطالبهم القديمة الجديدة. واتخذت الحملة شعاراً معبّراً عن حال الجامعة وهو شعار "نازلين لقلع الفاسدين",في إشارة إلى تفشي الفساد في مفاصل الجامعة في وقت يشعر فيه الطلاب أن الجامعة التي انطلقت منها شرارة الثورة ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عام 2011, لم يصلها التغيير بعد, وأن أبسط حقوقهم مثل التعليم المجاني وتوسيع الطاقة الاستيعابية لم تتحقق, رغم دورهم البارز في صناعة التغيير الحاصل في البلاد. ويهدد عدد من رموز الحراك الطلابي برفع سقف مطالبهم إلى حد المطالبة بإسقاط رئيس الجامعة ونوابه في حال لم يتم النظر في مطالبهم في أقرب وقت ممكن.