اكدت هيئة علماء المسلمين ان جرائم الاغتيالات النكراء التي ارتفعت وتيرتها خلال الآونة الأخيرة ضد شيوخ العشائر والرموز الوطنية في المحافظات الجنوبية تأتي في سياق التطهير الطائفي المقيت الذي تنتهجه حكومة الاحتلال الخامسة ومليشياتها المسعورة. واوضحت الهيئة في بيان لها اليوم ان مسلحين مجهولين اقدموا أمس الاثنين على اغتيال الشيخ (جمال محسن الفارس) شيخ قبيلة "الرفيع" في هجوم استهدفه أمام منزله في ناحية (الفجر) شمال مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، كما تم العثور مساء أمس ايضا على جثتي الشيخ (عدنان الغانم) رئيس قبيلة الغانم في محافظة البصرة، والشيخ (كاظم الجبوري) أحد شيوخ قبيلة الجبور بالمحافظة شرقي مدينة البصرة مركز المحافظة، بعد مرور شهر على اختطافهما. واشار البيان الى ان الأنباء الصحفية نقلت عن (صفاء عدنان الغانم) نجل الشيخ المذكور قوله في تصريح نشر صباح اليوم "إنه تم مساء أمس الاثنين العثور على الجثتين ملقاتين في منطقة (التنومة) شرقي مدينة البصرة" .. موضحا أن الجثتين اللتين تم نقلهما إلى دائرة الطب العدلي كانتا متفسختين، وعليهما آثار تعذيب وحشي، حيث تم ذبح احدهما بالسكين، فيما تعرض الأخر لكسور في الأطراف. ورأت هيئة علماء المسلمين في ختام بيانها ان منبع الإرهاب الذي يشهده العراق واحد وان مصدره حكومة المالكي الحالية والميلشيات الطائفية المرتبطة بها، وذلك لان هذه الحكومة تغض الطرف عن جميع الجرائم التي ترتكبها قواتها القمعية وميليشياتها الدموية، حتى أصبح العراقيون لا يأمنون على حياتهم وأعراضهم وأموالهم بعد ان باتت عمليات الاختطاف والقتل والتعذيب والإقصاء الطائفي السمة البارزة لهذه الحكومة، دون حياء او وجل ودون تقدير لما يترتب على هذه الجرائم الوحشية من عواقب وخيمة .. سائلة المولى العلي القدير أن يتغمد الضحايا (الفارس والغانم والجبوري) بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وقبائلهم الصبر الجميل. الجدير بالذكر أن مسلحين يرتدون الزي العسكري الحكومي ويستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع كانوا قد اعترضوا في السادس والعشرين من الشهر الماضي سيارة الشيخ (عدنان الغانم) ومرافقه الشيخ (كاظم الجبوري) عند مرورها في تقاطع (العروسة) وسط مدينة البصرة، واجبروهما تحت تهديد السلاح على الترجل منها واقتادوهما إلى جهة مجهولة.