سقط أكثر من عشرين قتيلا وجرح العشرات برصاص قوات أمن وجيش الإنقلاب في عدة محافظات بمصر يأتي ذلك في وقت خرجت مظاهرات في محافظات عدة تندد بالانقلاب العسكري إحياء للذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، واتخذت سلطات الأمن إجراءات مشددة أمام مراكز الشرطة ومديريات الأمن عقب يوم شهد سقوط قتلى وجرحى في تفجيرات ومظاهرات بمحافظات عدة. وقد وقعت اشتباكات في حي المهندسين بالقاهرة بين رافضين للانقلاب العسكري والأمن المصري، الذين فرقتهم قوات الأمن. ويسعى هؤلاء المتظاهرون إلى السير إلى ميدان التحرير للمشاركة في إحياء الذكرى الثالثة للخامس والعشرين من يناير وسط تشديدات أمنية مكثفة من الجيش في المنطقة. وبدأ المتظاهرون التوافد على ميدان التحرير في القاهرة للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، في حين قام الجيش المصري -الذي أغلق منافذ ميدان التحرير بالأسلاك الشائكة والآليات العسكرية استعداداً لفعاليات الذكرى- بفتح الميدان أمام المارة من ناحية شارعي طلعت حرب وشامبليون بعد إخضاعهم لحملة تفتيش مكثفة. وقد حمل المتظاهرون الذين سمحت لهم قوات الجيش بالدخول، الأعلام المصرية، كما قامت حملة "كمل جميلك" الداعية لترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة بتعليق لافتة كبيرة تحمل صورته أعلى النصب التذكاري وسط ميدان التحرير. وقد شهدت مدينة الإسكندرية منذ ساعات الصباح خروج مظاهرات في عدد من المناطق بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. وقتل فتاة جراء اعتداء قوات الداخلية على مسيرة مناهضة للانقلاب في ميدان الساعة بمحافظة الإسكندرية شمال مصر. وقال صحافي يدعى "إسلام" في اتصال هاتفي من الإسكندرية إن أعداد كبيرة من المتظاهرين انطلقت من أمام شركة البلاستيك القريبة من ميدان الساعة، في مسيرة حاشدة للمشاركة في فعاليات ذكرى ثورة يناير، إلا أنها تعرضت لاعتداءات من قبل قوات الداخلية مدعومين بالبلطجية. وأضاف إسلام إنه تم الاعتداء على المسيرة بقنابل الغاز والخرطوش والرصاص الحي؛ ما تسبب في استشهاد الفتاة سمية عبد الله (20 عامًا)، بعد إصابتها بطلق ناري في الظهر. وأشار الصحافي إسلام إلى نشوب مواجهات بين قوات الداخلية والثوار في شارع مصطفى كامل، وهو شارع رئيسي في المنطقة، لافتًا إلى سقوط عشرات الجرحى فضلا عن اعتقالات عديدة. وفي برج العرب انطلقت مظاهرة رفع المشاركون فيها شعار رابعة، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط ما وصفوه بحكم العسكر وعودة الشرعية والحياة الديمقراطية. كما خرجت مظاهرات ومسيرات لقوى وتيارات سياسية وشبابية في محافظات أخرى، في وقت فرق الأمن المصري بالقوة وقنابل الغاز مظاهرات مناهضة للانقلاب في ميدان مصطفى محمود بمحافظة الجيزة. وبدأت هذه المظاهرات والمسيرات بعد أن حشد أنصار الشرعية ورافضي الانقلاب للتظاهر اليوم ضد الانقلاب ولاستعادة الثورة. في مقابل ذلك الحشد، طالب الجيش والشرطة المصريين بالنزول للاحتفال بذكرى الثورة، مؤكدين أن قوات الأمن ستوفر الحماية لهم، في الوقت الذي شهدت فيه القاهرة صباح اليوم تفجيرا محدودا استهدف معهد مندوبي الشرطة في حي عين شمس بالقاهرة. وفي مدينة حلوان احتشد الالاف من مؤيدي الشرعية والمناهضين للانقلاب العسكري في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك. هذا ونقل التحالف الوطني لدعم الشرعية عن شهود عيان رصدهم لقيام بعض رجال الأعمال من فلول نظام مبارك بحلوان بحشد عدد ضخم من البلطجية، تحت رعاية قوات الأمن؛ لمواجهة تظاهرات مؤيدي الشرعية التي تخرج من مسجد المراغي، على الرغم من الانتشار الواسع لقوات الأمن بميدان الشهداء. وقال التحالف: إن الثوار قاموا بتغيير أماكن تجمعهم من الآن؛ لإفشال خطة الفاسدين. إلى ذلك قتل 9 متظاهرين وأصيب العشرات بالخرطوش والاختناق؛ جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع بميدان الألف مسكن في القاهرة. وقال شهود عيان: إن قوات الأمن والجيش اعتدت على مسيرة مناهضة للانقلاب العسكري بميدان الألف مسكن بمنطقة عين شمس بالقاهرة بالرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقها. وأكد شاهد عيان في اتصال مع الجزيرة مباشر مصر سقوط 9 قتلى، بعضهم سقط بنيران قناصة من طائرات عسكرية تحلق في سماء المنطقة. ووصف الشاهد ما تشهده منطقة الألف مسكن بأنها "إبادة جماعية"، فيما أطلق المستشفى الميداني بالمنطقة رسالة استغاثة. وجاء انتفاض منطقة الألف مسكن استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب للاحتشاد بجميع ميادين مصر لاستكمال الثورة وإسقاط الانقلاب العسكري، في ذكرى ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالمخلوع مبارك. وميدان رمسيس وسط القاهرة ذكر شاهد عيان أن هناك 4 قتلى سقطوا حتى اللحظة بالقرب من مقر البنك المركزي المصري علي يد قوات الأمن. وأخبر شاهد عيان قناة "الجزيرة مباشر مصر"، أن ال 4 القتلى سقطوا فور نزول الضباط من سيارة مدنية بالقرب من التظاهرة الحاشدة الرافضة للانقلاب ولحكم العسكر. وقد انطلقت منذ قليل مسيرة حاشدة بميدان رمسيس بوسط القاهرة في إطار تظاهرات الذكري الثالثة لثورة يناير والتي تقابل من قبل قوات الأمن برد فعل عنيف وإطلاق مكثف للرصاص الحي مباشرة علي المتظاهرين السلميين. وفي المنصورة اعتقلت قوات الداخلية 70 متظاهرا من بينهم 10 سيدات ضمن فعاليات إسقاط الانقلاب في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011. وذكر شاهد عيان للجزيرة مباشر مصر أن مظاهرة كان من المنتظر أن تنطلق من مسجد النور بجوار مستشفى الطوارئ إلا أن الأمن قد أجهضها قبل بدايتها واعتقل من الشوارع المحيطة بالمسجد حولي 70 متظاهرا منهم 10 سيدت. وأضاف إن مظاهرة أخرى انطلقت بالفعل من مسجد الزراعيين، قام البلطجية بمعاونة قوات الأمن بالاعتداء عليها وتفريقها، إلا أن المتظاهرين يتجمعون الآن مرة أخرى لإطلاق المسيرة من جديد، مشيرا إلى أن التحالف الوطني لدعم الشرعية قد أعلن عن تنظيم مسيرات صباحية ومسائية لإسقاط الانقلاب. وفي محافظة الجيزة سقط أحد المتظاهرين قتيلًا، وأصيب عشراتٌ آخرون برصاص قوات الأمن المصري في شارع السودان. وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل على المتظاهرين الرافضين للانقلاب بشارع السودان، حيث سقط العشرات من الضحايا، ولم يستطع المتظاهرون الوصول للمصابين الذي سقطوا جراء هجوم الشرطة عليهم، وفقًا لموقع مصر العربية. وقد تأكد مقتل أحد المتظاهرين يدعى مصطفى محمود سعيد من منطقة كرداسة، إثر إصابته بطلقتي رصاص حي في الرأس والقدم، فيما انطلق الآلاف من المتظاهرين في مسيرة متوجهين إلى كوبري الخشب، بمحيط حي الدقي، في محاولة لتفادي هجمات قوات الأمن التي تطلق عليهم وابلًا من الرصاص الحي والخرطوش، والبلي.