قتل 17 شخصا على الأقل وأصيب عشرات جراء مهاجمة قوات الأمن المصرية مظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري بمحافظات مختلفة، في حين أعلنت الداخلية اعتقال 122 متظاهرا، في احد اكثر الايام دموية منذ ثلاثة اشهر. وقد شهدت معظم محافظات مصر مظاهرات ضد الانقلاب اليوم قبل صلاة الجمعة وبعدها، وسط وجود كثيف لقوات الجيش والشرطة أمام قصر القبة الرئاسي ووزارة الدفاع بالقاهرة، حيث خرجت مظاهرات في القاهرةوالجيزةوالإسكندريةوالمنيا وأسيوط والإسماعيلية وشمال سيناء والبحيرة والشرقية والسويس والدقهلية و6 أكتوبر، في بداية أسبوع دعا له تحالف دعم الشرعية تحت شعار "الشعب يشعل ثورته"، حسب الجزيرة. ففي مدينة الإسكندرية قتل شخصان على الأقل -أحدهما سيدة- بنيران قوات الأمن المصرية خلال مظاهرات مناوئة للانقلاب. وأفاد شهود عيان بأن قوات من الجيش والشرطة هاجمت ثلاث مسيرات رافضة للانقلاب العسكري بمناطق سيدي بشر والعجمي وبرج العرب بالإسكندرية مستخدمة قنابل الغاز المدمع والرصاص الحي وطلقات الخرطوش، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى. وطالب المشاركون في هذه المظاهرات بعودة الشرعية وبالقصاص ممن عطّل المسار الديمقراطي وتسبب في سقوط اعداد كبيرة من القتلى، كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، وتعالت هتافاتهم الرافضة للدستور الذي سيستفتى عليه منتصف الشهر الجاري. واطلق الجيش والشرطة قنابل غاز مدمع وخرطوشا لتفريق المظاهرة، فسقط عدة أشخاص جرحى. وقال التحالف الوطني لدعم الشرعية إن قتيلا سقط برصاص الشرطة خلال هذه المظاهرة. وذكرت مصادر طبية في الإسكندرية أن امرأة ورجلا قتلا بطلقين ناريين في اشتباكات بالمدينة استخدمت فيها الشرطة قنابل الغاز المدمع، مشيرة إلى أن سبعة أشخاص أصيبوا بينهم خمسة بطلقات الخرطوش والسادس وهو طفل بطلق ناري في الظهر. وكانت قوات الأمن قد قتلت متظاهرين اثنين خلال تفريق مظاهرة في الإسكندرية قبل يومين. وفي المعادي جنوبالقاهرة خرجت مظاهرة منددة بما سماه المتظاهرون حكم العسكر، ورفعوا شعار رابعة. وقالت شبكة رصد إن ثلاثة قتلى سقطوا وأصيب العشرات في مظاهرة ضد الانقلاب بجوار ميدان سوارس بحي المعادي. كما أشارت الشبكة إلى أن قتيلين سقطا خلال تفريق قوات الأمن مسيرة رافضة للانقلاب بالإسماعيلية هما مصعب مصطفى محمد ومحمود إسماعيل. وفي شارع فيصل بمحافظة الجيزة نظم معارضو الانقلاب مسيرة أكدت استمرار الحراك الشعبي حتى إنهاء ما دعاه المتظاهرون حكم العسكر وعودة الشرعية. كما شددوا على رفضهم ما دعوها الانتهاكات المستمرة من قبل سلطات الأمن. وأضرم متظاهرون معارضون للانقلاب النار في سيارة شرطة. وقال متظاهرون إن هذا الإجراء يأتي ردا على اعتداء الشرطة على مسيرة رافضة للانقلاب كانت تمضي في الشارع. وفي المدينة الجامعية للأزهر بالقاهرة، تدخلت قوات الأمن وأطلقت قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق مظاهرة طلابية مناهضة للانقلاب خرجت عقب صلاة الجمعة. وأغلقت قوات الأمن المصري الميادين الرئيسية أمام حركة المرور، وتمركزت مدرعات للجيش والشرطة حول ميادين التحرير والنهضة ورابعة العدوية في القاهرة، حسب ما ذكر التلفزيون الرسمي. وفي مدينة المنيا في الصعيد حدثت عدة اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بعد خروج مسيرة عقب صلاة الجمعة أطلقت فيها قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش على المتظاهرين بعد أن انضمت إليها مسيرات أخرى جابت المنطقة. ورفع فيها المتظاهرون شعار رابعة ورددوا هتافات مناوئة لحكم العسكر وما سموها انتهاكات وزارة الداخلية ضد رافضي الانقلاب. وقال مدحت شكري -وكيل وزارة الصحة- في الفيوم التي تقع جنوب غرب القاهرة إن شابا قتل بطلق ناري في الرأس خلال اشتباكات في المدينة. وأضاف أن تسعة أشخاص سقطوا مصابين خلال الاشتباكات أحدهم في حالة حرجة وبينهم أربعة في حالة خطيرة. وفي الإسماعيلية -وهي إحدى مدن قناة السويس- ذكرت مصادر طبية أن شخصا قتل بطلق ناري في الصدر خلال اشتباكات في مظاهرة بالمدينة سقط فيها مصابان بطلقات نارية أيضا.