القاهرة - وكالات: قتل طالب بجامعة الإسكندرية شمال مصر برصاص أحد قناصة الجيش أثناء مشاركته في مظاهرة طلابية بمجمع الكليات النظرية بمنطقة الشاطبي. في حين هددت وزارة الداخلية بالتعامل "بكل حزم" مع "عناصر الإرهاب" ، في وقت تواصل فيه السلطات تحضيراتها للتعامل مع المظاهرات المتوقعة لإحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. وقتل طالب بجامعة الإسكندرية كما أصيب عشرات الطلاب والطالبات بالرصاص الحي والخرطوش جراء محاولة قوات الأمن فض مسيرة مناهضة للانقلاب. وجابت المسيرة أرجاء مجمع الكليات النظرية: التجارة والآداب والتربية والحقوق ثم خرجت إلى شارع بورسعيد أمام مكتبة الإسكندرية. وأفاد شهود عيان أن المتظاهرين فوجئوا بوابل من الرصاص ينهمر عليهم من أحد قناصة الجيش أعلى مكتبة الإسكندرية، ما أسفر عن مقتل الطالب عمرو خلاف. وتحيي مصر غدا الذكرى الثالثة للثورة الشعبية التي أطاحت بحسني مبارك غير أن القمع الدامي للتظاهرات من قبل السلطات الجديدة التي عزلت الرئيس محمد مرسي يعيد إلى أذهان البعض الممارسات القديمة للنظام السابق. وخلال ثورة 2011، قام المحتجون الغاضبون من تجاوزات الشرطة بمهاجمة مقراتها في مختلف أنحاء البلاد ونجحوا بعد 18 يوما من التظاهرات في إنهاء حكم مبارك الذي دام ثلاثة عقود وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم إن ما حدث يوم 30 يونيو كان موجة ثورية ثانية اكتملت بها معاني ثورة 25 يناير، وأضاف في كلمة له خلال احتفال بعيد الشرطة المصرية، أنه سيتمّ الضرب وبكل حسم على يد كلّ "عناصر الإرهاب" ، وفق تعبيره.. وفي احتفال الشرطة أمس، حرص الرئيس المؤقت عدلي منصور كذلك على توجيه حديث طويل إلى الشباب لطمأنتهم بأنه لا عودة إلى نظام مبارك. وصرح "أقول لكم لن يكون لمن استنزفوا مقدرات هذا الشعب وبددوا وعيه لصالح مشروعاتهم الخاصة وطموحات السلطة أو البقاء حولها أن يقودوا المستقبل" . وأضاف "إن كل ما ثار عليه هذا الشعب الأبي من ملامح وممارسات ماض لا مكان لها في مستقبلنا فلا مكان بيننا لاحتكار دين أو لاحتكار وطن" في إشارة إلى نظامي مرسي ومبارك. لكن الناشط وائل خليل يقول ان "انتهاكات الشرطة كانت القضية الرئيسية" اثناء ثورة 2011 "وستظل المشكلة الرئيسية" . وقام اللواء أمين عز الدين -مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية- بجولة تفقدية لعدد من مراكز الشرطة، للاطمئنان على الاستعدادات الأمنية، وتأمين مراكز الشرطة، تحسبا لخروج مظاهرات في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. وطالب اللواء عز الدين قواته باستخدام القوة لمواجهة أي تجمهر أو شغب أمام أقسام الشرطة والمؤسسات الأخرى. ودخلت قوات الشرطة في استعدادات امنية مكثفة في جميع قطاعات الأمن بمديرية أمن الإسكندرية، وتدريب الضباط والكلاب البوليسية لمواجهة أي مظاهرات في الأيام القادمة.ودشن نشطاء حملة تحمل اسم "تمرد2" بهدف إسقاط النظام الحالي وتشكيل مجلس من الشباب لقيادة الثورة، على حد قولهم. وأشارت الحملة في بيانها التأسيسي إلى أن الشباب قاموا بالثورة ثأرا من كل من جعلوا من البلد ملكا لهم ولأبنائهم وقسموه أسيادا وعبيدا، وقال الناطق باسم الحملة محمد فوزي إن البلاد عادت إلى أسوأ مما كانت عليه قبل 25 يناير 2011.من جانبها نظمت حركات ثورية وشبابية مظاهرة مساء أمس الاول في ميدان طلعت حرب وسط القاهرة تحت شعار "لن تحكمنا أميركا". وردد المتظاهرون هتافات مناهضه للجيش والشرطة، وأخرى رافضة لعودة الرئيس محمد مرسي ودعت للمظاهرة حركة "أحرار" وشاركت فيها حركات 6 أبريل والجبهة الديمقراطية والاشتراكيون الأحرار وألتراس زملكاوي وحركات ثورية أخرى.وقد أغلقت قوات الجيش ميدان التحرير القريب من ميدان طلعت حرب وتمركزت المدرعات على جميع مداخله.وفي الأثناء دعت جبهة طريق الثورة -التي تضم عددا من القوى الثورية الشعب المصري- إلى الخروج يوم 25 يناير، لا للاحتفال بعيد الثورة الثالث "ولكن لاستعادة الثورة وإعادة إحيائها" ، حسب بيان أصدرته الجبهة. وأكدت الجبهة على موقفها المناهض لما سمتها قوى الثورة المضادة، ممثلة في العسكر ومن يسمون الفلول وجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى خرجت في عدة أنحاء مظاهرات ومسيرات رافضة للانقلاب العسكري وانتهاكات قوات الأمن بحق المتظاهرين، وللدعوة للنزول إلى الميادين في ذكرى ثورة 25 يناير لإسقاط الانقلاب.وتنوعت هتافات المتظاهرين بين التنديد بالانقلاب العسكري وبوزيري الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم، والمطالبة بعودة "الشرعية" والمسار الديمقراطي، وكذلك المطالبة بمحاكمة المسؤولين عن قتل المعتصمين السلميين، والإفراج عن المعتقلين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب دعا إلى "موجة ثورية جديدة" تبدأ يوم 24 يناير ولمدة 18 يوما، وهي المدة التي استمر فيها اعتصام التحرير حتى إسقاط مبارك يوم 11 فبراير 2011.بدورها قالت حملة "باطل" الرافضة للانقلاب العسكري إن الثورة تتبرأ من كل من يضع شرطا للنزول إلى الميادين بالذكرى الثالثة لثورة يناير، لاستعادة مكتسبات الثورة وإسقاط دولة العسكر والقمع والظلم، وفق نصّ بيان صادر عن الحملة.ودعت الحملة إلى "خلع رداء الحزبية" في الذكرى وعدم رفع صورة أو شعار إلا علم مصر وصور من سقطوا، والاتحاد على هتاف واحد ينادي بسقوط حكم العسكر. جريدة الراية القطرية