أعلن تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام المسؤولية عن ثلاث تفجيرات ضربت تجمعا انتخابيا تابعا لما يعرف بمليشيات عصائب أهل الحق شرق بغداد اليوم الجمعة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوقع الهجوم 28 قتيلا على الأقل ونحو مائة مصاب. وفي بيان نشر على مواقع تعنى باخبار التنظيمات الاسلامية على الإنترنت اعتبر تنظيم الدول الإسلامية أن الهجوم جاء "ردا على ما تقوم به الميليشيات الصفوية في العراق والشام من قتل وتعذيب وتهجير لأهل السنة". وأشار البيان إلى أن اثنين من عناصر التنظيم فجرا أحزمتهما الناسفة في الجموع. وفي السياق قال عبد الوهاب الطائي الناطق باسم كتلة صادقون التابعة لعصائب أهل الحق في اتصال مع الجزيرة إن التفجيرات أسفرت عن مقتل 28 شخصا على الأقل، وإصابة نحو مائة آخرين. واستهدفت التفجيرات تجمعا انتخابيا لائتلاف صادقون في نادي الصناعة شرق بغداد وبحضور زعيم ميليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي الذي ألقى كلمة في التجمع الانتخابي. وأوضحت مصادر في وزارة الداخلية العراقية أن التفجير الأول تم بسيارة مفخخة، مشيرة إلى أن التفجيرين الآخرين ربما يكونان انتحاريين. وبرز اسم العصائب بعدما خطفت خبير المعلومات البريطاني بيتر مور وحراسه الأربعة الذين يحملون جنسيات غربية في مايو/ أيار عام 2007 من مكتب تابع لوزارة المالية. وعقب الانسحاب الأميركي من البلاد نهاية 2011، أعلنت "عصائب اهل الحق" التي تتهم واشنطنطهران بدعمها الانخراط في العملية السياسية في العراق. دعوة السيستاني وفي الشأن السياسي، اعتبر المرجع الشيعي علي السيستاني أن الانتخابات التشريعية المرتقبة تمثل "فرصة عظيمة للتغيير نحو الأفضل" وفق ما أفاد ممثل عنه بخطبة الجمعة في كربلاء. وقال الشيخ أحمد الصافي ممثل السيستاني اليوم الجمعة في مرقد الإمام الحسين "على الجميع أن يستغلوا هذه الفرصة (الانتخابات) بالصورة الصحيحة من خلال اختيار قائمة صالحة تمتلك رؤية متكاملة لإدارة البلد خلال السنوات الأربع القادمة". يُشار إلى أن أغلب السياسيين العراقيين الشيعة يسعون إلى الاقتران بالمرجعية الدينية لاستثمار مكانتها في البلاد من أجل الفوز بأصوات الناخبين، علما بأن المرجعية وعلى رأسها السيستاني لم تعلن دعمها لأي جهة سياسية. ويتنافس تسعة آلاف وأربعون مرشحا للفوز ب328 مقعدا بمجلس النواب يمثلون عشرات الكيانات السياسية، وبينها "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. ومن المقرر أن تجرى الأربعاء المقبل الانتخابات التشريعية الثالثة منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين. قصف الفلوجة في غضون ذلك قالت مصادر طبية عراقية إن ستة اشخاص أصيبوا بجروح متفاوته بينهم مسلحان في قصف بمروحيات تابعة لقوات الحكومة العراقية. واستهدف القصف جسرا وسط مدينة الفلوجة وكذلك مبنى يتخذه المسلحون مقرا لهم في حي الجولان شمال غربي المدينة. كما تعرضت أحياء نزّال والشهداء والعسكري إلى قصف مدفعي تسبب في تدمير سيارتين والحاق أضرار بعدد من المنازل. وكانت مروحيات للجيش قد قصفت صباح اليوم أهدافا في الحي الصناعي شرق الفلوجة. وقد قتل مدني وأصيب أربعة آخرون الجمعة في قصف عشوائي للجيش العراقي على مدينة الكرمة شمال شرق الفلوجة، بينما أعلنت مصادر أمنية أن وزير داخلية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قتل مع ستة من معاونيه في أطراف المدينة نفسها. ووفق ما قالت مصادر طبية، فإن القصف الذي استهدف مدينة الكرمة بمحافظة الأنبار قد ألحق أضرارا بعدة منازل، كما تسبب في نزوح عدد من العائلات إلى أماكن أكثر أمنا. وفي السياق ذاته، قصفت مروحيات مواقع في الحي الصناعي شرقي الفلوجة وألحقت أضرارا بالمحال والمصانع الخاصة. وبالمقابل أعلنت مصادر أمنية عراقية أن "وزير داخلية تنظيم الدولة" أبو حمد المهاجر قتل مع ستة من معاونيه. ونقلت قناة "العراقية" شبه الرسمية عن مصادر أمنية قولها إن القوات الأمنية قتلت "الإرهابي أبو حمد المهاجر وزير داخلية تنظيم الدولة مع ستة من معاونيه في أطراف مدينة الفلوجة" جنوبي الأنبار. وأضافت المصادر أن المهاجر قدِم للمشاركة في القتال بالفلوجة، وأن المعلومات الاستخباراتية حددت موقعه في أطراف المدينة. خسائر للشرطة وبموازاة ذلك، ذكرت الشرطة أن اثنين من عناصرها قتلا كما اختطف سائق شاحنة ومساعده في حادثين منفصلين في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد). وأبلغت المصادر وكالة الأنباء الألمانية أن شرطيين لقيا حتفهما إثر قيام مسلحين بإطلاق النار عليهما في منطقة السجلة التابعة لقضاء الدجيل جنوب تكريت. يُشار إلى أن العنف أودى بحياة ما يزيد على 460 شخصا بالعراق خلال الشهر الجاري، ونحو 2700 منذ بداية العام الجاري، وفق إحصاءات مستقاة من مصادر أمنية وطبية.