ربما كان التعديل الوزاري الذي طال وزارة الخارجية هو التعديل الأهم في نظر الكثير من الناس ، خاصة وأن النظرة العامة تجاه الوزير المغادر أنه لم يستطع التحرر من هيمنة المخلوع ، حيث ظل مأسورا له على طول الخط. رغم الحملات المسعورة التي أرادت النيل من الوزير صخر الوجيه ، لكن سيظل الرجل يمثل الوزير الذي كان يمتلك قرارا ويغطي موقعه، ويؤدي واجبه بعيدا عن القبول بدور (أمين الصندوق) الذي أراده له المتنفذون على غرار ما كان عليه الأمر أيام عفاش، ولذلك خرج صخر من الوزارة مرفوع الرأس موفور الكرامة بصرف النظر عن الحملات الإعلامية ذات الدوافع المشبوهة التي تناولته. وهنيئا لمحافظة الحديدة بمحافظ مثل صخر. وزير الكهرباء صالح سميح يبدو أن البعض أراده وزيرا، ويريده في الوقت نفسه حارسا لكل أبراج الكهرباء وخطوطها، وكثير من الانتقادات التي طالته لم تكن منصفة يوم أن كان يُطلب منه ماليس من مهامه ، ولا أدري ما الذي يستطيع أن يفعله أي وزير قادم لحماية الكهرباء بخطوطها وأبراجها غير أن يتحمل كل نتائج مخططات المخربين وأعمالهم الممولة من فلول النظام المخلوع. إجمالا نتمنى للوزراء الجدد بل والحكومة ككل أن تعمل بأداء أقوى وعزم أكثر حزما، ولكن هل سيتأتى لهم ذلك، والوزارات كل الوزارات لم يتغير فيها شيء يذكر، إلا الوزير فقط في الوزارات التي هي من نصيب المشترك وشركائه ، وبالتالي فما تزال هذه الوزارات تعمل بآليتها التي كانت عليه أيام المخلوع . وإذن، فلا نتوقع أي عمل جاد أو نجاح منتظر في الأداء ما لم يتم التغيير ويشمل الفاسدين في مفاصل الوزارات والإدارات والمحافظات والمكاتب، لأن الأيام أثبتت أن أدوات عفاش ما تزال هي التي تدير الأمور في الوزارات والمحافظات والمكاتب والإدارات. وما حديث يوم الأربعاء الماضي 11يونيو هو محصلة لما صنفته أيدي العابثين من أدوات عفاش التي تعمل بكل جد واجتهاد لعرقلة أي تحسن في الأداء الإداري والخدمي ناهيك عن التطور في المجال التنموي والأمني. إن التعديل الوزاري ما لم يسنده تغيير للفاسدين ، ونكرر للفاسدين والعابثين بعيدا عن الإقصاء أو الرغبة في الإبعاد ، ما لم يتم تتويج التعديل الوزاري بتغيير في مفاصل السلطة المركزية والمحلية فلن يكون هناك تحقق تطلعات الثورة والثوار، وارجو أن تخالف الأيام توقعي ومخاوفي!