بعد أيام قليلة تهل علينا الذكرى الثالثة لثورة فبراير، وقد يسخر فبراير عندما يجد تعز وكأنها ليست صاحبة الثورة، سيسخر فبراير لأنه سيجد المتردية والنطيحة بل سيلقى القتلة والفاسدين وكل أدوات عفاش وعصابات المخلوع التي يراهن عليها لدخول الانتخابات 2014م وهي ما تزال تتربع على مواقعها ومناصبها التي نصبها عليها المخلوع. يراهن عفاش وأدواته على البقاء في مناصبهم ويعتمدون في ذلك على سلطة تتحرك نحو التغيير بسرعة السحلفاة، فيطمع الذين كل ماضيهم فساد بالبقاء مدة أطول يعيثون ويفسدون ويرتبون لما بعد الفترة الانتقالية وبالضبط الانتخابات القادمة. كم هو مؤلم أن يأتي فبراير على ثوار تعز هذا العام فيجدونه ساخراً أو على الأقل يلقاهم متسائلاً: كيف صبرتم طول هذه المدة على من قتلكم في شارع جمال أو في مذبحة 4/4؟ كيف صبرتم على من حول مؤسساتكم إلى ثكنات عسكرية ومدافع حربية تقصف أحياءكم ومنازلكم؟ كيف صبرتم على قتلة المحافظة الذين واجهوكم بالرصاص الحي؟ وهل نسيتم شهيدات وشهداء ساحة الحرية؟هل تناسيتم اقتحام ساحة الحرية وإحراقها عن بكرة أبيها إلى غير تلك التساؤلات التي ستكون محرجة وموجعة. سيرد الثوار: حتماً ما نسينا،ولا عن دماء شهدائنا وجرحانا تخلينا، ولا عن أهدافنا تراجعنا، وقد يبرر البعض إننا ننتظر مواعيد السلطة المحلية في التغيير وفي الانتصاف للشهداء والجرحى وسيدللون على ذلك بما سمعوه من وعود تكرر وخطابات كثيرة من قيادات السلطة المحلية تتلى، وتصريحات تذاع. لن يقبل فبراير لتلك التبريرات والأعذار وسيسخر منها جميعاً هذا إذا لم يسخر من قائلها ومروجيها على حد سواء. سيقول: كيف تصدقون ذلك؟ ومحافظتكم لم تشهد تغييرا ثورياً واحداً وكل ما تفعله قيادة السلطة المحلية ويفعله المحافظ بالضبط هو أنه يقف أمام أي تغيير، فلا هو أقدم بنفسه على تغيير الفاسدين والقتلة ولا سمح للوزراء بالتغيير في فروع وزاراتهم. والمفارقة العجيبة أو السؤال الذي نريد جوابا له هو: ما دام المحافظ لا يريد أن يغيير فلماذا إذا ما قام وزير بتغيير في مكاتبه في المحافظة يثور ضد التغيير (ويشتحط)! فلماذا لا يشتحط ويغير القتلة والفاسدين؟! أم أن في الزوايا خبايا.