خرجت تعز يوم الاثنين الماضي تودع شهيدها الوفي, الشهيد صادق منصور الحيدري , الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة. لم تحتشد تعز لوداع الشهيد تحت لافتة سياسية أو حزبية ولا اجتماعية أو قبلية , ولا جهوية أو مناطقية, ولكنها خرجت لتودع شخصا لم يرتهن لأي من هذه المسميات التي يغرق فيها البعض وتغمره الى حد التعصب الأعمى , لكن شهيدنا بمقدار ما أحب تعز كان يحب اليمن , اليمن الطبيعية من أقصاها الى أقصاها , فيرى في استقرار الأمانة استقرارا لتعز , ويرى في استقرار محافظة عدن أو الحديدة أو لحج استقرار يخدم اليمن ويخدم تعز , ولأن مجال عمله في محافظة تعز , فقد كان مع خيرين كثر غيره يجد ويجتهد في أن يعمل الجميع وبلا استثناء لاي مكون من مكونات المحافظة من اجل أمن وسلامة واستقرار تعز وتجنيبها اي استهدافات أمنية تهدد سلمها وسكينتها. الكبار لا تأسرهم الحزبية , وان اخذوا بها كوسيلة لتنفيذ برامج بناء من أجل اهداف كبرى , الكبار لا يتمترسون حول رؤى قروية إو مناطقية أو جهوية أو مذهبية , وانما يلتقون عند خطوط عريضة , ومهام كبيرة ونقاط مشتركة في أرضية يقف عليها الجميع وما أكثر هذه النقاط وما أوسع الأرضية ؟ ولقد كان شهيدنا من هذا النوع الذي تجذبه الاهداف الكبيرة ونقاط الاتفاق التي تتقزم عندها نقاط الخلاف ويتقزم معها من يتخندق عند نقاط الخلافات الهامشية الصغيرة التي يتسلى بها الصغار فتغرقهم لانها تظهرهم غرباء في المجتمع , غرباء على المشروع الوطني الكبير غرباء على مشروع التحول الديمقراطي المنشود , بل وسيجدون انفسهم غرباء حتى في مناطقهم وجهاتهم ومذاهبهم التي يسجنون انفسهم فيها وسيكتشفون في القريب العاجل كم كانوا صغارا ومحصورين ومخدوعين . ودعت تعز شهيدها لأن مواقفه رحمه الله كانت تعبر عن كلٍ لاجزء وعن مجموع لا أفراد , وعن وطن لاجهة , وعن مشروع لا أطماع . ودعت تعز شهيدها من قبل كل مكوناتها , لأنه رحمة الله كان يعبر بصدق عنها , ويقف ضمن طابور طويل من المخلصين والشرفاء من أبناء المحافظة ومن كل المكونات ممن يريدون لتعز السلام والاستقرار والنهوض وهوم ما يريدونه لليمن كل اليمن . فوداعا أيها الشهيد الوفي الذي لم تخسره أسرته فحسب , بل خسرته تعز وخسرته اليمن, وفقدت شخصيا أخا حبيبا عزيزا تمازجت روحي مع روحه الى الحد الذي اصابني فقده بجرح غائر لن تمحوه الايام فرحمه الله رحمة واسعة, وانا لله وانا اليه راجعون