دعا ناشطون دوليون وعرب ومسؤولون في العديد من المنظمات الإغاثية العالمية إلى قرن عملية الإغاثة العينية والمالية في اليمن بدعم مشاريع تنمية أبنائه وتطوير قدراتهم وتعزيز عملهم الإنتاجي في قطاعاته المختلفة. جاء ذلك ضمن المؤتمر العالمي للإغاثة في اليمن الذي اختتمت فعالياته مساء أمس السبت في مدينة إسطنبول التركية، بتنظيم من اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي وعدد من المنظمات الأخرى. وانعقد المؤتمر الذي استمر يومين تحت عنوان "هم مني وأنا منهم"، وجمعت خلاله تبرعات بقيمة 190 مليون دولار، كما حصل المنظمون على تعهدات بتبرعات أخرى تتجاوز قيمتها مئات الملايين من الدولارات، وفق ما أعلن البيان الختامي للمؤتمر. وقال الأمين العام للاتحاد الإنساني للإغاثة حميد زياد إن الهدف من تنظيم المؤتمر هو "إيجاد واجهة إغاثية مأمونة يرضى بها الجميع وتشكل مظلة إغاثة تنسق التبرعات وتحميها وتساعد في إيصالها لمستحقيها في الأماكن التي يصعب على المتبرعين الخارجيين الوصول إليها". وأضاف زياد للجزيرة نت أن المؤتمر "شهد تعهدات بالتبرع بأكثر من ملياري دولار لتنفيذ مشاريع الإغاثة والتنمية باليمن من بينها نصف مليار دولار تعهدت بها الندوة العالمية للشباب الإسلامي". وذكر أن أكثر من 200 مشارك يمثلون جهات خيرية من العالم العربي وقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا شاركوا في المؤتمر. كما شهد المؤتمر حضورا رسميا تركيا عاليا مثلته وزارة الخارجية ونائب رئيس إدارة الكوارث والأزمات وعدد من مسؤولي الحكومة الأتراك. وتخلل المؤتمر إلقاء كلمات ومداخلات للمشاركين، وأناشيد وقصائد عن الواقع اليمني وحاجته للإعمار والتنمية، وعروض فيديو تروي قصص نجاح المؤسسات المشاركة في المؤتمر. كما شهد عقد ورش عمل تم خلالها مناقشة العديد من الأفكار وصور الدعم المبتكرة بما يصب في تحفيز المتبرعين على تقديم التبرعات. من جهته قال مدير إدارة الشؤون الاجتماعية والتنموية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي حمد العاصم إن المؤتمر أبرز حاجة الواقع اليمني للجهد الإغاثي وتلمس احتياجات اليمنيين إليه. وأضاف العاصم للجزيرة نت أن العمل الإغاثي تجاه اليمن "يسير في الاتجاه الصحيح، لكن دون أن يصل إلى القدر المطلوب ودون أن يصل إلى جدوى التفاعل التي يأملها نشطاء الإغاثة". أما الأمين العام لاتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي علي كورت فأكد أن العالم الإسلامي "يحتاج إلى التعاون والعمل المشترك في كل الأوقات"، موضحا أن الاتحاد يمتلك الكفاءة والإمكانية للقيام بذلك، مضيفا أن الاتحاد -الذي يضم أكثر من 300 منظمة من أكثر من 60 دولة- "يأخذ على عاتقه كل قضية تستجد في العالم الإسلامي". وقال كورت للجزيرة نت "إن اتحاد المسلمين معا هو الطريقة الوحيدة للخروج من أزمات العالم الإسلامي"، مشيرا الى أن التنسيق بين المنظمات الكثيرة الناشطة في مجال الإغاثة هو أهم المسؤوليات الملقاة على عاتقها. أما المسؤول في الندوة العالمية للشباب الإسلامي عبد الله يوسف العباسي فقال إن المؤتمر "يصب في إطار تضافر جهود الإغاثة لليمنيين الذين تضرروا من عدوان جماعة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح." وأكد أن حاجة اليمن للإغاثة "تعد ملحة نظرا لحجم الدمار الذي لحق بالبلاد ولشموله مختلف طبقات الشعب اليمني البالغ تعداده 25 مليون نسمة". المصدر : الجزيرة