سُئِلَ الإسلام عن الحكمة من المناسك فقال: تحقيق العبودية لله من خلال الإمتثال والطاعة فالحج يجعل العبد خاضعا منكسرا مستسلما لربه الذي دعاه فلبى له وحده لا شريك له فالطالب للحج يعلن ذلك من أول إحرامه إلى منتهاه بقوله ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) ,توحيد وامتثال يظهر في جميع المناسك , فتقبيل الحجر الأسود ورمي الجمرات والمبيت بمزدلفة ومنى والحلق والطواف والسعي واستلام الركن اليماني والذبح وغيره من النسك لها فوائد وحكم متعددة يعلمها الله ليس بالضرورة أن يعرفها العبد وإنما يؤديها امتثالا للأمر. فهو يٌحقق مبدأ العبودية لله وحده بالامتثال والأداء , فالله يريد من عباده الطاعة ليكونوا عبيدا له وحده لا يشركون معه أحداً وهذا مقصد عظيم , فكل ما لم يأمر به الله ولارسوله مما يعظمه الناس أو يعبدونه مما لا يضر وما لا ينفع يكون فعله شرك وكفر لأن الله نهى عنه.مثل تعظيم الحجارة والذبح لغير الله وعبادة الأصنام والأهواء وغيره , وكل ما أمر الله به ورسوله ..يكون تعظيمه أوفعله عبودية وتوحيد (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وذلك بامتثال العبد لأمر ربه مع علمه أن هذه الحجارة لا تضر ولا تنفع , فالذبح وتقبيل الحجر الأسود ورمي الجمرات التي هي حجارة والطواف حول بيت من الحجارة لا تضر ولا تنفع عبودية لله لأنه هو الآمر بذلك.فالامتثال لأمر الله والانتهاء بنهيه هو العبادة التي ينجو بها العبد عند ربه والتي أرادها الله من خلقه قال تعالى :(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) , فالحج كله طاعة من بدايته حتى يعود الحاج إلى بلده , فلا ينفق نفقة ولا يطأ موطأ ولا يصيبه نصب ولا وصب إلا كتب له به عمل صالح . فكل أحواله منذ يخرج من بيته إلى أن يعود عبادة خالصة لله .