قامت السلطات الأمنية في محافظتي الضالع ولحج مساء أمس الثلاثاء بإغلاق مدينتي الضالع عاصمة محافظة الضالع والحبيلين بمديرية ردفان محافظة لحج ومنع دخول السيارات إليهما أو خروجها منهما. وأكدت مصادر محلية أن النقاط العسكرية الأمنية المرابطة على مداخل المدينتين شمالاً وجنوباً منعت السيارات من الدخول أو الخروج من وإلى المدينتين. ففي الضالع منعت النقطتان في كل من مدخل الضالع الجنوبي بمنطقة النقيل من خروج أو دخول السيارات إلى المدينة كما كان الأمر كذلك في النقطة العسكرية شمال الضالع باتجاه سناح والتي بدورها منعت السيارات من الدخول والخروج من وإلى المدينة. وفي ردفان كان الأمر كذلك حيث منعت النقاط العسكرية في مناطق العند وسائلة بله والملاح السيارات من الدخول والخروج من وإلى المدينة منذ التاسعة مساءً. ويعد هذا التصرف غريباً ولم تظهر أسبابه حتى الآن غير أن هناك توقعات من السكان المحليين أن تكون المدينتان ستتعرضان للقصف أو اقتحام الجيش لهما لفرض الأمن وسيطرة السلطة على المدينة ولو بالقوة وأن إغلاقها كان لهذا السبب. تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد أمني وعسكري على ردفان في مديرية الملاح حيث تم استقدام قوات من الأمن العام والمركزي من عاصمة المحافظة إلى الملاح وكذا نقل اللواء المرابط بمنطقة الراحة والذي يقوده العميد فيصل رجب إلى الملاح التي تبعد قرابة عشرة كيلو متر من الحبيلين كبرى مدن ردفان والتي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين من الحراك أسفرت عن مقتل ضابط وأربعة جنود وكذا مقتل أحد مسلحي الحراك، الأمر الذي أغاض السلطة المحلية بلحج وجعلها تعزز المنطقة أمنياً وعسكرياً بالقرب من الحبيلين وربما للتحضير لاقتحام المدينة, كما استحدثت عدداً من النقاط العسكرية والأمنية على الخط العام في المنطقة وقامت بمحو وإنزال الأعلام التشطيرية التي كانت على جدران المرافق الحكومية وعلى سطوح بعض المنازل والمحلات ورفعت على المرافق علم الجمهورية والذي لم يرفع في المدينة منذ أكثر من عام ونصف. بالإضافة إلى أن محافظ لحج "محسن النقيب" منذ السبت الماضي يحضر يومياً إلى الملاح ويعقد لقاءات يومية مع القيادات المحلية والأمنية والعسكرية بردفان بمعية مدير أمن المحافظة العميد جميل عقلان ووكيل المحافظة لشئون ردفان عبدالله مثنى ناصر واللذان لم يبرحا الملاح منذ السبت الماضي حيث يقيمان بصورة دائمة في مقر الأمن بالملاح. وكان عدد من مشائخ وأعيان وأعضاء بمحلي الملاح قد وجهوا مذكرة إلى المحافظ ومدير أمن المحافظة وقائد اللواء المرابط هناك فيصل رجب يطالبونهم بسرعة إخراج التعزيزات العسكرية والأمنية من المديرية كونها قد أغلقت السكينة العامة وخلقت الخوف والرعب بين صفوف المواطنين وقامت بالتمركز على سطوح بعض المنازل والمباني والمحلات عنوة ودون أخذ الأذن من أهلها، كما إنها تقوم- وبحسب مذكرة المشائخ- بإطلاق النار العشوائي في الليل وتقض مضاجع النائمين الآمنين في المنطقة. وكانت السلطات الأمنية قد أفرجت يومي الاثنين والثلاثاء عن العشرات من نشطاء الحراك الجنوبي كانت تعقلهم في محافظتي عدنولحج بينهم القيادي في الحراك الدكتور حسين مثنى العاقل، فيما لايزال العشرات منهم في السجون, وأكد بعض الذين أفرج عنهم أنهم تعرضوا للتعذيب في السجون.